رحلة عمل جراحي في مشفى “*”

رحلة عمل جراحي في مشفى “*”
محمد قاسم ” ابن الجزيرة ”

كانت الثانية عشرة ظهرا من يوم الجمعة الموافق لـ 13/8/2010. عندما وقفت السيارة أمام باب الدار.
نزلت بهدوء مراعيا ظروف جرحي الذي يبدو انه تحسن كثيرا؛ لكن حساسية –لا ادري طبيعتها-كانت لا تزال ترافق شعوري به.فإذا اقترب جسم منه؛ أحسست برد فعل غير شعوري يوحي بنوع من الخوف من الوجع ويولد حركة هاربة لا شعوريا ..!
كانت الوالدة عائشة والأولاد-
Ronza-Raman- Rêvan-Rewan-Zanyar
يقفون جميعا في طابور في مدخل الدار؛ ينتظروننا بلهفة مثلما كنا نشتاق لقاءهم بلهفة.
فكان العناق المشبوب بالشوق واللهفة، وكانت قبلات حنون تكاد تدفئ الكيان.
مضى عشرون يوما مذ غادرنا البيت معا-أنا وهيفي–ولأول مرة في حياتنا كلها مدة طويلة كهذه-. فكان الغياب مضنيا، وكان الشوق فياضا، وكان شعور بالقلق يراودنا في كل لحظة.
بداية السفر:
في يوم السبت المصادف لـ/24/7/2010 سافرنا في قطار الساعة السادسة مساء –عربة منامة.
هذه العربة التي تكون غرفة المنامة فيها مجهزة بكل ما يلزم الراكب من راحة خلال مسافات طويلة أحسن الصانعون تقديرها، سريران فوق بعضهما بمتانة وثبات مدهشين، وفراش من إسفنج مضغوط ومدروس في حجمه وقياسه، وكل ما يلزم من عناصر أمان كحزام يربط به النائم جسمه في السرير الأعلى. واضاءة لكل سرير. سواء للمطالعة أو لأي حاجة تحتاجها، وللغرفة ككل. اضافة الى طاولة متنقلة، وأخرى هي عبارة عن غطاء للمغسلة وطاولة معا. وباب يحكم إغلاقه، ونافذة محكمة يمكن النظر منها إلى الخارج للاستمتاع بالمناظر الطبيعية ودخول ضوء النهار. فضلا عن سجاد-موكيت-يغطي كل المساحات داخل الغرفة وفي الممر الذي يودي إلى الغرف، ويوصل العربات ببعضها. -وقد ألاحظ عليها ضيقها النسبي والذي ربما أملته ضرورة التوازن بين عرض الخط وعرض القطار. لا أدرى، أو ربما لاختصار النفقات…!
بين الغرفة والأخرى باب موصد يمكن فتحه –على ما يبدو- ليكون نافذة وصل بين غرفتين عندما يكون أفرادهما من عائلة واحدة –أو على الأقل مجموعة متشاركة …وخزانة لتعليق الثياب فيها، وحاملا معدنيا متينا يحمل الحقائب في موضع مواز للسرير الأعلى لئلا يضيق المكان. وطبعا سلم مخصص لصعود الراكب إلى السرير الأعلى. فضلا عن الستائر وتفاصيل أخرى. والجانب الخارجي من الممر جميعا شبابيك منها محكمة الإغلاق ومنها ما يفتح لتجديد الهواء، مع مراعاة أن لا يسمح الفتح باحتمال وقوع المتفرج عبرها. فيستمتع الركاب بمناظر الطبيعة التي تختلف من منطقة أخرى بين صحراء وخضراء وعمار وارض خالية وزراعة وجرداء وانهار او بحور. الخ.
كما أن كل عربة مزودة بتواليت ذي فرش “أرضي” وتواليت “فرنجي” مزودان بالماء والمغاسل. لكن ما يؤسف له أن بعض الركاب لا يقدرونها ولا يكلفون أنفسهم عناء فتح الماء لتَنظف. أو وضع ورق التنشيف في مواضع تغيّبها مع قذارتها عن النظر بعد الاستعمال.
وربما يتحمل المسؤولون في القطار-أحيانا –بعض هذا عندما يكون هناك خلل ما لم يُستدرك في مرفق ما. وهو قليل –كما لاحظت خلال عدة سفريات. وان كانت علامات كونها قديمة بادية للعيان.وأحيانا بعض أعطال قد تكون بسيطة ولكنها مؤثرة على حالة النظافة بشكل ما.
وصلنا محطة القدم في دمشق–المحطة الأخيرة لسفرنا؛ حوالي الساعة التاسعة صباحا من يوم الأحد. كان ابن أخي “Goman” في انتظارنا ليقلنا إلى داره الكائنة في “شبعا”.
في شبعا رأيت خضرة تتداعى تحت أقدام الأبنية التي تتعالى سراعا-وبتعسف- في ظل دوافع الطمع والحاجة .. طرفان متكاملان بلا مودة ولا رضا..
