بسم الله …(أجريت تعديلات غير جوهرية يوم الثلاثاء 10/10/2016
(الساعة الخامسة من مساء يوم الخميس الواقع في 18/10/2001 محاضرة التربية مهنة تجمع بين الخطورة والضرورة)
ملاحظة: (الغاية من المحاضرة: إثارة الأفكار لا تلقينها…).
كتاب علم نفس الطفولة والمراهقة-د. مالك مخّول:
أمر الصبيان المصريون منذ(3500) سنة أن: “اعملوا، وافتحوا أعينكم وإلا أصبحتم شحاذين. لأن العاطل عن العمل ليس له شرف… واحترسوا لكلامكم لأن دمار الإنسان في لسانه”).
1- العودة إلى التاريخ غايتها: استعراض التجربة البشرية والتأكيد على الصلة بين التراث والحاضر (التراث تراكم خبرة تمثل قاعدة لحياة الحاضر).
2- التفريق بين عرض تاريخ التجربة البشرية ونتائجها في الفلسفة والعلوم والتكنولوجيا … وبين الفلسفة والعلوم والتكنولوجيا …وانعكاسات خلاصاتها على طبيعة الحياة الفردية والجماعية.
3- تراث الكورد مشتت في لغات (عربية تركية فارسية روسية…) يحتاج متخصصين ومهتمين بالبحث دون تدخل سياسي حزبي او سلطوي، بل تقديم الدعم لهم.
(تراث الكورد في التاريخ الإسلامي غني يحتاج معرفته، وملاحظة أثره التربوي)
تعريف التربية:
” كل عملية تؤثر في الإنسان وتوجه سلوكه ونموّه الجسمي والعقلي والخلقي والاجتماعي” كتاب أصول التربية وعلم النفس ثاني دار المعلمين-1967
من الخطأ: المبالغة في التمييز بين المفهومين، التربية والتعليم واعتبار التعليم شيئا منفردا عن التربية (المصدر السابق).
(الغاء “التعليم” من تسمية “وزارة التربية “)
المعجم الفلسفي المختصر:
“التربية والتعليم، أسلوبان أساسيان في تكوين الشخصية، يتحققان عبر منظومة مختلف المؤسسات الاجتماعية (الأسرة، المدرسة…) إن المضمون الأساسي للتربية والتعليم هو تكوين القدرات والمؤهلات الاجتماعية ، ففي مجرى التعليم يحصل الناس على المعارف ، فيتسع أفقهم، ويغدو بوسعهم التوجه في الواقع المحيط والمساهمة في مختلف ميادين الحياة العامة…فإذا كان التعليم العام يكوّن المؤهّلات الضرورية في كافة الأمور فان التعليم المتخصص يعد الإنسان للون معيّن من النشاط… وتتميز التربية عن التعليم بانها لا تكوّن في الإنسان القدرة على القيام بهذا العمل او ذاك، بل تنمي فيه الخصال الباطنية ،مثل القناعات والمبادئ الأخلاقية والقيم والنزعات والبواعث وسمات الطبع، وهي تصوغ موقفا معينا من الواقع ومن الآخرين ….
(المعجم، إصدار دار التقدم -الاتحاد السوﭬييتي، منهجه مصبوغ بنزع أيديولوجي شيوعي).
رؤية سقراط: “ما من أحد يفعل الشر مختارا” العلم خير “نور” والجهل شر “ظلام”
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها = والجهل يهدم بيوت العز والكرم
جـﮜرخوين: Xwendin nebê kes naçe pêş
في التجربة: ضعف الصلة بين المعرفة والخير (العناصر التربوية الأخلاقية)
في الغرب: كانت التربية تهدف لتربية فردية أساسها الحرية، ثم هيمنت الكنيسة على توجيه التربية لكنها تحررت منذ القرن السابع عشر لتصبح مادة مناقشة انتهت إلى ما نراه اليوم وهو تربية تفجير طاقات الفرد وملكاته، وتأسيس القوانين انطلاقا من نظرية الحق الفردي وصيانته.
-نظريات التعلم: بين مفهوم “تأهيل الفرد للحياة” ومفهوم “التربية حياة”.
مشكلة ثقافية تعيشها الشعوب المتخلفة (الكورد) هي:
غياب – او ضعف-منهجية البحث أدى إلى الاتكال على نتائج بحوث الغرب الذي:
1- تطور ثقافيا بفضل حرية التفكير والانشغال بالفلسفة ووجود نظام سياسي ديموقراطي في أساس نشوئه وممارسته.
2- تطور علميا (تكنولوجيا) بفضل الفلسفة وقوة التفكير والبحث فيها – بغض النظر عن الاختلافات والتعارضات أحيانا.
(فالفلسفة هي: حب الحكمة والتعمق في التفكير والبحث،
نعني بغياب المنهجية، غلبة منهج البحث بنزوع فردي وسياسي بعنوان ديني، أدى إلى تقلص حرية التفكير، والمناخ الحر في البحث، ومحاربة الفلسفة (تهافت الفلاسفة، أبو حامد الغزالي) ورد (ابن رشد، تهافت التهافت) صوت الدين حينها كان اقوى.
