قصص…!

ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#1
كنت واثقة فيه
07-22-2008, 09:45 PM
كنت واثقة فيه

——————————————————————————–
“كنت واثقة فيه”
كانت منهارة وهي تمشي في الكر يدور..عيونها دامعة، صدرها يعلو يهبط مع وتيرة شهقاتها.. .كانت مثقلة الخطا..حاول صديقها ان يخاطبها..يشرح لها موقفا عاشاها معا ..لكنها اعتذرت وهي تتحامل على نفسها،تمشي نحو غرفة صديقتها..اضطر صديقها وهو اخ لصديقتها ان يستبقي في صدره ما كان يريد البوح به..
كان يريد الاعتذار عن موقف أدى الى توقيفها دون دراية منه..كان يحاول ان يشرح موقفه ..لكنها لم تتح ذلك فابتلع ريقه وهو ينسحب من القاعة..!
تحاملت بصعوبة حتى وصلت الى الكنبة –وبالكاد حملتها أقدامها- جلست في إعياء ظاهر.. وانفجرت بالبكاء .. وهي تتمتم أثناء بكائها:
– كنت على حق في كل ما قلته لي..
– خير ماذا بك؟! قالتها صديقتها مدهوشة..ومتألمة لبكائها..
– لا أقدر على الكلام..مصيبة حلت بي..وليتني عملت بنصائحك قبل هذا..! ردت بصوت تخنقه العبرات.
-ماذا..؟ ما هي المصيبة ؟! وكانت مندهشة فعلا وهي تطرح الأسئلة فلا تفهم..
-ابتلعت ريقها بصعوبة.. وقالت:
لقد اعتدى علي.اغتصبني ال…خنقتها العبرات..ولم تستطع أن تكمل العبارة..
ماذا..؟ اعتدى عليك..؟!. من.؟ كيف؟!. قالتها وكان الكلمات تقفز قفزا من بين شفتيها..وهي تهتز غرابة وحيرة..
-عماد..!
-عماد؟.
-نعم.
-كيف؟!.
لقد ذهبت معه الى المحل الذي كنا نلتقي فيه مع شلة من الشباب والبنات..
وكان قد ختم بالشمع الأحمر بقرار قضائي..ولكنه فتحه ودعاني الى الدخول..فدخلت كما كنا نفعل دائما.. ولكنه أغلق الباب..مبررا ذلك بأنه يريد حديثا خاصا لا يريد لأحد ان يسمعه..صدقته..”كنت واثقة فيه” ولكنه استغل الموقف واعتدى علي..وما كادت تلفظ الكلمة الأخيرة،حتى كادت الشهقات والتنهيدات تفجر صرها..وانحدرت الدموع من عينين باكيتين محمرتين..
ضمتها صديقتها الى صدرها.. وربتت على ظهرها.. محاولة التخفيف من وطأة المصاب.. ولكن ذلك لم يسهل عليها اثر الألم.ثم قالت:
-ألم أقل لك احذري من هذا الشاب..انه ليس موضع ثقة ولكنك تجاهلت نصيحتي…؟!
-“كنت واثقة فيه”.سأدعي عليه ..انه اغتصبني..وسيحاسب بعقوبة كبيرة..
-أولا لا يعتبر في نظر القانون اغتصابا،أنت ذهبت غليه في مكتبه..وأنت بالغة..
ثانيا،ما كان ينبغي ان تثقي بمن يغلق الباب عليك وأنتما وحيدان.
كيف تدخلين معه الدار وتقبلين ان يغلق الباب وأنتما وحدكما..؟!
-“كنت واثقة فيه” ما كنت أتوقع هذا منه..!
-عزيزتي.. ليس من الحكمة الثقة في هذه الحالة …لقد غلطت..وعليك ان تدفعي الضريبة.
-ماذا أفعل؟!
-..عليك أن تتزوجيه بأي ثمن.
-لا أحبه.
-ليس المهم ان تحبيه..المهم انك في ورطة.. ولا مخرج منها سوى بالزواج منه..