– فالطمع يمثله أغلب المتعهدين والمتواطئون معهم من المسؤولين في الدولة ..
– والحاجة يمثلها الفقراء الذين يلهثون خلف مكان يؤويهم ويقيهم من الحر والبرد بغض النظر عن المواصفات الصحية والترفيهية..
مع ذلك شعرت بشيء من السرور لأني أرى خضرة تغذي عيني بمشهد جميل أعاد لروحي بعض المسرة. فأنا أعشق الخضرة والماء.. وطبعا، الجمال في مختلف تجليه.
نمنا ليلتنا هناك وسط ترحيب وتقدير أثار في نفسي مشاعر ذات وهج.
” Yazî “..تجهد لتقنع ذاتها بأنها تبذل ما وسعها الجهد من اجل راحتنا.
” Omîd ” كبرت وأصبحت الآن في الصف الثالث تعليم أساسي..تهز رأسها بثقة عندما سألتها عن مستوى دراستها ودرجة استعدادها..
” أحمد” اللطيف يخبئ في نفسه بعض ما يمرره على والديه..دون مشاكسة.
أما ” Arind ” الصغيرة فهي لم تقترب مني على الرغم من دعوتي لها، لكنها كانت تحوم حولي ..وتسمعني عبارات تعلم وقعها الطريف على أسماع الحاضرين.. “Ez aşîtî me”. أي “انا آشيتية” أو تصحح عبارات باللهجة ” الكردية الغربية ” إلى صيغتها “الآشيتية” أو اللهجة “الكردية الشرقية”.وهنا جسر الـ”قامشلي” على نهر جغجغ النابع من تركيا والمار من هنا، هو الوسط الذي يحدد الشرق والغرب .
زارني بعض جيران ” Goman “.وسهرنا معا، تبادلنا فيها أحاديث شتى..منها مداخلة احدهم من درباسيةزمشتقة من “درب آسيا” بحسب بعض المصادر.
تقول المداخلة:
نحن أميون ولا نستطيع التعبير عن قضايا الحياة بحضور مثقفين، يمكنكم ذلك أكثر منا.!
ابتسمت وأنا أقول:كم هو تواضع والتزام بالحدود أن يعرف المرء قدره، ويتوقف عنده..!
بارك الله فيك.لكن هل تعلم؟
كم وكم يقطع علينا أميون -أو غير ذوي اختصاص- حديث مثقفين في ميدان اختصاصهم –كالتربية بالنسبة إلي مثلا،أو قضايا حياتية تتطلب فهما عميقا وتجربة تمكن من تمثل حقيقتها وعيا وتعبيرا..لاسيما في قضايا المجتمع والسياسة؛ الأكثر تعقيدا،والتي تتطلب خبرة ومعرفة …!
من المسؤول؟ هذه قضية شديدة التعقيد..!
لكن دوما الأقوى.. المهيمن.. المسيطر.. المسؤول…هو الأكثر تحملا لتبعات كهذه..
ولو أن شعور التوقف عند هذا الحد كان سائدا، لكانت الفرصة ذهبية لتفعيل الفعل التنويري ثقافيا في الأوساط المختلفة،ومن ثم دفع المجتمع نحو حيوية فكرية يمكن أن تؤسس لنمو وازدهار مستمرين..لكن المشكلة أن هؤلاء لا يقفون عند حد،ومنهم من ذوي التأثير اجتماعيا بشكل ما..!!
صباحا باكرا –حوالي السادسة كنا نخرج من الدار لنركب تاكسي –عبدو-ابن أحمد محمد درويش..لتقلنا إلى دار ابن أخي “نزار” فوجدناهم لا يزالون يغطون في نوم عميق عندما طرقنا الباب عليهم مضطرين..فقد كان لا بد من وضع أمتعتنا لديهم وانتظار موعد دوام المشفى الاختصاصي..
كنت أنا وHevi ” “و ” Peyman “بقيت هيفي هناك.
ومشينا أنا و” Peyman ” نحو المشفى القريب نسبيا..لنجد مراجعين كثرا؛ ومن مناطق مختلفة، يجلسون على مقاعد خشبية –أعدت لجلوس المرضى ومرافقيهم وزوارهم ،في الممر الفاصل بين بعض أبنية المشفى الإدارية والمشفى ذاته…
كانت المقاعد الخشبية هذه أنيقة، ولكنها لم تكن مريحة-كأن هذه الظاهرة غلابة في حياتنا الاجتماعية، وخاصة الجانب الذي تكون الجهات الرسمية طرفا فيها.
