ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#1
حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
“نسخة منشورة في منتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية (الرابط في الأخير)
12-30-2009, 12:13 PM
نحو حوار يحاول أن يكون موضوعيا
[في هذه الواحة سأحاول أن اكتب بعض الأفكار في اطار حواري لعلها تلقي الضوء على حقيقة وواقع الشعب الكردي بايجاز لكنه يشكل رؤية عامة لما يفكر بهالكورد عموما مع الاعتراف بان الاختلاف في الرؤى يبقى امرا قائما بين جميع الناس والشعوب ..المهم هو ما يجمع ..والمهم اكثر السعي لردم الهوة بين الناس أفرادا وشعوبا ،لكي يحسنوا العيش المشترك بروح تنعكس على الجميع استقرارا وتطورا في الحياة المعاشة صحيحة.
الأمل والرجاء هو تجنب فحش الكلام ،او التعبيرات التي تنهل من حالات نفسية لم تتوازن بما فيه الكفاية من هيمنة العقل واستثمار التجربة …وبالتالي تغليب النفس على العقل.ا
لاختلاف في الرؤى طبيعي..الأسلوب في معالجة الاختلاف هو الذي يحدد طبيعة الشخص هل هو مثقف،ام متسلق على الثقافة-عالة –
مع التحية
بين الفينة والأخرى يبادر بعض المثقفين العروبين إلى التعبير عن مواقف انفعالية – وربما – متعصبة تجاه الكرد ، عبر شاشات التلفزة أو الصحف والمجلات أو الكتب …الخ.
وعلى الرغم من أن بعض المثقفين العرب يقفون في الجهة المقابلة(1) ويحاولون إنصاف الكرد، ونحن نشكر لهم ذلك، إلا أننا نشعر بالحاجة إلى تناول هذه المسألة وطرحها بشكل فكري حواري ؛ نجهد أن نستبقيه في المسار المتعارف عليه بآدابه ودوافعه وأهدافه، لا منة وتفضلاً ، وإنما لأننا نؤمن أساساً بأن هذه هي الصيغة التي يجب أن يكون الحوار عليها أولاً، ولأن المصلحة المشتركة بين العرب والكرد تتطلب مثل هذا النمط والمسار؛ واقعياً ومنطقياً وأخلاقياً، فضلاً عن التاريخ الذي يتضمن قروناً طويلة من الاشتراك في الدين والثقافة والعيش ومتطلباته ومنها الجوار الجغرافي …
وكما نرى: فإن المشكلة في هذه المسألة تكمن في جانب نفسي أساساً(2). ومن ثم في فهم مختلف لقراءة التاريخ والراهن أيضاً،(إذا تجاوزنا خلفيات ترتكز إلى ارتباطات -من نوع ما- مع دوافع ونتائج تيار عالمي، براغماتي يتعامل مع الكون كله من منظور مصالحي،ويرى كل سلوك مبررا، إلى الدرجة التي تتوافق فيها مع مضمون القول الشائع والمنسوب إلى ((نيقولا مكيا فيلي)) صاحب كتاب (الأمير):
(( الغاية تبرر الوسيلة)).
أو ما يسمى بـ((واقعية السياسة)) أو (( سياسة الأمر الواقع )) .
ولكي لا نقع في أسلوب الرد والرد المعاكس، والذي يؤدي– غالباً ما- إلى الجدل المذموم، فإننا ننوي تحديد الحالات الإشكالية الأساسية في نظر شريحة مثقفي العروبة – أصحاب النظرة السلبية إلى الكرد – استناداً إلى ما يرد في تعبيراتهم شفاها أو كتابة .
وسنسعى – ما وسعنا الجهد – أن نحاورهم بشأنها، ودون الزعم بأننا نمتلك الحقيقة دوماً، وإن كنا نسعى إليها.
ولعله من بديهيات الأمور لدى المثقفين.. بأن امتلاك الحقيقة مسألة نسبية، ولذا فسينصب سعينا على التعرف على المساحة المشتركة بيننا، والتي ينبغي أن نتفق بشأنها، وفرزها عن المساحة التي هي موضع اختلاف، وسنحاول بذل ما يمكن من الجهد؛ للحوار حولها، وفق معطيات في إطار مستلزمات الحوار الموضوعي وهي :
1- النهج المنطقي (العلمي).
