رسالة وجهت إلى كل من الجبهة والتحالف في 8/3/2002

رسالة وجهت إلى كل من الجبهة والتحالف في 8/3/2002
ابن الجزيرة
في الجانب السياسي من العمل التحالفي أمور قد نرى صعوبة في تناولها ولكن ذلك لا يمنعنا من التطرق إلى الجانب الثقافي والصحفي وبمناسبة يوم الصحافة.
ما لفت انتباهنا في الصحف والمجلات السياسية والثقافية الكردية في سوريا، ظواهر غير مُرضية في عموميتها ودون نكران الجوانب الإيجابية طبعا.
ولعل الظاهرة الأهم هي في وجود كم كبير من الجرائد السياسية والثقافية قياسا إلى حجم وظروف السكان الكرد(إحصاء) إن هذه الحالة تحرم هذه المطبوعات الطاقة المثلى التي يمكن أن ترفدها بسبب توزعها من جهة، وإيجاد حالة من الحساسية من جهة أخرى فضلا عن الجهد والوقت والمال والمصروف في إنتاج هذه المطبوعات وتوزيعها، في ظروف صعبة كالتي يعيشها الكرد المحارَب في وجوده كشعب وتاريخه وثقافته…الخ.
إننا نقترح لمعالجة هذا الأمر النظر في إمكانية التركيز على إخراج جريدة التحالف السياسية بمجهود حقيقي من الأحزاب المتحالفة. بحيث تنشر منها الموضوعات المتفق عليها. ومعالجة الموضوعات المختلَف عليها جزئيا لتخصّص بها هذه الجريدة وتبقى الموضوعات الخاصة بكل حزب للجريدة الحزبية لكل حزب.
واضح ما في ذلك من تكثيف للموضوعات وبمستوى سام وغزارة أيضا ضمن هذا المستوى السامي لها، مما يوفر مادة تصلح أن تكون وجها تاريخيا للثقافة السياسية الكردية (موروثا) ومفيدا رافدا لبلورة الوعي راهنا، ومن ثم أرضية خصبة وصالحة لانطلاقة واثقة نحو المستقبل.
فإذا قرنا هذه الخطوة بخطوات أخرى على صعيد المجلات الثقافية بتهيئة المناخ لبلورة هيئة مستقلة عن الأحزاب في إدارتها وتقرير أمر دمجها وإخراجها بحسب الإمكانيات والظروف والمناخ الثقافي. فإن ذلك – برأينا-سيخفف العبء على السياسيين بعدم الانشغال بقضايا يمكن أن يؤديها عنهم غيرهم. مما يوفر لهم:
1- التفرغ لعملهم السياسي ومن ثم تطويره.
2- استنفار الطاقات الثقافية المحايدة للمساهمة بدور إيجابي في حياة شعبهم فضلا عن خلق المناخ الثقافي اجتماعيا (تعميم الثقافة المشتركة) لأبناء الكورد.
ولا نرى بأسا قط أن يكون التشاور حالة ديموقراطية تعيشها هيئتا أو هيئات تحرير الجرائد السياسية والمجلات الثقافية لتأطير العمل، ومعالجة التداخلات والإشكالات فضلا عن المساهمات المتبادلة بين الطرفين أو الأطراف.
إننا ككورد مهتمين بقضايا ثقافة شعبنا ننتهز هذه الفرصة لنهنئ شعبنا الكردي بدخوله تاريخ الصحافة منذ مائة عام. أو فرصة للنهوض بهذا الصرح الحضاري وفق أفضل صيغ التعامل الديموقراطي والمسؤول.
كما نأمل أن يكون مقترحنا رفدا في هذا الاتجاه المرجو…!
22/4/ 1996
(وجهت هذه الرسالة إلى كل من الجبهة والتحالف في 8/3/2002 ،وقد نشرت في الجريدة المركزية للجبهة تحت عنوان: وجهة نظر.

(نشرت في الفيسبوك بعد إضافة المقدمة التالية :
” دعينا إلى لقاء بمناسبة عيد الصحافة الكوردية في قامشلي وكان باشراف الأستاذ نصر الدين ابراهيم .وتمت مناقشة ما يتصل بالصحافة الكوردية ، وقد ألهمتني المناقشات معان دونتها في الرسالة أدناه ، ووجهتها الى كل من التحالف والجبهة حينها .
في 8/3/2002 وقد نشرت في الجريدة المركزية للجبهة تحت عنوان: وجهة نظر.
لكنني لم اعرف ما آل اليه مصيرها لدى التحالف.
أعيد اليوم نشرها كوثيقة وكأفكار معا.