تتزوجيه أمام الملأ..عليك ان تتزوجيه أمام الناس جميعا.. وبعدها لكل حادث حديث. اذهبي الى البيت واستريحي.. وإذا احتجت شيئا فاتصلي بي..
قامت مايا وهي تجر أذيال الانكسار، وعيونها دامعة، وقلبها محطم، وهي تردد…”كنت واثقة فيه”.. لم أتوقع منه ذلك..”كنت واثقة فيه”…والريح يردد أصداء قولها “كنت واثقة فيه ..لم أكن أتوقع منه ذلك..”كنت واثقة فيه”…”كنت واثقة فيه”..!ويبدو ان شاعرا قد استوعب حالة كهذه فصورها شعرا على لسان مغلوبة على أمرها كما حصلت ل”مايا”..
ورفعت حاجبك الكثيف بدهشة ولعنتني
وصرخت في وجهي كأنك لم تكن أحببتني
وشتمت يوم لقائنا ولعنت يوم عرفتني
…………………
وغدا إذا كبر الجنين وضاق فستاني عليه
……………………..
ماذا أقول إذا سئلت بأي أعذار شقيه
……………………..
كلفافة التبغ التي أحرقتها أحرقتني
وقذفت بي فوق الرصيف ودست قلبي دستني
أعطيتك الغالي لدي وأنت ما أنصفتني
العار يثقل خطوتي يا ذئب قد حطمتني
(ولمن يرغب في قراءة القصيدة كلها فليعد الى مصدرها الموضح في الهامش.وهي عشرون بيتا).

i-من وحي مسلسل سوري بعنوان الغدر .
ii-قصيدة “محطمة” للشاعر إحسان عبد النبي –جدة-مجلة العربي عدد 120 شعبان 1388 هجري-تشرين الثاني 1968
…………………………………………………………………………………………………………………………………………
* نقلا عن منتديات المعهد العربي للبحوث و الدراسات الاستراتيجية(منشورة في مواقع أخرى)
http://www.airssforum.net/forum/%D9%88%D8%A7%D8%AD%D9%80%D9%80%D9%80%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%85%D9%80%D9%85%D9%80%D9%80%D9%80%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D9%80%D9%86-%D9%88-%D8%A7%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8/%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A9-aa/%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9/64138-%D9%83%D9%86%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D8%AB%D9%82%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D9%87
………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
حب على الانترنيت)
محمد قاسم
فتح إيميله فوجد رسالة الكترونية تقول: جانو يدعوك الى المكالمة على المسينجر..!
استغرب هذه الدعوة ممن لا يعرفه ولا يعرف عنه شيئا..ولكنه تدارك فقال لنفسه،هذا الأسلوب في الانترنيت دارج.ما المشكلة..؟!
لم يتحمس لتلبية الدعوة فأهملها.
في اليوم التالي عندما فتح الإيميل للمرة الثانية وجد الدعوة نفسها ولكنها –في هذه المرة- جانو تدعوك الى المكالمة عبر المسينجر..!!
اختلف الأمر..صاحب الدعوة أنثى ..!
تحركت نوازع الشباب في نفسه،واهتزت نفسه بشعور فيه حيرة..
فتاة تدعوه الى المحادثة..!
لا تعرفه،لا يعرفها..ما المشكلة ؟!
يمكن ان يتعارفا..
وتواردت الخواطر في نفسه.. وتلونت..وتبلورت –كما يقول استاندال الفرنسي- وتمازجت بالأحلام والتخيلات الجميلة..لقد زج به في عالم الرومانسية دون ان يدري..!
يرتد إليه وعيه لحظات. يتساءل:ما هذا التفكير؟!. ما هذه الأوهام؟!.
أنثى لا تعرفها..ولا تعرف شكلها.. ولا لونها.. ولا جنسها.. أو عرقها.!
.كيف تؤثر في إثارة مشاعره وأحاسيسه.!
ابتسم ابتسامة تنم عن هزء وسخرية من خيالاته التي اشتطت بعيدا ..!
