حوار مع الكاتب محمد قاسم حول دخول البيشمركة الى كوردستان (الجزيرة -سوريا)

حوار مع الكاتب محمد قاسم حول دخول البيشمركة الى كوردستان (الجزيرة -سوريا)
أجرى الحوار ، حسين أحمد
أكد السيد دلوفان روباري قائد بيشمركة كوردستان روج افا . ( إن قريبا سندخل منطقة الجزيرة ونقاتل قوات النظام ) هل تعتقدون بان هذا التصريح جاءت للدعائية الإعلامية و ما قيل على لسان ( النقيب ) تتعلق بتجربة اليمن واتفاق السيد أوجلان مع تركيا والتفاهم اﻻمريكي مع ( pkk ) بالتأكيد كلها معادلات جديدة تنسجم تماما مع التحالف العربي والإقليمي لضرب ( الحوثيين ) في اليمن وموقف الإقليم من ( عاصفة الحزم ) ومحاربة الكورد في كوردستان العراق وسوريا لتنظيم ( داعش ) وهنا السؤال إن مثل هكذا تصريح لا شك يكلف على الإقليم إن لم يكن مستندا ومتناغما مع سياساته وفيما تتعلق بالمتغيرات الجديدة وما يدور تحت طاولة أصحاب القرار.
………………
كحال ثقافية ليست منخرطة في حال حزبية فإننا مضطرون إلى الاستناد إلى ما نقرأ ونشاهد من عروض الأخبار والأحداث، ومن ثم فإننا لسنا مطلعين على الأخبار والمعلومات… في اتخاذ المواقف والقرارات. وهي تمثل المادة الأساسية في تكوين فهم وتصور واضح يساعد على تبلور المواقف وحسن اتخاذ القرار.
لكن كثيرا من هذه المعلومات التي لها دور في الفهم والتصور … هي ذات طبيعة استخباراتية خافية. أي أننا نعتمد المتوفر من المعلومات إضافة إلى الاستنتاج.
لذا فان ما سنكتب في التالي يغلب عليه الاستنتاج… وهذا طبيعي في الواقع الموصوف.
نحن كمجتمع كوردي، نعيش في مجتمع ذي ثقافة سياسية غالبة، تحصر الأفكار والإجراءات في وسط محدد حزبيا وعسكريا. – فضلا عن أن الأمور العسكرية بطبيعتها تخضع للتكتم كإجراء عسكري –. وفي الحالة الكوردية في سوريا خاصة فإنها تصبح متأثرة بشكل مبالغ فيه بالتوجه السياسي-الحزبي-نتيجة خلل في طبيعة العلاقة بينها وبين أبناء المجتمع.
لذا –ونكرر-فان وسيلتنا الأساسية هي أن نحاول تحليل الأحداث والمجريات التي تتوفر لدينا عبر الإعلام واللقاءات والتصريحات…قد تعيننا-إضافة لما سبق-حالة حدس خاصة.
كما أن المعروف –وبات من المفهوم أيضا ربما-أن سياسة عولمية تتبع في منطقة الشرق الأوسط…تهدف لتغييرات يبدو أن طابعها العام هو تفتيت الدول القائمة بشكل مباشر أو غير مباشر، بإزالة دول، وإقامة دول جديدة على أساس ما تراه القوى القائمة؛ بالتفتيت. وهي القوى العالمية الكبرى على رأسها أمريكا …
في هذا السياق يمكن أن نقدّر أن بعض القوى الإقليمية والمحلية عبر تحالفات –أحيانا غير مفهومة طبيعتها، وأحيانا في واقع غير متكافئ بين أطرافها-تحاول هذه القوى أن تقف في وجه هذا المشروع الغربي، وبعضها يحاول أن يركب موجه-إيران نموذج.
ولا يخفى أنه في هذه الأحوال تبرز القوة الاستخبارية كقوة مؤثرة –ربما أكثر من قوة السياسة في المنطقة، والتي هي – قوة سياسة المنطقة-قوة تابعة للتأثيرات الغربية والإقليمية، أكثر من كونها قوة فاعلة.
بمعنى إنها قوة في موقع التبعية والدفاع بأدوات غير فاعلة فيما يخص غاياتها…
لنقل-وباختصار-فان دور القوة السياسية لبلدان المنطقة-كنظم-يبقى في حال دفع الضرر عنها. لأن هذه النظم هي في الأصل نظم قاهرة مستبدة، لا ديمقراطية… وفي حالة الكورد حيث لا توجد دولة، وإنما فقط أحزاب ذات قوة عسكرية تقترب، في بعض حالاتها من أن تكون أحزابا فحسب، وليست قوى وطنية على أساس قومي كما هي العادة في محاولة تشكيل الدول.
ما يحصل في سوريا كلها وفي المنطقة الكوردية والتي تتفاوت قوى سياسية في اعتماد التسمية ما بين روزآفا، كوردستان سوريا، القسم الكوردستاني الملحق بسوريا وغيرها…مما يعكس حالة التشرذم السلبي الثقافي والسياسي لدى القوى التي تؤثر في سياسة الكورد في سوريا…بل وتتعداها –أو هي انعكاس لها -إلى القوى الكوردية خارج سوريا –كوردستان العراق-كوردستان تركيا-كوردستان إيران…والكورد في مختلف مناطق العالم…

مجمل هذه الأمور-كما يبدو-تترك آثارها على الوضع الكوردي أيضا –بل هي المؤثر الأساسي-…
وبحسب القراءات الاستنتاجية المستندة إلى معلومات عامة، وتسريبات أحيانا، فان رئاسة الإقليم -في شخصية الرئيس مسعود بارزاني-تتمتع بثقة قوى مؤثرة غربية ولديها قدرة دبلوماسية على التعامل مع الدول الإقليمية بواقعية والواقع المحلي كورديا …
من هنا هي تكتسب دعما يؤهلها لقيادة الأحداث في المنطقة، يعزز ذلك، الشعبية الكوردية التي يتمتع بها الرئيس مسعود بارزاني…ونحن نعلم أنه يدعم القوى العسكرية التي تتدرب في كوردستان العراق، كما حصل من دعم له في كوباني للقوى الكوردية المقاتلة هناك.وهذا يؤهله ليتمدد في مختلف مناطق كوردستانية كما صرح أكثر من مرة.
لذا فان مثل هذا التصريح من السيد دلوفان روباري والذي هو على أرض إقليم كوردستان لا ينتج عن فراغ … أما التوقيت والأسلوب …غالبا ما سيكون عند توفر الظروف التي تمهد لالتقاء القوى الكوردية على خطوط عريضة في سوريا… وللقوى العالمية والإقليمية دور ما قبول ودعم ذلك. وهذا هو المأمول في الأسابيع أو الشهور القادمة.
محمد قاسم “ابن الجزيرة”