لماذا، وكيف أعيش؟

لماذا، وكيف أعيش؟ / محمد قاسم (ابن الجزيرة)
معنى الحياة…!
أذكر أنني في المرحلة التي كنت طالبا فيها في دار المعلمين بمدينة الحسكة ما بين أعوام 1967 و1970 قرأت كتابا استعرته من مكتبة المدرسة..كان عنوانه: “كيف أحيا” لكاتب ألماني…لم أعد أتذكر اسمه، بل لم أعد أتذكر محتوياته، سوى نتف صغيرة، بعضها مقارنة بين نمط الحياة الغربية ونمط الحياة في بلدان أخرى كالصين الشيوعية”الماوية” مثلا حينها.
وأتذكر انه كان يجري مقارنة بين أنماط حياة مختلفة في بلدان مختلفة على الصعيد النفسي- الفردي الاجتماعي- بالدرجة الأولى، وليس على صعيد الثقافة الاجتماعية الفلسفية-إذا جاز التعبير…فكأنه كان يكتب عن تجربته الشخصية أو –أو على الأقل هذا ما أتذكره منه-.مذكراته في رحلة سياحية ربما…
كلما تأملت بعض ما يجري في الكون عموما وفي منطقتنا في الشرق الأوسط ، تداعى إلى ذاكرتي هذا السؤال: لماذا،وكيف نعيش –أو نحيا-؟ وتذكرت ذلك المؤلف الألماني يسأل: “كيف أحيا”.
البحث في المسالة من زاوية فلسفية يصبح تخصصيا جدا، ونخبويا في المنهج والنتائج والانعكاسات…لذا أفضل أن أكون هنا باحثا بنهج بسيط – ما أمكنني- في قضية، هي بطبيعتها فلسفية، فالسؤال عن الوجود والحياة وقوانينهما، ومساراتهما، وتصور ما هو الأفضل… مع نقد ما هو جار في الواقع… يعني أنني في عالم الفلسفة، لكنني أهرب الى السطح، ولا أود البقاء في القاع أو الوسط الآن –على الأقل …
أود البحث في العلاقات البسيطة، والأفكار المتداولة على المستوى الثقافي الشعبي –الأشبه بالفولكلوري…منه الى البحث العميق.على الرغم من الاعتراف بان الفطرة – أو الطبيعة –البشرية التي تولد مع الفرد؛ ذات بوصلة قد تفوق التفكير المنطقي في قضايا حياتية مهمة وأصيلة …
مثل هذه القضايا موضع اختلاف بين المفكرين والفلاسفة والباحثين عموما، ونحن عادة نتخذ ما نميل إليه سواء بمنطق عقلي كوناه، أو ميل نفسي امتزج بالتوجه المنطقي …لدينا.
إذا عدنا الى الماضي السحيق..إلى بداية مولد الكائن البشري –سواء اعتقدنا بأنه كان الوليد الأول لأبينا آدم –وهو اعتقاد الأديان جميعا- أم انبثاق الخلية الأولى للحياة، وتبلورها الى خلايا أنتجت الكائن البشري بحسب نظريات اتبعها البعض تحت عناوين “العلم”…والدارونية وما يتعلق بها…-ليس هذا ما نبحث فيه على كل حال- لكننا نود البحث في البدايات وجوديا، ومن ثم نموا، وتطورا …ماذا نجد؟!
الكائن الإنساني متميز عن الكائنات الأخرى بالعقل، هذا الذي يفهم، ويميز، ، ويحلل ويركب،… ويحكم على الأشياء… ويبني مواقفا.ويتفاعل مع المعطيات والأحداث بقوة، الى درجة القبول بالموت من اجل مواقفه، والاستعداد لأن يقتل ويلغي حياة البعض أيضا…
ونتساءل هنا:
ما هي المعايير التي يعتمدها في اتخاذ مواقفه على أنها صحيحة؟
ما هي الآليات التي تدير فعاليته نحو اتخاذ مواقفه، ومن ثم تطبيقها الى أعلى الدرجات الممكنة؛ ومنها القيام بعمليات القتل والإلغاء والامحاء من الوجود عبر اغتيالات،أو حروب، أو قتل مباشر عموما فرديا أو جماعيا…الخ.
ما هو دور الثقافة الاجتماعية والسياسية والدينية في هذا السلوك؟
……………………………………………………………………………
منقول عن منتديات صدانا بتصرف
http://www.saddana.net/?p=4586#more-4586