تجربة أبو حامد الغزالي: كانت مهمة لكن نتائجها على المجتمع كانت سلبية فيما يخص حرية التفكير (التصوّف والمريدين وما انتهت اليه التجربة).
لمحات من التربية في الإسلام
الحديث: إن الله وملائكته –حتى النملة في جحرها -يصلون على معلمي الناس الخير.
(سنة الرسول – قولا وفعلا – أي حياته كانت مدرسة الإسلام والمسلمين (مع ملاحظة أن الإسلام دين الله كله والموسوية والمسيحية والمحمدية، شرائع. لكن باعتبار الشريعة المحمدية هي الخاتمة تعتبر شاملة لما سبق. من هنا عرف الإسلام كتوصيف او تسمية لها).
أفكار تربوية من تراث الإسلام:
1- ابن مسكويه: “كل خُلق يمكن تغييره”.
2- ابن سينا: “ليست كل صناعة يرومها الصبي ممكنة، لكن ما شاكل طبعه وناسبه”.
(التوافق بينها وبين النظريات الحديثة عن الميول والفروق الفردية والمرونة مراعاة الاستعدادات والقدرات الخاصة).
3- ابن خلدون: “على المعلم وعلى الوالد أن لا يستبدا في التأديب ”
(منع الضرب والمعاملة المهينة للطلاب)
لماذا تتعثر خطوات التربية والتعليم؟
ألكسيس كاريل، (كتاب الإنسان ذلك المجهول)
سوء فهم حقيقة الإنسان، فالحضارة:
((أنشئت بمجهوداتنا –كبشر-لكنها غير صالحة بالنسبة إلى حجمنا وشكلنا…العلم لا يتبع أية خطة وإنما يتطور اعتباطا ويتوقف تقدمه على الظروف العرضية كولادة رجال يتمتعون بالنبوغ وتكوين عقولهم، والاتجاه الذي يتخذه حب استطلاعهم، أي لا يتحرك تبعا للرغبة في تحسين حالة الإنسان…حقيقة الأمر أن العلم الخالص لا يجلب لنا مطلقا ضررا مباشرا ، ولكن حين يسيطر جماله الطاغي على عقولنا ويستعبد أفكارنا في مملكة الجماد فانه يصبح خطرا، وليس هناك أي ظل من الشك في أن علوم الميكانيكا الطبيعية والكيمياء –وهي مادية- عاجزة عن إعطائنا الذكاء والنظام الأخلاقي والصحة والتوازن النفسي والأمن والسلام)).
بيئة التربية:
الأسرة البيئة الأولى والمهمة والمؤثرة ففي مرحلة الطفولة الأولى (السنوات الخمسة الأولى) يتم معظم عناصر نضج الجملة العصبية والقدرات الإدراكية واكتساب خبرات اللغة والتفاعل الخ.
فمثلا تكون حصيلته في اللغة في عمر الخامسة(2072) وفي السادسة -سن المدرسة(2062)
(بعض الدول سن المدرسة فيها هي السابعة-السويد مثلا)
دور الأم –أهميتها، قيمتها المستمدة من معنى الأمومة:
كثف احمد شوقي دورها بالقول: الأم مدرسة إذا أعددتها =أعددت شعبا طيب الإعراق
(لمحة عن الأمومة كوظيفة جوهرية وأهمية نقائها وتكاملها (دور الرضاعة والمداعبة والقرب
0مثال قبيلتين من أفريقيا (الحنان والتوازن النفسي وبعد الم والقلق او النزوع نحو العدوانية)
فالخلل فيها مصدر مشكلات اجتماعية وأخلاقية وتكوينية في عملية التربية، مع ضرورة التفاهم حول التربية بين الأب والأم فللأب دور واقعي بسبب طبيعة تكوينه كاب مسؤول عن الأسرة ككل (القوامة) او (الإدارة).
أهمية القدوة:
الكبار – الوالدان، يمثلون القدوة للصغار، يمتصون عاداتهم في الحديث والسلوك عموما.
(كلما كانت شخصية الوالدين والمعلمين متوازنة ومتكاملة ومؤهلة انعكست آثارها إيجابا على تربية الأطفال)
التربية والمجتمع (والسياسة):
قد تكون السياسة –الأيديولوجية خاصة –من أشد العوامل خطورة على التربية في منطلقاتها ومسارها وحتى غاياتها. فالأساس هو تربية حق الإنسان في النمو الطبيعي الحر – وفي ذلك نظريات:
– النضج الطبيعي في ظروف نمو حر (الديك الفصيح من البضة يصيح) تبدو النظرية المرجحة عمليا كأساس للتربية.
– العقل صفحة بيضاء، ما ينقش عليه يبقى.