فالأصل أن الأدوات وظيفتها راحة الناس..لكن ما يجري واقعا، يتعامل مع المواطنين على أنهم ناقصوا وعي وتربية… لا يحسنون المحافظة على هذه الأدوات ..فيُختار أصلبها ..أو ربما أن مصالح المتعهدين تقتضي ذلك بالتواطؤ مع بعض المسؤولين..بذريعة جهل المواطنين..ناسين –أو متناسين- أن الوعي حالة تراكمية تنتج عن التعامل مع الأشياء عبر زمن طويل نسبيا؛وبالترافق مع روح الارتقاء بالوعي والذائقة الجمالية..وهذا –لأسف- لا يوجد غلا نظريا في واقع مجتمعاتنا..
طرقنا باب الاستعلامات والقبول، فعلمنا أن خطوات تنتظر انجازها ليتم القبول. وهكذا كان…فقد دخلنا مكتبا خاصا بالطبيب الذي وجهنا –بل أحالنا إلى المشفى –وفي ظني انه سيقوم بالعملية الجراحية بذاته..هكذا استنتجت من أسلوب حديثه. لكنني فوجئت –فيما بعد- بأنه لم يكن معنيا بالأمر برمته سوى انه استثمر موقعه كرئيس قسم ليعطيني ورقة قبول –يبدو أنها ملزمة للمشفى –
وكنت قد سألت كثيرا عنه فقيل لي إنه مهتم بمرضاه ـ ويتولى شؤون العملية بذاته او –على الأقل يتولى إشرافا مباشرا لمن يوكل الأمر إليه من طلابه في الصفوف العليا..!
راجعت مجريات لقائي معه فوجدتها كالتالي:
موعد مسبق..جاء دوري..دخلت.. استقبلني بوجه باش..سألني عدة أسئلة بينها مهنتي ..لكن التركيز كان طبعا على عوارض المرض وتطوره، وأجرى كشفا معتادا؛ يدويا وبالجهاز أقنعني ..ثم قال:
لا بد من عملية جراحية –أن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد.بعد شهر أو بعد سنة ..من الخير لك أن تتخلص من المشكلة برمتها، ولا تخش ما يشاع عن تداعيات سلبية بعد الجراحة في هذه الحالة.
كان كلامه مقنعا برنة صوته ونبرة كلامه ،والثقة التي تسم ذلك كله.
قلت: أعاني من ضغط الدم…!
قال: ما هي أدويتك؟
قلت: ” coversyl 4mg ” حبة واحدة يوميا +” natrilix SR “حبة واحدة يوميا” +” norvasc 5 mg”، حبة واحدة يوميا….إنها كثيرة..وهناك ” minispirin ” المميع للدم…فقد سبق أن تعرضت لاحتشاء الدماغ..
ابتسم وقال: لا مشكلة أبدا..هذه الأدوية لا تمنع إجراء العملية..!
فقط منذ يوم 16/7/2010 تمتنع عن اخذ الأدوية المميّعة لمدة عشرة أيام
وفي يوم الأحد 25/7/ 2010 صباحا تحضر إلى المشفى لنجري فحوصات روتينية، ثم تخضع للعملية الجراحية بعدها. وهكذا كان..لكني قبل ذلك سألته:
كم تكلفني العملية في المشفى الخاص؟
– خمسون ألف ليرة في مشفى مثل مشفى الشفاء…..تنام ليلتين فيه.
لم أسأل عن مستلزمات أخرى كالأدوية وتكاليفها..
فقلت:ألا يمكن إجراء العمل الجراحي في مشفى عام-وأنا أعلم أنه رئيس قسم في أحدها..؟
فقال فورا:لم لا؟!
وتناول ورقة يكتب فيها إحالة إلى المشفى .
قلت: تمهل دكتور، سأراجعك بعد المدة التي حددتها ..
قال:ولم تراجعني مرة أخرى؟!
اذهب مباشرة إلى المشفى وفقا للبرنامج الذي حددته لك. تتبع إجراءات روتينية.. من فحوصات لازمة سابقة للعمل الجراحي.
وفي سياق الحديث كله كنت أشعر بأنه هو الذي سيجري العملية أو يشرف عليها –على الأقل. وكما أكد الكثيرون عنه ذلك .لكن لم يكن ذلك صحيحا-معي على الأقل.
عدت إلى البيت..لم أتناول الممّيع-minispirin – لكني كنت قلقا، فوجدت أنه سيكون مفيدا إذا استشرت طبيبي وهو: الدكتور “صلاح الدين إبراهيم” والذي عالجني في الـ”قامشلي” عندما حصل معي احتشاء الدماغ في كانون الثاني من العام 2007..
رفعت الهاتف وعرضت عليه المشكلة فقال عشرة أيام كثيرة،تكفي سبعة أيام. ليحقنوك بإبر “كليكسال”.. وهذا ما حصل خلال العملية، وبعدها؛ وقبل قطعها بناء على مشورة طبيب عصبية في المشفى؛ لأن ذلك من مستلزمات استعادة الجسم للحال الطبيعة لمفرزاته ،ويساهم في تنقية و توقيف الدم..