لكنه لم يحسن أن يتجاهل الدعوة.. إنها على كل حال من أنثى..ودعوة الأنثى للشباب مغرية..!
كان إيميلها ضمن الرسالة التي أرسلته.. فأضافه الى قائمة الأسماء على المسينجر لديه..
وفتح المسينجر..وإذ بجانو هذه على الخط..
– مساء الخير جانو..
– مساء الخير من أنت؟!
– ألم ترسلي لي عنوانك للاتصال بك..؟! أنا محمود..!
– نعم..كيفك؟!
– كويس تسلمي..
– من أين أنت؟
– من التل…
– وأين هي؟
– في سوريا..مدينة على التخوم مع تركيا. وأنت من أين ؟
– من طرابلس .
– في لبنان؟
– لا.. لا في ليبيا..!
– بلد النهر العظيم وعمر المختار..أهلا وسهلا..
– شكرا ….
وهكذا تتابعت الأحاديث..
في كل ليلة يفتح فيها المسينجر تظهر له جانو على الخط..
في البدايات كانت متثاقلة ..وتنتظر منه المبادرة ،ولكنها –بعد ان تعرفت عليه ويبدو أنها وثقت بما يقدمه لها من معلومات عن نفسه.فأصبحت هي تبادره..وشيئا فشيئا توجهت الأسئلة نحو الخصوصيات:
– هل أنت متزوج؟! هل لك أولاد؟! كم عمرك؟!على كل، العمر لا يهم.
– نعم متزوج ولي أولاد وكهل العمر..
– لا بأس..ورمت إليه عبر الخط بوردة حمراء..ثم عبارات شعرية تعبر عن مشاعر الحب.
– ورد عليها بمثل ما فعلت،وكان في ذلك ابرع..فغي اختيار العبارات الغزلية –بدأت رقيقة معنوية –ثم اتجهت الى ان تلامس الجسد والشفاه والقبل..
شعر بأنه قد انزلق الى ما ليس ينبغي له..ولكن الرغبة جرفته الى المتابعة،فتاة صغيرة ذات ((اثنين وعشرين ربيعا)) تغازله بكل ما أوتيت من دفق الحبـ ،تدغدغ خياله،تناجيه ..!
استهوته اللعبة ..فاستمر يحادثها..واستمر يبادلها غزلا بغزل. وشعرا بشعر..
!وفي كل مرحلة تتعمق الصراحة الغزلية بينهما ..!
ويكاد الأمر ينزلق الى لغة الجسد..!
يحاول ان يخفف من هذا الاتجاه ولكنها –كما يبدو- قد انخرطت في اللعبة واستلذتها..!
ولقد فاجأته مرة بالسؤال:
كيف الجو عندكم ؟ فقال:شوب.. وعندكم؟!
قالت: شوب جدا..لم لا تخفف عنك ثيابك-وكانت الكاميرا مفتوحة وهي تراه-؟!
استغرب من هذا الطلب.. ولكنه لم يعر الأمر بالا..لكنها عادت فطلبت التخفف من ثيابه..عندئذ فهم غرضها…إنها تريده شبه عار أو ربما عار حتى أمام الكاميرا..
تنفس بعمق وأدرك الخطورة التي انتهت إليها لعبته..لقد وقعت الفتاة في غرامه تحت ضغط الحاجة النفسية ..الكبت الذي تعاني منه في دارها –بحسب قولها- كان سببا للبحث عن حاجتها في التنفيس عن رغباتها عبر الانترنت..
احتار..ماذا افعل؟!
-أسايرها..! – أساعدها..! -أم أنسحب من حياتها..؟!
زادت حيرته عندما شعر بتعلقها فعلا به..أو الأصح بالحديث الغزل معه..!
فأصبح يخفف من فتح المسينجر ولكنها دوما تكون على المسينجر،وما ان يدخل المسينجر حتى ترسل إشارة تنبيه..ثم تبدأ تطرح أسئلة بإلحاح:
-أين كنت؟!. -لماذا لم تدخل المسينجر؟!.