2- والأسلوب الأدبي (الأخلاقي).
منطلقين من دوافع تتسم بالنبل والاستحقاق المشروع، وعلى قدر الطاقة البشرية.
( فالطاقة البشرية ليست مطلقة كما يعلم الجميع).
وللاستئناس، وتكوين مناخ مبدئي للمنطلقات في الحوار؛ لا نرى بأساً من إيراد بعض آيات من القرآن الكريم، أو بعض من أحاديث للرسول () أو بعض خلاصات من الفكر البشري في هذا الموضوع . ولعلها تحقق الفائدة المرجوة؛ من حيث تكوين المناخ الايجابي للحوار.
قال تعالى في سورة النساء :((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء)).
وفي سورة الإسراء يقول:(( ولقد كرمنا بني أدم ))
وفي سورة الحجرات يقول: (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم))
وفي سورة النحل يقول:
(( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن)) .
وفي رواية للترمذي يقول الرسول(ص) :
(( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء)).
ويقول أحد الشعراء مخاطبا متكبرا من بني البشر :(3)(إيليا أبو ماضي)
[poem=font=”Arial,4,indigo,normal,normal” bkcolor=”burlywood” bkimage=”http://www.airssforum.net/mwaextraedit2/backgrounds/8.gif” border=”double,4,sienna” type=0 line=0 align=center use=sp num=”0,black””]
نسي الطين ساعة أنه طيــــــن حقير فصان تيها وعربد.
………………………………………….. ………..
يا أخي لا تمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
………………………………………….. ……….
أيها الطين لست أنقى وأسمى من تراب تدوس أو تتوسد
لا يكن للخصام قلبك مأوى إن قلبي للحب أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك وأحرى من كساء يبلى ومال ينفد[/poem]
نسوق هذه الأقوال كنماذج فقط؛ للدلالة على: الاشتراك في المعنى الإنساني بين بني البشر جميعا.
ولعل سرد هذه الحقيقة بأمثلة واقعية واضحة؛ تتبعها أمثلة أخرى في السياق؛ سيبين لهؤلاء المثقفين العروبيين مدى المغالطة في كثير من رؤاهم وتحليلاتهم ، ومن ثم تذكر أنهم ليسوا فوق هذا المعنى.
ولقد حاول قبلهم فلاسفة النازية والفاشية – وربما غيرهم أيضا- أن يجدوا بأسلوب يسخِّر ما لديهم من التقدم العلمي، منفذا أو متكأ يستندون إليه في تصنيف الشعوب على أساس عرقي، ليتخذوا منه سندا في اعتبار أنفسهم أعلى قيمة في سلم التصنيف هذا ، ولكنهم لم يفلحوا ..! إذ خذلهم النهج العلمي – فضلا عن الدين والأخلاق- ولقد أدخلهم هذا الاتجاه العرقي في حربين كونيتين لا يخفى على أحد ما أنتجتاه من الويلات والمآسي…!(4)
فالقول بسواسية الناس كقيمة بشرية يعتبر تحصيل حاصل إذاًً.
أما الاختلاف بين بني البشر فليس سوى نتائج تأثيرات الظروف التي أحاطت بالأفراد أو الشعوب( الأمم) .((وقد فطن “ابن خلدون” إلى أن نضج الحياة العقلية أو اضمحلالها مرجعه إلى الظروف السياسية والأحوال الاجتماعية و الاقتصادية التي يحيا فيها الشعب وليس مرده إلى طبيعة العقل عند الشعوب)).(5)
هذه حقيقة أقرتها الأديان وأقرها العلماء والحكماء من شعوب مختلفة وفي أزمنة مختلفة فضلا عن كونها مدرَََكة من كل ذي فطرة سليمة.
* دراسة مطولة ستنشر على حلقات تباعا في منتدى للبحوث والدراسات الإستراتيجية.