دخلت المشفى في يوم الأحد الموافق لـ 25/7/2010 وتقرر إجراء العملية يوم الثلاثاء الموافق 27/7/2010 لكنهم في اللحظة الأخيرة وبعد “الصيام”منذ الثانية عشرة ليلا، وها قد بلغت الساعة الثانية بعد الظهر ..أعلنوا بأن إمكانية إجراء العملية لهذا اليوم لم يعد ممكنا..!
فوجئنا بأن إجراء العملية تأجل إلى يوم الأحد 1/8/2010.
في الحقيقة سرني الخبر .لأنني وجدت ذلك فرصة لأخرج من المشفى عدة أيام أغيّر الجو،أستحم،أغسل ثيابي…الخ.وفضلا عن ذلك فهي فرصة لألتقي بالطبيب المشخّص والذي أحالني إلى المشفى..لكنهم عادوا ليقولوا لقد أدرجنا اسمك –وآخرين –ليوم الخميس الموافق لـ 29/7/2010.
حصل بعض جدال مع الطبيب المقيم الذي يرأس زملاءه..ولكني خضعت للأمر بالتالي استجابة لما شعرت به من رغبة من حولي وعلى رأسهم ابني” Peyman “.
فعلا في يوم الخميس بُلّغت بضرورة التحضير للعملية. وكنت قد أبلغت بالصوم في الثانية عشرة ليلا من يوم الأربعاء. لكنني صمت منذ الخامسة مساء.
طمأنني ” Peyman “و “توفيق” إلى أن العملية الجراحية ستتم على يد مختص وقد يساعده بعض من حوله.
خلال اليومين السابقين تم التواصل مع بعض الأطباء منهم رئيس قسم..وطبيب مخضرم وبعض المقيمين للتوصية..
وفي حوالي الحادية عشرة أو أكثر قليلا؛ نودي عليّ، واحضر لي المكلف بالمهمة، صدرية زرقاء اللون من قماش النايلون الخفيف، لبسته على الصدر العاري، وفتحها نحو الخلف. وتجردت من جميع ملابسي ما عدا الكلسون ويبدو انه أيضا قد نزع أثناء العملية..!
في غرفة العمليات كنت يقظا تماما، فلم يخدر من جسمي سوى النصف الأسفل.بعد حقن إبرة في ظهري –ويبدو في العصب فيه-.
الحاجز القماشي بيني وبين طبيبين يجريان العملية؛ فوّت علي مشاهدة ما يجري.. كلما هنالك كنت أسمع أصوات الأطباء –ويبدو أنهم اثنان دكتور ومساعد له..هكذا استنتجت من طبيعة الحديث بينهما ..
وكان احد الأطباء ويدعى صلاح عند رأسي يبدو أنه المكلف بضبط الأجهزة التي تقيس الضغط، وتمدني بالأوكسجين حين الحاجة..وربما أمور أخرى..
سألني الدكتور صلاح: ما عملك؟
قلت:مدرس.
قال: لأي مادة ؟
قلت :الفلسفة..
قال:ما اكبر كلمة؟!
ترددت في الإجابة، فعجل بها احدهم قائلا:الله.!
قلت: هذا يتوقف على من يجيب، فقد يكون ملحدا ولا يرى للكلمة دلالة كبيرة كما رأيت.استحسن جوابي..ثم تحدث مادحا مهنة التعليم، ومعترفا بفضل المعلمين على الأطباء أيضا.
قلت مازحا:لو أن نقابة المعلمين سحبت ما لديكم مما علمناكم –كمدرسين- فماذا يبقى عندكم؟
قال: لا شيء..
كانت دردشة –ربما –خاصة-لكنها منعشة للمعنويات في لحظة مواجهة شق البطن.
وربما كانت له غاية ذات صلة بإجراء أيضا..
لا ادري بالضبط كم مضى من الوقت، ولكنني خرجت وأنا بكامل وعيي من غرفة العمليات إلى غرفتي في المشفى حوالي الواحدة..وبعد قليل خف البنج، فشعرت بألم حارق في موضع العملية..
تساءلت: ألا توجد إمكانية إبرة-حقنة- مسكنة.. أنا موجوع بشدة ؟
قيل لي: بعد أن ينتهي مفعول التخدير، وكان كذلك فعلا..فبعد ساعتين أو أكثرا –حوالي الثالثة أو الرابعة حقنت في العضل بإبرة مسكنة أخذت مفعولها حوالي السادسة وشعرت بأن الألم أصبح أقل..بعد معاناة حقيقية من ألم الجراحة لمدة طالت حوالي خمس ساعات،اثنتان ونصف قبل حقن المسكن واثنتان ونصف او ثلاثا بعده..
ولم أعد إلى حقن مسكن بعدها لأن الوجع كان محمولا- بالنسبة إلي- وقد سمعت أن المسكنات تعيق نمو وتجدد الخلايا، فيتأخر البرء.
