وكأنه تعمَد…؟!.
17.05.2005 – 23:55
ابن الجزيرة
فقد ناولني أحدهم – ولم تكن هذه العادة قائمة- نشرة ” صوت الأكراد” العدد /365/ نيسان (2005م/2705ك) وهي النشرة الناطقة باسم ((الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا -البارتي-)) – الجناح الذي يقوده السيد محمد نذير- وعندما نظرت فيها طالعني المقال الافتتاحي تحت عنوان ((وحدة الحركة الكردية بين الشعار والتطبيق)) فداخل نفسي حيرة وقلق…
وتساءلت: هل هذا المقال يعبر عن موقف سياسي عملي لخطوة توحيدية بين جناحي البارتي؟
أم أنه تعبير عن موقف سياسي عملي لرفض المبادرة التي قام بها بعض من قواعد الجناحين بهدف إعادة الوحدة بين الجناحين؟
وكما هو معلوم في وسط جناحي البارتي فقد تمت هذه المبادرة بإشراك شخصيات كردية مستقلة, وقد تم اللقاء مع قيادتي الجناحين ممثلة في شخصيتي كل من: السكرتير العام / محمد نذير/ والسكرتير / نصر الدين/. وكان الدافع لهذه الخطوة أكثر من سبب ومنها:
1- وحدة النهج والخطاب وطبيعة الحالة التنظيمية لدى الجناحين, لا سيما وأن انشقاقهما عن البعض ليس عتيقاً.
2- شعور قواعد الجناحين – ممن تهمهم المصلحة الكردية- بأن استحقاقات المرحلة الراهنة وامتداداتها المستقبلية؛ تفرض اتجاهاً وحدوياً؛ سواء في صيغة الخطاب السياسي أو في شكل وحدة اندماجية, أو في إيجاد آلية لتوحيد المواقف…الخ
كما ان شعوراً بالأسى والألم يوخز نفوس رفاق الأمس في حزب واحد, يعملون الآن في جناحين مختلفين؛ ويدفعهم هذا الشعور الى العمل على وحدة تؤمن لهم كتلة بشرية – كما كانت- مؤثرة على الساحة السياسية الكردية – خاصة- بشكل ما.
3- إيمان القواعد الحزبية من الجناحين بأن السيد / مسعود البارزاني/ كان قد طرح فكرة التوحيد هذه. وهذا الطرح ينسجم مع رغبة هذا القائد السياسي الغيور على مصلحة الكرد عموماً, ومصلحة ((الحزب الديمقراطي الكردي – البارتي-)) خصوصاً.
4- ما دامت, تحاول أحزاب – أو أجنحة أخرى- وقد امتد الزمن بافتراقهما- فلم لا يحاول جناحا حزب لم يخدِّد الزمن بينهما بعد.؟!.
وليس في تعاطيهما مع الواقع السياسي خلاف يفرق بينهما, إن لجهة النهج أو الخطاب السياسي أو العلاقات بشكل عام..!
ولقد قرأت المقال, وسرّني ما فيه من تحليل لأسباب الانشقاقات – غير المبررة- ووجدت في أفكاره ما يتوافق مع أفكار عرضتها منذ زمن طويل ونشرتها في دراسات ومقالات, كما فعل غيري من المثقفين.. ولكن لا بد من سؤال:
ما هو الجديد في مقال ثقافي يتناول واقعاً سياسياً حزبياً معلوماً لدى الجميع –حزبيين وغير حزبيين- وخاصة الشريحة المثقفة فيهم؟
وهل المطلوب من حزب سياسي مدعو الى خطوة توحيدية مع جناحه الآخر, أن يقوم بالتنظير أم ينبغي عليه أن يقوم بفعل مؤثر في هذا الاتجاه؟
وإذا كان يعني بما أورده من عبارات ومنها مثلاً:
“.. ونعني بها بشكل خاص شعارات الوحدة المطروحة بين التنظيمات المتماثلة…” ” هناك تناقض بين القول والفعل (المزيد من شعارات الوحدة والمزيد من الانشقاقات)” ” هذا هو المسار الحقيقي لاتجاهات وحركية وديناميكية الحركة الكردية في الوقت الحالي”
إذا كان يعني بها موقفاً من الوحدة وهو عدم الثقة بالأطراف الأخرى – وان كان بلغة دبلوماسية- فإنني أتسائل:
ما هي الخطوة أو الخطى التي يخطوها هذا الجناح – الحزب- لتمثل مصداقية لها تميزه عن غيره من أطراف الحركة عموماً ومن الجناح المتماثل معه خصوصاً؟!
هل يكفي أن يتخذ هذا الجناح – الحزب- وكما تفعل أحزاب كردية أخرى, هذا الأسلوب الذاتي موقفاً له, فيه تجاهل وتخطٍ لإرادة الجماهير الكردية ومصلحتها في مرحلة تاريخية حرجة من جهة, ومبشرة من جهة أخرى, لكي يمد ذاته بمصداقية من موقفه الذاتي والخاص هذا ؟!!.
وأسأل مرة أخرى:
أيتها الجماهير الكردية – وخاصة القواعد الحزبية- أين أنتم مما يجري على الساحة السياسية الكردية, وخاصة من السلوكيات القيادية في الأحزاب تجاه المرحلة الراهنة؟!!!
………………………………………………………………………………………………………………………..
منقول عن موقع عامودة نت بتصرف
http://www.amude.net/Nivisar_Munteda_deep.php?newsLanguage=Munteda&newsId=2459