أرجو حفظ الحقوق للنشر وتسجيله في المعهد.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
الكلمات الدلالية (Tags): موضوعيا, جداول, حوار, يكون
نزار المصري
نزار المصري
رحمه ****
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 2407
#2
01-02-2010, 05:48 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
أفضل الدعاء*** ألحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية موفقه حول موضوع هام ومدخل رائع لعلم الحوار
مدعم بالأيات القرأنية
على شغف أحاول قرأتك لبعدي التام عن موضوع الأكراد
شكرا ألك
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأفضل الذكر*** لا إله إلا الله
ياطير النور دور
وأفرد ع الكون جناحك
تعالى نتوضى ونصلي
ركعتين الضحى قبل الأدان
أمسح دموعك
وكفكف نزيف جراحك
أبدر حب الأمل
ويا السنابل على سطوح الغيطان
http://nzarelmsry.maktoobblog.com/
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#3
01-03-2010, 02:31 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
المشاركة الأصلية بواسطة نزار المصري مشاهدة المشاركة
أفضل الدعاء*** ألحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية موفقه حول موضوع هام ومدخل رائع لعلم الحوار
مدعم بالأيات القرأنية
على شغف أحاول قرأتك لبعدي التام عن موضوع الأكراد
شكرا ألك
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأفضل الذكر*** لا إله إلا الله
أهلين صديقي نزار الذي يعبر عن تقدير الوجود بكلمات مسبحة لخالقه أبدا
أكثر من داع دغعني الى عرض هذا الموضوع،وأحد هذه الدواعي دعوات متكررة ومشجعة من عميد الدار عافاه الله واذهب عنه الألم..وأسعده وأسعد الجميع بمغفرة ورضا ..إضافة لما أشرت اليه..في ردي على صديقتي العزيزة الفيروز. من اقتراح لل”ماسة” ووعد من “نور”..!
موضوع الأكراد -بكل أسف- فيه حساسية خاصة للذين لا يكلفون انفسهم عناء فهم حقيقة معنى الوجود ونموذجية صورة العلاقات..مع الاعتبار دوما للواقع ومؤثراته التي تجعل الأمور تنزاح نحو اليمين او اليسار في السلوك البشري..ولكن المهم ان يبقى في اتجاه احترام وتقدير الإنسان في مختلف تجلياته الأثنية وما يتعلق بها….ونحن نحاول -هنا -أن نفعل شيئا من ذلك..ولعلنا نتوفق بإذن الله.
شكرا جزيلا
سنلتقي إن شاء الله هنا.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#4
01-03-2010, 02:45 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
سأحاول أن أدرج هنا بعض ما كتبته انا حول هذا الموضوع،واطعّم ذلك بكتابات من كتاب مختلفين تصب كتاباتهم وابحاثهم في الموضوع، وسأشير الى ذلك بتوضيح يميز بين ما كتبت وما كتبه الآخرون..وبطبيعة الحال فليس بالضرورة ان اكون موافقا على آراء الآخرين ..وان كان رأيي يتقاطع في مفاصل مع آرائهم حتما..يبدو ذلك من المقارنة بين ما كتبت وما كتبوا..ولا يغيب الفرق عن اللبيب..المرجو قراءة متأنية ومداخلات بروح علمية ولتكن الآراء بعد ذلك ما تكون..
عوْدٌ إلى البدء:
من هم الكرد؟!
– أصلهم، تاريخهم، بلادهم، وهل لها امتداد في حدود الخارطة المرسومة للوطن العربي حاليا؟
– ثقافتهم، هل هي أصيلة؟ أم هي مزيج من بقايا ثقافات مختلفة؟ ما صلتها بالثقافة الإسلامية؟
– العلاقة بين الكرد والعرب، ما مدى مشروعية مطالبهم وطموحاتهم تاريخيا وراهنا؟
– اتهامات من مثقفي العروبة ومدى مصداقيتها؟
– ملاحظات!.
وسنحاول مناقشة هذه المحاور بشكل سريع منطلقين من عدة اعتبارات أهمها:
1- عقيدة التساوي بين الناس – شعوبا وأفرادا – من حيث العرق واللون والأوطان المختلفة لهم، وبأنه لا يمَّيز بينهم إلا التقوى والعمل الصالح على مستوى الدنيا و على مستوى الآخرة معا.او ما في معناه في الثقافة العصرية.