وفي اليوم الثاني قيل لي تناول ما تشاء من أطعمة وأشربه –عصائر طبيعية- وفعلا بدأت أشرب كميات من اللبن المخيض ومن عصائر فواكه طبيعية مبردة ..أما الماء فلم أستسغ طعمه لأيام، وعندما سألت أحد الأطباء قال: ربما بسبب الأدوية..وهناك من قال: ربما في “لبكه” بجهاز الهضم.
قلت: معدتي لا مشكلة فيها، لكن الكولون يعاني من مشكلة مزمنة.
نصحني بأن أمشي لأن المشي يجدد الخلايا والأنسجة؛ بجريان الدم في الشرايين والأوردة، فيغذي الجسم وكل الخلايا ..وهكذا فعلت، لكن بصعوبة في الأيام الثلاثة الأولى، وفي الأيام الأخرى كان أسهل لولا تلك البقايا التي تؤلم كثيرا ….
ويبدو أنها بقايا اللحم وأشياء أخرى.
وهكذا ظللت في المشفى لمدة ثمانية أيام بعد إجراء العملية، لمشكلة في تصفية السوائل..وفي الخميس …خرّجت على أن أعود الاثنين لفك القطب وإخراج الخراطيم، بينما المفجر اخرج يوم خروجي من المشفى..وفعلا يوم الاثنين تم تحريري من كل شيء بما فيها فك القطب…!
بقيت اليوم وليلته في دار ابن عمي “محمد شريف” لأحط الرحال في دار عديلي “عدنان” يوم الثلاثاء ،على وعد أن أكون عصرا في دار أختي “نعيمة” ولكننا نمنا ليلتنا في دار “عدنان” ثم انتقلنا إلى دار “نعيمة” يوم الأربعاء.
ونمت ليلتي هناك لأسافر يوم الخميس مساء الساعة السادسة والربع.في القطار-عربة المنامة.
في الحقيقة كانت الحرارة خلال هذه الفترة قاسية جدا..
كنت في البيت اضغط على جرس الدار ، نهار الجمعة الموافق لـ/12/8/2010 “منتصف اليوم”.
في المشفى
كنت قد راجعت الطبيب في يوم السادس عشر من شهر تموز فطلب مني توقيف المميّع مدة عشرة أيام، ومراجعة المشفى يوم 26 تموز لإجراء التحاليل اللازمة، ومن ثم إجراء العملية الجراحية.وفعلا كنت يوم الأحد 22/7/2010 أرقد في المشفى بعد سلسلة فحوص واختبارات منها فحص البول والدم من الوريد ومن ذيل الأذن والايكو ومجموعة أسئلة عن الحالة العامة، والأمراض السابقة إذا وجدت، ثم تم قبولي ودخولي المشفى –الغرفة الأولى مع مريضين آخرين.
في غرفة المشفى:
كنت في السرير الوسطاني بين مريض من “طرطوس” شاب في الثامنة والعشرين من عمره اسمه “حسان عنبر” كان ينتظر عملية…قيل أن للدخان اثر في الحاجة إليها.وعلى يساري “إبراهيم” من عفرين. رجل متقدم في العمر لا يقل عن الخامسة والستين أو السبعين من العمر، وهو أيضا سيعيد الخضوع لعملية جراحية سبق أن خضع لها قبل ثلاثة أشهر.
الغرفة فيها ثلاثة أسرة مفروشة كما هي عادة المستشفيات العامة عموما؛ فراش من إسفنج مكسو بالنايلون، وشرشف قطني، وغطاء قطني محجر مكتوب عليه اسم وزارة الصحة .
وفي السقف مروحة تدور وتدور بقوة ..لكنها لا توفر جوا معتدلا بقدر ما كانت تمنع العرق فحسب..بل كان الهواء مزعجا بقوته وشيء من حرارته..
وفي الغرفة نافذة كبيرة تدخل الشمس ووهجها عبرها، ولمنع ذلك تغطى بستارة من القماش..وخزانة في احد الجدران تصلح لحفظ بعض الحاجات التي يصطحبها المرضى…والى جانب كل سرير طاولة صغيرة على هيئة خزانة فيها باب وجرار وطاولة دوارة فوقها تدور بحسب حاجة المريض.
التجهيز مقبول عموما ..لكن مآخذ الكهرباء-البريزات- كانت منزوعة أو معطلة في أغلبها ومعززة ببعض لاصق طبي-ههههه-..ياله من اختراع..!!!!
الملاحظات:
لم يراع في وضع الخزانة الكبيرة سهولة استعمالها وقابليتها لحفظ حاجات المرضى دون اعتداء عليها..فلا أقفال ولا تقسيم يوفي بالغرض.
إذا كان معظم-إن لم نقل الكل- دوائر الدولة مجهزة بمكيفات غازية غالبا أو على الأقل صحراوية..لماذا لا يفكر المعنيون بمكيفات لمرضى في أصعب حالاتهم خاصة أن أغلبهم هنا لإجراء عمليات جراحية..!
