1- رسالة…
الاثنين 9-2-2016
كعادتي…قرات كل ما كان…وصححت بعض الأخطاء الاملائية ووضعتها في صيغة تسهل القراءة… وفيما انا أقرأ الكلمات، فإنها تعيد ذاتها تعبيرا جديدا بمعناه وأعمق فتطرب له ذائقتي المبتلاة بعشق يسيل مدادا نديا في اوردة الكلمات…ونبضا شهيا في انفاسها… وتتداعى الإيحاءات التي بثتها ومضات تسري في خلايا حروف هي ذات صدى لأعماق كالبنفسج فأطرب لها… وانتشي بها … وأكاد أذوب في أجوائها، رسمتها قلوب مفعمة بمعان جميلة ونبضات ونغمات عذبة…
في ضباب يغزوه شعاع فينقشع ذوبا، ويتلاشى، تطل بسمة الأنوثة في معالمها لمحا، ونغمة تدندن على الشفاه؛ يتكاثر الجمال في انفراجتها، ونغمتها المطربة…
لم تزل الروح تتهادى في الدروب، تغازل أنفاسها في ذات مكان قد تكون غافية فيه، او مجهدة مسترخية تستجدي راحة وهدوءا. او ربما احتجزها غار، فاختفت تنتظر انبلاج صباح في سلام وأمان…لتأتي… وقد تأتي حين تكون الكلمات قد سافرت قبل ان تتشرب رحيقها، وتتندى عطرا يلتقيها بشوق يفور.
الامل، هذا الذي يتسلل إلى أحاسيسنا وتطلعاتنا واحلامنا … كم ندين له بفضل يجود به علينا…
انه يوقد الجذوة في أعماق أرواحنا لحظات يكاد الصقيع، يناوش النبض فينا، فيجاهد لإحياء جذوة في امواج تسكنها، وتهفو إلى التجلي، تعزفها عذوبة تتوالد مع إيقاع الشعاع.
………………………………………………..
………………………………………………..
قلمي وروحي وقلبي
-25/9/2008-الخميس
تعانق أصابعي قامته الملساء بحنو ورهافة
تدير ريشته على السطور ترسم لواعج قلبي ونفث روحي كلمات ومعاني مجسدة فيها تلون نبراتها وإيقاعها وأنغام حروفها. فتأتي خطوطا موحية.. معبرة.. تختزن الق الأفكار، وانسياق المضامين.. حبرا يسيل فاعلا..يجري وتضاريس من معاني ملونة.. تلامس المهج والمقل..
عيناي ترى..قلبي يحس…
روحي تمازج المرئيات والأحاسيس فتجدلها أنغاما يسري عبر مداد قلمي..تشنف أبصار قراء.. وتدغدغ أعماقهم .. فتنشط تداعيات غزيرة، وغنية بتشكيلات مختلفة..!
فقد تكون..
ترجمة لنبضات القلب واعتلاجاته..
أو ترجمة لنفثات الروح ولآلائها..
وقد تكون انسياقا مع املاءات الفكر وأدواته..
وفي الأحوال كلها..هي:
ترجمة لانبثاقات أفكار واعتلاجات أحاسيس ورؤى وتلونات مشاعر.. تكوّن معا لوحة بديعة …من منتوج الكيان في ذروة الإبداع..أدبا.. فنا.. فكرا…
ويبقى قلمي يبدعها ..ويستوحي منها إبداعا متجددا أبدا..!.
………………………………………………………………….
………………………………………………………………….
تأمل في مظاهر من الطبيعة
محمد قاسم
25/9/2008-الخميس
هناك ليس بعيدا شجرة سرو أفقي تشكل مخروطا رأسه مدبب وقاعدته عريضة.. تشعب أغصانها منفردة في محيط دائري تعبر عن خصوصيتها في إطار الكل.. مشكلة خضرة تمثل مثلثا في مساحة من الفضاء..
وفي مسافة أقرب خضرة تميل إلى نحو اللون الفاهي..تحجب بعض مساماتها ولكنها تبدو مختلطة معها مشكلة معا تدرجا لونيا متعانقا..وفي المسافة الأقرب منها –على يمينها وعلى يسارها- شجرتا نخيل الزينة..بأوراقها المدببة والمثلثة المتطاولة ترسم منظر مراوح تشكلها أغصانها، فتنعكس صورة، ولونا مختلفا، تلتقي جميعا في لوحة أمامية تتدرج فيها المعطيات شكلا ولونا.. ولكنها تظل تعبر –في النظر-وحدة متكاملة..جميلة.لاسيما أنها ليست معزولة عن محيط من المعطيات المختلفة..فهناك دار ذات سقف قرميدي، يشكل جملونا إلى يسارها، وهناك دار في نقطة ابعد وعلى يمينها؛ ترسم مثلثا من لون يميل إلى الصفرة..المحمرة..كلون الصدأ..فيما يقف بحذائها دار أخرى من لون الاسمنت..الأسود المطلي بأبيض فتتته عوامل التعرية ،من أمطار ..وبرودة.. وحرارة.. ورياح… فاستحال لونا باهتا..بين سواد لون الاسمنت وبقايا لون أبيض باهت..!