وتلح في أسئلتها حتى الإحراج..وهو يحاول ان يهدئ ثورتها بحجج مختلفة .وقد لا تصدقها أحيانا فتطلب منه القسم..
توات الأيام وهو يتهرب منها.. وأسعفه عطل في الكمبيوتر..تنفس الصعداء..وعلم انه سيرتاح فترة من ملاحقتها..نعم ملاحقتها فقد تعلقت به..فعلا وتطرح كل يوم عليه السؤال نفسه:هل تحبني؟!
إنني تعلقت بك ولم اعد أستطيع البعد عنك –على المسينجر طبعا- بل وتعرض عليه السفر إلى بلاده..وتحاوره كيف يلتقيان؟! وأين؟! والرجل يجد نفسه في زاوية تضيق بهذه المقترحات التي لم يصدها فيها ولكنه لم يوفر لها شروط تحقيقها..!
إنه يريد ان أن ينسحب بهدوء لئلا تتأثر في نفسيتها ..
فماذا يعل؟! وكيف؟!
انه لا يزال يفكر…!
………………………………………………………………………………………………..
………………………………………………………………………………………………..
حكاية في رسالة “مأساة عاشقة”
مأساة عاشقة*
هي حكاية واقعية حصلت..حكاية أنثى عصف بها الحب ولكن ظروف حياتها لم تكن تستجيب لهذه العاطفة التي بدأت بموقف بسيط سعت إليه من حيث لا تدري..كانت أختها طلبت منها دروسا خصوصية في مادة مدرسية، فاتفقت مع أحدهم وفيما كانت تحضر بعض الوقت مجريات الدروس من باب الحرص أو الفضول فإذا بها تنزلق يوما بعد يوم إلى ساحة لم تكن تتوقعها..لقد شعرت أن قلبها بدأ يخفق لهذا الضيف الغريب..ولم تفصح عن ذلك..ولكنها شعرت بأنها يوما بعد يوم تزداد انجذابا وتزداد تلوعا..فغالبت ما في نفسها بقوة، وحاولت أن تتجاهل مشاعرها ولكن يبدو أنها لم تفلح فكان ما كان.. !
وها هي نفسها تعبر عن ذلك بلغتها الخاصة في رسالة إليه.. وصلتني الرسالة للنشر فما زدت فيها شيئا سوى بعض التصحيح اللغوي
الرسالة:
بسم الله دائما وأبدا
هي خير بداية لقلب كليم كتب عليه أن يتجرع الحب علقما.. ولا يجد له بلسما.. وان يكتوي بناره ، ولا يجني ثماره..!
أي ثمار تريد قطفها أيها القلب..؟!
كنت أعلم أن قطف ثمار الحب مستحيل..لأن الطريق محفوف بالمخاطر.. والمغامرة في هذا المجال عقيمة.. ولن تسفر إلا عن الألم والحسرة اللتين تنهشان قلبي منذ أكثر من عشر سنوات وحتى الآن…!!
ليست قصة هذه الذي اكتبها.. ولا هو حوارا لمسلسل أجني عنه أجرا.. بل هي حالة واقع عشته لحظة بلحظة.. وساعة بساعة..
﴿البداية﴾
لعله قدر من السماء ..وقد حاولت مرارا أن أوقف ذلك القدر.. ولكن إرادة الله أكبر من محاولاتي تلك..
كانت البداية على الطاولة المستديرة عندما جلست إليها أستمع إلى شرحه مأخوذة اللب ..!! فشعرت بانجذاب غريب تجاه هذا الشخص..! يا إلهي كيف هذا؟!
هل يمكن؟!
هل من المعقول؟!
لا..لا..لا يمكن أن يكون ما أحسه طبيعيا..لا بد انه شعور عارض – ربما قادني إليه شعور بفراغ ما..ربما لأن هذا الشخص له إطلالة فيها حالة هالية موحية..! ولكن في كل الأحوال لا يمكن ان يكون حبا أو عشقا..وكيف يكون وأنا لست في موقع يتوافق مع هذا المنحى..!