الخدمات:
تشمل الخدمات هنا ما يلي:
1- نظافة الغرف والمغاسل والمشفى عموما..وفي الواقع كانت الخادمات يبذلن ما يستطعن ومعهن بعض الرجال –كما لاحظت- ففي ثلاثة أوقات على الأقل –يمرن بالغرف والكريدورات يمسحنهن بالماء، وربما بعض المنظفات أيضا..لكن المشكلة كانت في ظاهرة هي: الزوار والمرافقون وغيرهم لم يكونوا يلتزمون بمواعيد النظافة مما كان يعيق عملهن ويترك رد فعل سلبي في التعامل مع التنظيف.
2- خدمة الأسرّة من تبديل الشر اشف والأغطية.وقد كانت الممرضات يمرن يوميا لتبديل ما يحتاج، لكن العرقلة ذاتها كانت تقلل من فاعلية عملهن.
3- خدمة التمريض: ويمكن تقسيم ذلك إلى:
أ‌- عمل الممرضات ومناوباتهن.
ب‌- عمل المَخبريّين
ت‌- عمل الأطباء، سواء الطلاب المتدربون-المقيمون- أو معلموهم –المختصون-.
فأما ما يخص المخبريين، فقد وجدت أنهم الأفضل في أداء عملهم.لجهة المرور المنتظم في مواقيت محددة، ولطف التعامل، وأداء العمل بمهنية عالية..
خلال اثني عشر يوما وليلة؛ نمت فيها في المشفى؛ كان هؤلاء يمرّون في مواقيت محددة –غالبا أربعة – يأخذون الدم دون أن يخطئوا في إدخال الإبرة في الوريد. فقط مرتان حصل أن لم يدخل المخبري، الإبرة للمرة الأولى في الوريد..خلال المدة كلها .فيما عدا ذلك كانت الإبرة للمرة الأولى تدخل الوريد لسحب الدم دون أن تترك أثرا مؤلما أو مربكا.
وأما الممرضات فعلى الرغم من حيويتهن عموما –ما عدا حالات قليلة- ومرورهن في أوقاتهن لحقن الإبر ..أو تعليق سيروم مثلا..لكن ظاهرة يمكن توصيفها بالفجوة –أو بعض فوضى- كانت تظهر في أسلوب أدائهن لعملهن.ربما لأن البعض منهن كن يتعاليْن على مهنتهن؛ لكونهن زوجاتٍ لبعض مسؤولين او مدعومات من بعض المتنفذين..مع ذلك يبقى عملهن في مستوى مقبول الى درجة معقولة..
المشكلة أين إذا؟
إنها لدى الأطباء..!!
إنها لدى الإداريين، خاصة رئيس المشفى ومساعديه.
ما يخص الإدارة ومساعديها..فإن الخدمات كلها منوطة بحسن سير العمل والمتابعة..مثلا:
ينقطع الماء أربعة أيام بلياليها سوى بعض وقت لا يتعدى الساعة أو الساعتين…فمن المسؤول؟!
وكيف للمرضى أن يتعاملوا مع النظافة –نظافة الجسم والجروح فيها ..خاصة أن معظم الموجودين إما اجروا عمليات جراحية، أو ينتظرون الدّوْر للعمل الجراحي.. وفي الحالتين،ماذا عن نظافة الجسم..ونتائج التعرق وتراكم الوسخ..؟
المغاسل معطلة. ثلاثة تواليتات، لا يوجد فيها خرطوم مركب على الحنفية سوى واحد فقط.ولا توجد مسكات في الأبواب، و ولا جهاز تسكير الباب-اقفال-. .
فقط مغسلة واحدة من أصل اثنتين كانت شغالة بطريقة فيها عنت..فقد عطلت الخلاّطات، وبقت حنفية واحدة وهي ملصقة مع الجدار، تسكب الماء على الحافة الملصقة بالجدار، فقدّروا صعوبة غسل اليدين قبل أن تفكروا في صعوبة غسل الوجه أو غسل الشعر .لذا كنا نستعين بقناني الماء –ومن حسن الحظ أنها كانت متوفرة، لأن ذوي المرضى يجلبونها لمرضاهم خاصة وان البارد غير موجود في المشفى-كان هناك براد لدى الممرضات؛ لكنه لم يكن يوفر الماء البارد، كما أن برادا في أسفل البناء –لأحد المحسنين- لم يكن يكفي لحاجة المرضى ومرافقيهم فضلا عن زوارهم.
أبواب الغرف جميعا، لا أجهزة فيها للتحكم في إغلاقها، مثلما لا مسكة لها، لذا فعندما كان الهواء يصفقها كنت تسمع أصوات فرقعة عالية؛ يفيق لها النائمون، وينزعج منها الجميع.بما فيها أبواب الأطباء المقيمين…ما عدا درباس خلف الباب لكي يتحكم الأطباء في فتح الباب وربما ركّبوه من لدنهم وعلى حسابهم…!!
