رسالة مفتوحة ((من وحي كتابات منفعلة ))
24.02.2006 – 13:29
ابن الجزيرة
لا أزعم أنني الوحيد الذي ينتبه إلى المعاني التي سأدرجها في ثنايا هذه الرسالة!
و لا أزعم أن الآخرين الذين يفكرون ويتحدثون ويكتبون…الخ ساهون عن هذه الأفكار، والتي أرى أهمية، في الوقوف عندها بسبب الظروف الحيوية في هذه الأيام !.
لكن ذلك لا يمنعني أيضا أن أذكر ((إن الذكرى تنفع المؤمنين)) كما في القرآن الكريم.
بين الفينة والأخرى أستعرض ما يرد في كتابات بعض الكتاب وخاصة الكرد منهم، فأجد فيها بعض سجية منهم في موضوعات تحتاج إلى موازنة ومنطق، بل وشعور عال بالمسؤولية تجاه محتواها ،وخاصة في تلك السياسية . ومن المؤلم أن هذه الحالة فيها غزارة – أحيانا –وذات صخب أيضا؛ يغطي على أصوات أخرى أكثر احتياطا، وأكثر مهنية كتابية- إذا جاز القول-. لاسيما لدى الشباب الذين هم في مطالع العمر والمملوئين حيوية واندفاعا أيضا –أحيانا-
وفي الطرف الأخر هناك دوما من يترصد ما يقال أو يكتب، خاصة في الميدان السياسي، ويسجل، ويشوه ما ينشر، أو ما يقال، ليتخذ منها مادة ابتزاز في جانب يهمه، أو يتخذ منها مادة لتشويه الحقائق والوقائع….!
وكما يعلم الجميع؛ فإن الذهنية التي تحكم وعينا الشرقي عامة – والعربي خاصة – هي ذهنية التعميم بدوافع مختلفة و(جمعية) بحكم نمط التربية الاجتماعية والسياسية (الشعاراتية) التي كرسها الحكام لاستثمارها في إدامة أنظمتهم المشوهة – شكلا وممارسة وغاية-.
لهذه الأسباب ، وأسباب لم أشر إليها خشية الإطالة:
فإنني أتوجه بالدعوة الراجية والآملة ، أن ينتبه الإخوة المثقفون – والكتاب منهم خاصة – ومهما علت مستوياتهم وكفاءاتهم؛ إلى ضرورة اعتماد معايير واضحة ومدروسة قدر الممكن، في تناول القضايا الحساسة وعلى رأسها السياسية، متجاوزين لحظات آهاتهم ومكبوتاتهم الدفينة والضاغطة…!
وليس القصد هو حساب الخوف من المتجسسين والمتفرغين- بل المتلهفين- لترصد لمثل هذه الأمور،ارتزاقا أو هواية أو تحسبا…الخ. وإنما تقديرا لما سيترتب على الوقوع في خطأ التعبير، ومن كل الجوانب!.
وهنا أورد قولا،لا أدري إن كان قوله ، أو منقول منه عن غيره، وفي الحالتين فقد وجدت فيه مغزى جديرا بالتأمل، حينما قال الدكتور ((عبد الباسط سيدا)) ذات مرة :
(( ربما من أصعب الأمور؛ امتهان السياسة، وقول الشعر، ومع ذلك فقد انغمس فيهما الكثير جدا من شبابنا، ودون تأهيل للقيام بهما!.)) ولعل الدكتور(( عبد الرزاق عيد)) كان يعني المغزى ذاته عندما علق ذات مرة بالقول:
(( ما شاء الله!! الشعراء لدى الكرد كثر…)) كان ذلك في سياق حديث حول الأنشطة الثقافية الكردية؛ عندما جاء إلى القامشلي ليلقي محاضرة ضمن نشاطات (منتدى بدرخان الثقافي) ، ولكن الجهات الأمنية لم تسمح بذلك وأغلقت المنتدى في الليلة ذاتها، وبالقوة المباشرة!!
وليعذرني المتحسسون من التدين وشواهده(فالحكمة مطلوبة حيثما كانت) يقول الله سبحانه وتعالى: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)).
ومن المعلوم ، أن الفعل قد يكون فرديا، ولكن النتائج- غالبا ما -تكون جماعية،سواء كانت خيرا أو شرا،داخليا أو خارجيا، خاصة في مثل هذه الأمور التي نوهنا عنها.
والسلام على من اتبع الهدى.
ibneljezire@maktoob.com
…………………………………………………………………………………………………………………….
منقول عن موقع عامودة نت بتصرف
http://www.amude.net/Nivisar_Munteda_deep.php?newsLanguage=Munteda&newsId=4485