هواجس كثيرة كانت تلاحقني ولكن..لماذا أكابر..؟! أليس هذا من كنت أبحث عنه ..؟ أليس هو من عاش في خيالي زمنا..؟! أليس هو من أتمناه حبيبا..؟ إنه من أبحث عنه ولطالما بحثت عنه..وحلمت به..وتاقت روحي لمناجاته..وكم وكم حلمت به ليكون شريكا لي في حياتي. إنه فارسي الذي لن أتخلى عنه بعد ان وجدته..؟…!
ولكن..و يا لسخرية القدر ..لقد جاء متأخرا..بل متأخرا جدا..!
في وضعي هذا الآن يستحيل تحقيق رغبتي.. وعلى الرغم من أنه لا يزال وحيداً بعد.. ويناسبني عمرا ..ولكن..! كيف لي أن أتخلي عن أطفالي..؟! وعلى الرغم من تعاستي مع هذا ألرجل الغيظ ..؟!
إنه لا يدري شيئا عن ما يجري في حياتي..ولا يدري ما يدور في نفسي ..فماذا أفعل..؟ ليس لي مخرج سوى خيار حسم الحال لصالح حياتي القائمة..! ليس لي خيار سوى أن أحاول أن أتجاوز حبي وأكتمه..وأكابد منه إلى أن يشاء الله ويجعل لي منه مخرجا..
فكرت أن أفضي إليه..لعله ينقذني..ولكن كيف..؟ إن بيئتي الاجتماعية غير منسجمة مع هذه الطريقة..ما العمل؟!
إن أفضل طريقة- كما أرى- هي في تجنبه.
وفعلا شرعت في المحاولة.. واخترعت حجة تمنعني من اللقاء به.. ودون أن يدري شيئا من ذلك ولا سببا له حتى.. وظننت أنني انتهيت من المسألة.. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..! فها هي الأقدار تضعه في طريقي دون إرادة مني في مكان العمل..! يا ألله..ما أصعب الأمر وما أقساه..!
حاولت تجاهل الأمر في البداية..حاولت تجنب اللقاء به..ولكن عبثا ما كنت أحاوله.. فإن له حضورا لا يمكن تجاهله.. ولن أتجاهله رغما عني..لأن روحي لا تستقر إلا عندما أقترب منه.. أزداد معرفة به.. أعب من معينه الذي لا ينضب …
وجدت فيه شخصا مليئا بالمعرفة..ومليئا بالقيم .. وعلى الرغم من ظروفه الصعبة..!
وجدت فيه ضالتي المنشودة.. ضالتي التي طالما بحثت عنها..
فيا لفرحتي..ويا لهنائي..
هل أفرح..أم أعزي نفسي؟!
لا أدري..!
بقيت حبيسة أفكاري.. وترددي.. برهة من الزمن.! ولكن موعد عرسه جاء..وكنت أسمع عزف الموسيقا وأصوات الغناء ..وكنت أتصور مشهد الحفل ..فاكتوت نفسي بنار الغيرة الجياشة.. لم اشهد في حياتي يوما أصعب من ذلك اليوم..! ولا ليلة أفجع من تلك الليلة..!
لم تعرف عيني النوم أسبوعا كاملا بعدها.. لم تستقر روحي الهائمة..والأفجع من ذلك أنه لم يذكرني.. كم هو مقيت..!
ولكن لا ..فكيف أقول عنه ذلك وهو لا يعلم عن حالي شيئا..!
استسلمت إلى قدري..فلم أطق مقاومة لنبض الحب الدافق..ولم أطق تجاهل حضوره الآسر..
بدأت أقترب منه شيئا فشيئا..من خلال إطلالة في مركز العمل..وعندما كنت ألتقي به أسعى بما ملكت يدي إلى إطالة اللحظة أثناء الحديث معه.. وكنت أمكث – ربما ساعات- وراء الستائر أرقبة عودته إلى منزله لأحييه من بعد تحية الصباح أو المساء بإيماة من يدي أو رفيف من عيني أو نبض من قلبي اللهيف..! وتوالت الأيام.. وتتالت معها ساعات الفرح..