وفي المكان -حيث مقعدي- مساحة خضراء منوعة، ومتدرجة في اللون، مابين شجرة رمان لم يبق عليها سوى بعض ثمرها ،متدل بلونه النحاسي الجميل..وشجرة زيتون بأوراقها الخضراء الداكنة،والتي تبدو في أكثر من لون :
لامعة في اتجاه انعكاس أشعة الشمس..وداكنة في الاتجاه المعاكس لها..وخضرة متجددة تميل إلى القرب من صفرة خضراء..لأن الأوراق تجدد نبتا ولونا..لا تبدو من أثمارها سوى بعض حبات سوداء تكاد لا تبين..بين أوراق تحتضنها..!
وخلفها شجرة دفلى خضراء تعانق أوراق لوبيا متسلقة..في حميمية غريبة..فيما شجرة اصطلح على تسميتها هنا ،شعبيا – شجرة كردستان- ذات أغصان متفرعة وأوراق ابريه، تتربع على نهايات بعض الأفرع السامقة زهرة جميلة، تجمع ألوانا هي مصدر تسميتها بشجرة كردستان. فهي ذات لون اصفر واحمر واخضر..-وهي ألوان العلم الكردي-في توليفة بديعة خلاقة..تنبئ عن ما أودعها الخالق فيها من جمال.
وفي المساحة التي تحتضن جذور الأشجار جميعا..أعشاب خضراء لا تبقي للتربة منظرا سوى بعض بقع صغيرة استعصت على امتدادات الأعشاب..وأصرت على أن تبقى تعبر عن ذاتها، وجودا.. ومنظرا دالا على أنها هي الحاضن لكل هذه المخلوقات المتسامقة على حسابها.
وهنا وهناك نباتات قصيرة القامة، تحمل أنواعا مختلفة من أزهار برتقالية اللون تغطي (تزين) حواف أغصان غزيرة متكاثفة..فيما شب الليل (أو عاشق الليل)
وتشكل صفحة السماء الزرقاء الخفيفة نتيجة انعكاس أشعة الشمس وقد ارتسمت عليها قطع غيوم بيضاء تتقارب وتتجاور في بعضها وتباعد في بعضها الأخرى..تصغر في بقعة وتكبر في بقعة أخرى..وكأنها بخار ابيض متكاثف ذات السن مختلفة طولا وقصرا فتشكل جميعا كما لوحة فنية أو تكوينا خلفية الأعلى سماء..زرقاء منقوش الغيوم بيضاء..وخلفية الأدنى أرضا تغطيها النباتات والأشجار بتجليات مختلفة وصفنا بعضها ..
يتكئ على قاعدة كرمة ملتفة على حالها متكورة وقد التئم شمل وريقات أزهارها الملونة بالأصفر والأحمر تنتظر قدوم المساء لتفتح في أشكال وألوان بهية تجمع بين الكثيرين على غصن واحد..وهذا ما يميزها..
فإذا تسلق النظر ساق الكرمة اتجه به إلى عريشة فوق سرير عال تستريح فوق أغصانها وتتدلى فروعها المورقة حاملة وحامية عناقيد من عنب متدلية في منظر أخاذ بحباتها المحمرة المتجاورة في غير تداخل ولا انفصال..بل متجاورة..متلامسة بروح حميمة.تشتهي النفس مذاقها ويمتع البصر بمنظرها..
وحلي في الاتجاهات كلها تتلاقى أفرع خضراء ما بين زيتون ورمان وسرور وصنوبر جميعا في علاقة تبدو وكأنها تتعانق أو تتكامل لتشكل منظرا بديعا أخاذا ملونا وفق انعكاس أشعة الشمس الساقطة على أوراقها لمعانا أو ظلالا في الجهة المقابلة بتدرجات تجعل النفس تحار في إدراكها وفهمه نسيجها..
سبحان ربي مبدع الأكوان بما فيها: حجرا.. وشجرا.. كائنات حية مختلفة..وجعل البشر الموكل بها رعاية حماية واستثمارا..!