أين الإدارة من هذا كله؟
وأما الأطباء –وهم الركن الأساس-فحدث ولا حرج.
في يقيني إن تعبير المرء عن تجاربه، ومعاناته هو حق له،وربما واجب أيضا لينقل هذه التجارب وطبيعة المعاناة –والتي قد يكون أقدر من البعض في التعبير عنها، ممثلا لمن في حالته ممن لا يحسنون التعبير عنها- فضلا عن أن عملية نقل التجربة والمعاناة إلى الآخرين؛ ينتج أدبا يعين الكثيرين على وعي مضمونه، وربما التنبه إلى ما يفترض حياله..مما قد يسهم في تنقية الوجدان البشري، وإضافة بصيص نور إلى مسار درب الإنسانية بمعناها الايجابي في ذهنية وسيكولوجية –أو ثقافة-البشر. ففي نهاية الأمر كل إنسان يبتغي الرفاهية؛ سواء في شعور بالراحة، أو بالاستمتاع، أو بما يجمع الجميع في معنى “السعادة”.
هنا قد يُلاحظ بعض تنويه -بنموذج سلبي- في سلوك طبي، أو إداري، أو إنساني بشكل عام..
ليست الغاية –هنا- تشهيرا، أو تعبيرا فيه إيذاء..وإنما الغاية التنويه إلى هذا النموذج السلوكي الذي يفترض معالجته لزيادة مساحة البعد البشري الايجابي في حياة الناس جميعا..وهذا يعود بالنفع على الكيان المجتمعي ككل، بدلا من اقتصاره –منقوصا- على بعض الأفراد؛ سواء في شخصية إداري مسؤول، أو طبيب يُنتظر منه الروح الإنسانية في تعامله مع آلام الموجوعين، والمتألمين بين يديه، خاصة في حالة العمليات الجراحية بالغة الإيلام .. أيا كانت.
ولقد حرصت أن لا أذكر اسم المشفى، ولا أسماء الأطباء أو الإداريين..للتركيز على السلوك في عموميته، لا على سلوك فرد بعينه فحسب..
وختاما أوجه الشكر لكل من تمثل قول الرسول الكريم محمد بن عبد الله” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
والإتقان –في ما أفهم – يشمل كل متعلقات العمل المادية والمعنوية..
وكم يحز في النفس ما نسمعه من فروقات بين أداء العمل في الثقافة الغربية
وبينه في الثقافة الشرقية –والعربية خاصة..
سألت امرأة أمّية بلباس ريفي، وشال تعصب به رأسها عادة –كوفية- تلقت المعالجة في ألمانيا طيلة تسعة أشهر؛ وهي لا تحمل الجنسية الألمانية،وإنما كانت في زيارة لابنتها..
سألتها كيف كانت المعاملة التي تتلقينها من الطاقم الطبي الألماني والكادر الإداري والتمريضي..الخ. فقالت:
“لقد كانوا فقط يبحثون عن مراضاتنا”..
وتذكرت ما كان يجري في مشفى أجريت فيه عملية جراحية لي ولغيري..
– لا اهتمام على الإطلاق بالجانب المعنوي-والنفسي للمريض ..فطيلة اثني عشر يوما لا أذكر أن طبيبا دخل وألقى التحية –إلا نادرا جدا ..
– فقط المريض مريض في ظروف حاجة لا تعطيه حق إن يكون إنسانا بالمعنى الصحيح للكلمة،يتعامل معه الطبيب باعتباره في هذه الحالة فلا يهتم به تحية..وتقديرا واستجابة لتساؤلاته وتعبيره عن معاناته..
– وربما كان الاهتمام الأبرز بإجراء عمليات تجريبية أكثر منها عمليات لمعالجة المريض..فلا تراعى الجوانب المفترضة من التعامل الإنساني الذي يكفل للمريض شعورا بقيمته كإنسان، وبكرامته في التعامل، واحترام ذاته كانسان؛ قبل أن يكون مريضا.وهذه ظاهرة –للأسف- تميّز المجتمعات المتخلفة كثقافة..حيث الفقير أو الأقل مرتبة يُعامل من خلال حالته هذه، لا من خلال كونه إنسانا يوازي في إنسانيته المسؤولين الأعلى مرتبة أو الأطباء أو غير ذلك..
– ومن الأسف الأشد أن النزوع المالي، والغنى السريع أكثر تحريكا لهؤلاء من النزوع إلى إتقان العمل، وتجنيب المرضى –أو المواطنين عموما- التعب والألم..بل الابتزاز ظاهرة تسود في العلاقات في هذه الحال.