الدور المزدوج للإنسان:
الإنسان موضوع التربية وهو القائم بالتربية في نفس الوقت ( كما في العلوم الإنسانية)
رأي كانط: “التربية والسياسة من اهم المهن على الإطلاق”.
ضرورة تأهيل(تدريب) القائمين على عملية التربية “المعلمون” لاكتساب خبرة كافية مع توفر الرغبة والاستعداد للعمل.
(قال وزير ياباني: أعطينا المعلم راتب وزير وحصانة دبلوماسي وصلاحية القاضي فنجحنا)
تقول (نادية الشافعي) مديرة المكتبة المتخصصة الوحيدة بالأطفال –المنشأة عام 1968:
– ” من خلال تجاربي وانطباعاتي الشخصية أعترف بأن التصدي للعمل على تنشئة الطفل نوع من التضحية وإنكار الذات”
– “ان معاملة الأطفال على انهم أطفال صغار شيء مرفوض من وجهة نظرهم اذ يؤلمهم كثيرا التصغير من شأنهم”
– ” يشغلني الآن كيفية التصدي لوسائل الإعلام التي قد يتسلى بموضوعاتها الكبار ويكون لها
تأثير خطير على الأطفال.
في تقرير اليونيسكو ” أن بضاعة التجارة الثقافية قد زادت زيادة كبيرة بسبب زيادة الوسائل المساعدة وقد لوحظ أن0
232
0000 المدرسة بدأ موقفها يضعف بالتدريج .. وهذا ما يحدث بالتحديد في مجموعة الدول النامية ومنها العالم العربي “.
مجلة النهضة الكويتية العدد 519 تاريخ 24/9/1977
(مقارنة بين هذه الأقوال وما يجري الآن بعد قرابة نصف قرن والتقدم الهائل في تقنيات تجارية وسريعة التطور-الإلكترونيات وبرامجها التجارية –الأفلام والمسلسلات في التلفزيونات والإنترنيت… –تذكير بقول الكسيس كاريل.)
عودة لكتاب (الإنسان ذلك المجهول)
بالعودة إلى تأمل واقع الحياة الإنسانية المعاشة يذهل الاختلاف المتراكم بسبب تعثر أساسي في مسار نمو الإنسان وتطوره بسبب: غلطة غير مقصودة وقع فيها غاليليو حين فصل بين الصفات الأولية للأشياء (أبعاد –أوزان) والتي يمكن قياسها عن صفاتها الثانوية (الشكل-اللون-الرائحة) والتي لا يمكن قياسها. بتعبير آخر “فصا الكم عن النوع” فوضع الأساس للعلوم ذات الموضوع المادي كي تسبق بأشواط، العلوم الإنسانية وتصبح نتائجها أساسا لحضارة غريبة اتبعت طريقا فاز فيها العلم المادي على حساب الإنسان ومصيره.
ختاما نقرأ مرافعة سقراط أمام المحكمة:
((…لو قلتم لي يا سقراط لسنا من رأي أنيتوس وسنطلق سراحك… شريطة أن تكف عن … فلسفتك… أجبتكم دون تردد: يا أهل آثينة، أنا أحبكم وأجلكم … وسألبث فيكم نذيرا وناصحا… يا صديقي الآثيني أنت من آثينة، أكبر المدن وأشهرها بالحكمة والقوة، لست تفكر الإ بجمع المال وكسب الجاه والمجد. أما الحكمة والحقيقة وجمال النفس فهي أمور ليس لك بها عناية ولا اهتمام. ذلك ما سوف أخاطب به من القاه في الطريق من شيوخ وشبان ومن مواطنين وغرباء ولاسيما الأثينيين الذين هم أقرب الناس مني فافعلوا إذن ما يطلبه أنيتوس او لا تفعلوا أطلقوني او لا تطلقوني فلن يغيّر ذلك من سيرتي ولو كتب الموت عليّ ألف مرة.
أمثلة من التراث الإسلامي والكوردي
الحلاج –السهر وردي – قاضي محمد –شيخ سعيد… مصطفي خوشناو الكوردي الإيراني الذي شنق…
لا ينبغي تجاهل قول الرسول:
” والله يا عم لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على يساري على أن اترك الأمر فلن ادعه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
ضرورة التفريق بين الإسلام كدين (عقائد-عبادات ومعاملات)
وبين الإسلام، كممارسة سياسية يتسرب الخطأ اليه او استثمار سياسي قاصد
والتنبه إلى أن الفصل بين التراث الكوردي/ الإسلامي التاريخي والواقع المعاش هو إجراء سياسي متعسف إما رد فعل او تأثر بإيحاءات قوى غريبة.
(في الحالتين تدمير للمنظومة الثقافية الكوردية، وبالتالي الشخصية الاجتماعية والفردية فيها ).
……………………………………………………………………………………………………………..
ملاحظة: محاضرة بعنوان “أهمية التربية ودورها في حياة الإنسان”
ألقيت محاضرة بهذا العنوان، بدعوة من لجنة بارزاني الخالد في مجموعة صبايا