زرت مدينة (حمص) فبكيت على مدينة (ديرك)

زرت مدينة (حمص)
فبكيت على مدينة (ديرك)
محمد قاسم
بعض ملامح المدينة فقط عرفتها للآن
لم أتجول –بعد-في جنباتها كما يفترض
لكن المناطق التي أتيح لي ان امر بها استدرت دموعا من عيني والحسرات من كبدي قبل روحي وقلبي ونفسي…
شوارع فسيحة في غالب ما رأيتها شوارع مزدوجة (أوتوستراد) ولا تجد أي شارع خلوا من وسطية خضراء … والأكثر الخضرة في الجنين إضافة الى الوسط.
بين البيوت ما ظننت تسمى جادات تتسع الى أكثر من عشرين مترا كلها حدائق مسوّرة.
الأبنية جميلة في ترتيب لم أشهد مثله في مدن أخرى ومع ان بعضها طوابق قد تبلغ أحيانا عشرة لكن ترتيبها والفسحات الواسعة حولها الشوارع العريضة. تقلل من ظلالها على الشارع وكذا تعتيمها…
هي مدينة قديمة عريقة ذات تاريخ وتتالي مراحل حضارات بأنواعها فلا عجب على الرغم من انني شعرت بان اهمالا لا يزال يعبث في بعض ملامحها فيسيء الى رتوش مفترضة ومطلوبة لذا لن اتوقف على ها الجانب (الدور). لكنني بالتأكيد سأتوقف عند ترتيب بعض الشوارع والأبنية الرسمية.
ترى ألا تحتمل المساحات الواسعة حول مدينة ديرك ان تفكر البلدية بتحسين المدينة بها سواء لجهة سعة الشوارع او المساحات المزروعة ؟!
الم يكن ممكنا الاستفادة من هذه المساحات لتخطيط يحفظ لوسط المدينة وحول المؤسسات والمباني الرسمية سعة تبقي عليها حية وجميلة وإمكانية توسع مستقبلية لبقائها في اماكنها مما يسهل بقاءها في وسط المدينة، وتتنفس عبر الهواء المنظر الجميل وأماكن راحة للمواطنين؟
زيارتي لحمص او اثارت في نفسي تساؤلات ترافقها مشاعر ألم على اهمال طال مدينة ديرك التي شعرت بانها توءم حمص في وجه من الوجوه وربما أكثر…
حمص مدينة جميلة بمخطط البناء فيها وترتيب شوارعها وخضرتها الكثيفة وشوارعها الفسيحة ؤ وكثرة حدائقها … لكنني عندما تذكرت ديرك بكيت…!
ديرك مدينة جميلة ويمكن ان تكون أجمل اذا كان المعنيون بها يتمتعون بجمال النفس والروح.
……………………………….
واوحت لي زيارة حمص بكلمات :

مدينة حمص.

عرفت الآن
لم هي جميلة مدينة حمص…؟!
إنها حبيبة الشمس
تعانقها بشوق عميق
إنها ابنة تاريخ زرع فيها
بذور مراحله الأجمل
فرشت “إلهة الجمال”.
حمرة شفاه على خدودها
بقايا قبلة…
ظلت تنثر فيها العذوبة
ولامست عيونها
فانبثق الفجر يضيء نحرها
يدغدغ صدرها
فينهد في طرب
يغني نشوة سحرها.
الآن فهمت …!
لماذا خيّم الجمال في رحابها
فسرى اتقادا
في وجوه فتياتها
في كلمات شعرائها.
دفء في شعاع شمسها
برود في ظلال دوحها
تقطّرُ مودة مسامات روحها
بشاشة
بريقا
يضيئ في عيون سكانها
ويرسم السلام طيبا
على شفاه الساكن
والمار بها.
مدينة تشرق بالجميل في جنباتها.
………………………………………..
………………………………………..
………………………………………..
تداعيات روح في مدينة جميلة
“حمص”.
ينسكب شعاع الشمس
من خلال نافذتي
يغمرني بود
بحنان.
مخضرة
مدينة يوشيها اسم خالد.
تغني التاريخ
تنبض بربيع يزهو
أريجا
وفوحا
يملأ الفضاء
ما بين أرض وسماء.
محياها أغنية
تناغي نبض روحي
مودة تنبجس
فتطرب ذاتي الحالمة.
في كل ناحية…
خضرة الحياة
تفرش المساحات
في انبثاق جمال ملوّن
كقوس قزح
يمتع عيني الثمل.
نشوة…
تغازل روحي
وينبثق الشروق
أمواج طرب
يعانقها
فوح أزاهير الجمال
دفق في شراييني
في زواريب كياني
في مواويل حياتي الزاهرة
حقول وبساتين
وفل
وياسمين صادح
يفرش الزوايا الباذخة
يا فتاة على مفرق الدروب
أشرقت في وجهك الشمس
تسلل عبيرك الى روحي
يوقد في قلبي جذوة النبض
يزغرد الهوى في عينيك طربا
مذ عرفت يداي
خصلات شعرك
تُمسّدها حبا
ليس الجمال فقط عيون تجمل
أو أديم بالبياض يرفل
أو قامة هيفاء
بها خصر ينحل
أن الجمال فتاتي
روحان
بالود تفاعل
تتواصل
وغفوة مغزولة من قبلات تثمل
هي الحياة
وما فيها الأمل
ودفء أنفاس
وأشواق بها العين تكتحل
……………………………………
……………………………………
……………………………………