وإني أتوجه إلى كل المعنيين بهذا الشأن وخاصة الأطباء أنفسهم..بالقول:
المريض كائن بشري يشترك مع الجميع في القيمة الإنسانية،ويفترض التعامل معه على أساس هذا الاعتبار أولا، فضلا عن الآلام التي ترافق المرض عادة وما فيها من معاناة يفترض بالأطباء أنهم يدركونها ويستجيبون إليها بسرعة، وبشعور عال بالمسؤولية ..كواجب يحتِّمه عليهم “قسم أبُقراط” وتداعيات تكوين الضمير الأخلاقي والوعي الإنساني العلمي..والحضاري…
وليعلم كل الناس-ومنهم الأطباء والإداريون….الخ- بان السلوك المنقوص هذا ينعكس معنى سلبيا في وعي الناس ومواقفهم تجاهه..وكم دفع البعض ثمن ذلك في مستقبل الأيام..سواء بذواتهم مباشرة أم عبر إخلافهم..فضلا عن أن المعنى الحضاري لا يلبسهم في نظر الآخرين ولا في نظرهم أنفسهم ..
وليست الأنانية أو اللامبالاة أو الطمع …خصائص تليق بذي تحصيل وعلم ولاسيما من يسمون “حكماء” .
مع كل هذا لا ننسى أن جهودهم في المعالجة جراحة او غيرها تؤتي أحيانا كثيرة أكلها وهذا جميل..ولكن حالات أخرى قد تكون في الاتجاه المعاكس.. وهذا ليس جميلا..بالتأكيد….
……………………
كان الشوق متوهجا إلى كل شيء في ديرك-المدينة –المنطقة –الدار وساكنوها..!
دمعت عيني، وعلت شهقتي، وأنا أعانق أولادي في بداية الممر، وكنت أغالب نفسي لأمنعها من إبداء تأثرها –دون جدوى-
منذ مرضي باحتشاء الدماغ، رق قلبي إلى درجة مقلقة، ومحرجة أحيانا..فحتى أبسط مشهد تلفزيوني..درامي ينتزع الدموع من عيوني بغاية السهولة..
فما بالك مشهد أطفالي وأهلي وهم يصطفون للقائي في مدخل الدار…!!!
مراجعة الطبيب-المشفى-
يوم الأربعاء الموافق لـ 23/9/2010 غادرت البيت –معي هيفي- في العاشرة والنصف صباحا في بولمان “جوان” وكنا وحيدين فيه حتى الـ-قامشلي..نزلنا في دار سليمان حتى حان موعد القطار –الساعة السادسة – الى دمشق..وكنا قد قطعنا غرفة منامة..بوساطة حواس..
وصلنا الشام لنجد بيمان في انتظارنا..ذهبنا الى دار الأخت نعيمة..وريثما اغتسلنا وارتحنا كان الوقت تأخر لمراجعة المشفى فأجلنا ذلك الى يوم الأحد.واستثمرنا الوقت لزيارة كل الأهل هناك..وفي يوم الأحد راجعت المشفى ليقال لي لديك بعد فحص البول والراسب والايكو بأنني أعاني من التهابات ووصف لي مضاد حيوي قوي نسبيا لم أتناوله إلا بعد عودتنا من الشام في اليوم الأول من اوكتوبر..تشرين الأول-
ولما كان الأيام المخصصة لمرضى قسم الدكتور المشخص ومقرر إجراء العملية الجراحية ..فقد أجلت الى يوم الاثنين أو الأربعاء لكنني راجعت يوم الاثنين..
وقد استفسرت عن احد الأطباء يوم الأحد عن وضعي فقال: لا مشكلة وما الأعراض التي تشكو منها سوى أعراض بسيطة ..وتأكد ذلك عندما راجعت يوم الاثنين وتم الفحص فكانت النتيجة فقط بعض التهاب. وصف له دواء.
مشكلتي انتهت عند هذا الحد كنت انوي مراجعة طبيب مختص خارج المشفى لكن توحد التشخيص بين أكثر من طبيب جعلني اصرف النظر..
فيما كنت في المشفى أنتظر دوري للمراجعة إذ بالأستاذ علي مراد هناك..سألته عن وضعه فاشتكى من معاناة أبانت صورة ظليلة الحاجة الى إجراء العملية الجراحية ثانية ولما يمض شهران على الأولى…ولأنه كان قد ذهب أثناء وجودي عند الطبيب فلم يتح لي أن أعرف سبب ذلك،وان كان المرجح أن السبب انه صام بعد إجراء العملية بفترة قصيرة..مما ترك ترسبات يعاني منها. عافاه الله.
أما وضعي فهو جيد مشكلتي –عموما –تعتبر حلت..ولكن مشكلة ام بيمان بدأت..
فمنذ زمن تشتكي أن إحدى عينيها –اليسرى- قاصرة عن الرؤية للبعيد..وراجعت الطبيب خالص مرتين ،أكد لها أن لا مشكلة وان المشكلة هي في تفاوت قوة الإبصار بين العين اليمنى القوية..واليسرى الضعيفة مما يوحي بضعف إبصار اليسرى..ولكن يبدو أن الرجل قد أخطا في التشخيص –وهذا خطا فادح..المفروض أن يتحمل المسؤولية عنه..

…………………..
“*”