كانت بالنسبة لي أجمل أيام عمري تلك التي اقضيها معه على طاولة الدرس أو أتحدث إليه. فأنعم بدفء حديثه، وأستمتع بالنظر إلى وجهه المشرق كالملاك.. هذا كل ما أريده. أقولها صادقا: لم أبتغ أكثر من تلك الملاطفة الجميلة و..وذلك الحديث العذب وجلسة حلوة تجمعنا. ولكن..! ما اقصر عمر الفرح..! فقد انتهى الدوام في العمل وكأنه لمح البصر.. وانقضت تلك اللحظات الجميلة والممتعة التي كنت اقضيها بطريقة أو أخرى معه..
يا إلهي..! كيف السبيل إلى لحظات أفضي فيها بتلك الشحنات العاصفة من أمواج حبي.. والتي ترتش لها أوصالي.. وترتعد تحت وطأتها فرائصي..!!
يا إلهي..ما أصعب ما أكابد وأقاسي..! وما أكبر ما احمله في قلبي له حب..! وما أكنه له من مشاعر صادقة نبيلة..! ولكنه لا يستطيع أن يكون الطبيب المداوي لقلبي..!
إنه لا يملك قلبا يخفق بين ضلوعه بومضات الحب..
إنه متحجر القلب..حياته صرامة وعقل يتحكمان في نمط تفكيره..وفي سير مشاعره..!!
أي قدر هذا الذي ألقى بك في طريقي..؟
أي قدر جعلني أتعلق بسراب ..؟!
ففي حين يرتعش قلبي ويرتجف شوقا ..إذا هو يطرق مليا ويقول: يجب ان تصعدي الأمور..! وأي تصعيد أكثر من هذا أيها القاسي القلب..؟! حبيبي..أنا أنثى..وقد غلبني الحب.. أني أحتاج منك إلى كلمة حلوة .. إلى مسايرة جميلة..إلى مواساة ناعمة…إنني أحتاج بعض … لا إلى نصائحك،
لم اعد احتمل إرشاداتك أيها الناصح..ابتعد عني .. لم اعد أريد نصائحك… لم أعد احتمل إرشاداتك.. لأنني لست طفلة او مراهقة ، بل إنني امرأة ناضجة تبث لك لوا عج القلب ولهيب الشوق وضرام الوجد. أي حبيب انت تضن علي حتى بالكلمة الحلوة. ليتك تفهم ما معنى ما أقدمه لك ما نعنى أن تحبك امرأة بكل كيانها وجوارحها..حاولت أن أخرجك من أسر العقلانية البحتة إلى عالم الرقة والمشاعر والعواطف ولكنك كنت تأبى إلا ان تكون حبيس وأسير التحجر والتخلف والتبلد وبدأت الأمور تتراجع إلى الوراء مع كثرة مسؤولياته و(….) الذين يزدادون كل سنة(….) وأدامه الله(…) ومع كل هذا التراجع والتحفظ في المشاعر إلا أنني أحسست بفاجعة كبيرة تلم بي لأنني لم أودعه الوداع اللائق..ما عساي ان أفعل والظروف تعاكسني دائما ..الوداع حبيبي..ترى هل سنلتقي يوما..؟ أم انه وداع ابدي..؟
إن قلبي ينزف.. وهو رهينة عندك وأمانة ثمينة..فلا تفرط به ولا تدعه يموت..لأنك عندها ستحكم علي بالموت ..!
ترى هل أنت ممن يصون الأمانة ويرعاها؟. أم انك ربما تلقي بقلبي يوما في سلة المهملات، وتتعرف إلى حبيبة أخرى تذيقها الحلاوة التي حرمتني إياها…
إنك ان تفعل ذلك فلن أسامحك أبدا ولسوف أموت وتموت معي أيضا أتفهم؟!