2- أولوية الراهن على الماضي للعيش، مع البحث فيما يوصل بينهما، ويوفر لهما معنى الاتصال، والامتداد، والتجانس، لمصلحة الحاضر والمستقبل…!. فالماضي انتهى دوره، وما استعراضه إلا للمعرفة من جهة، ولأخذ العبرة من جهة أخرى.ولا نعني إلغاءه في سلم التطور البشري..
3- المرونة في عرض الأفكار والقناعات، باعتبار أن الحقائق نسبية، خاصة فيما يتصل بالتكوين الاجتماعي التاريخي…
4- احترام رأي الآخرين كائنا ما كان،وبالغا ما بلغ، ضمن آداب الحوار.
5- التمحور حول الغاية. وهي جلاء الحقيقة بقدر ما يمكن .. والهدف ،التوصل إلى قاسم مشترك في قضايا الحياة؛ للانطلاق منه إلى تصور نمط تعايش وتفاعل مفيد للجميع..
أولا: من هم الكرد؟
إذا حاولنا البحث في أصول الكرد سنضطر إلى العودة إلى مراجع مختلفة تتناول أصل الكرد كما هو الشأن تماما في البحث عن أصول الأقوام الأخرى . وسنجد ذلك ملخصا في:
أطر عامة معتمدة بدرجة ما، وتفاصيل مختلفٍ عليها إلى حد التناقض أحيانا، ويبدو أن هذا هو طبيعة البحث في القديم(التاريخ). خاصة إذا بعدت المسافة كثيرا، وكانت المصادر إشكالية لسبب ما(جهل، تحّيز، تحريف، فقدان الوثائق، نزوع سياسي..الخ)
ولكي أوفر على نفسي وعلى الإخوة القراء جهدا ووقتا؛ فقد غلّبت اللجوء إلى مرجع واحد وهو كتاب: )) خلاصة تأريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية وإلى الآن)).
تأليف (( محمد أمين زكي بك)) نقله إلى العربية وعلق عليه ((الأستاذ محمد علي عوني))
الناشر (( حسين قاسم قاسم )) مطابع زين الدين / القرية/ لبنان- ط 1405ﻫ/1985م.
وقد نستعين ببعض المصادر الأخرى إذا وجدنا لذلك حاجة.
من وصف المترجم للكتاب في ص /ج:
(( وهو في الحق كتاب قيم فريد في بابه، صحيح في أسانيده، وغني بمصادره لا يستغني عنه، الكاتب الاجتماعي والرجل السياسي والعالم المحقق…)).
ويقول المؤلف في ص/يب:
(( لقد بذلت الجهد الكثير. وسعيت سعيا حثيثا لإحياء موضوع التاريخ الكردي القديم، لدرجة أني أعدت البحث مرارا وتكرارا، واستأنفت العمل من جديد أربع مرات كاملة…))
(( وإني لا أدعي أن هذا كتاب تاريخ للأمة الكردية، يخلو من النقص و القصور، بل أعتقد أن فيه نقصا كبيرا. رغم أنه نتيجة البحث والدرس لمائتين وخمسين مجلدا من الكتب الإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية والتركية والفارسية…)).
موضوعات الكتاب:
∎الفصل الأول: كردستان ، موقعها …الكرد في إيران،الكرد في تركيا،الكرد في العراق، الكرد في روسيا، الكرد في سوريا،الكرد في بلوجستان والهند والأفغان.
∎الفصل الثاني: منشأ الكرد وأصلهم.
∎الفصل الثالث: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور إلى الميديين: لوللو،كوتي،كاساي، ميتاني، خالدي، سو باري،نايري.
ومن عهد الميديين حتى ظهور الإسلام، ميدي 105{هكذا في الكتاب}. من ظهور الإسلام حتى الإغارات التركية {وهكذا حتى الفصل السادس} الكرد لغاية اليوم، الكرد في القرن العشرين.
∎وأما الفصول الباقية (السابع والثامن) فهي تتناول ما يتعلق بطبائع الكرد وديانتهم ولغتهم وعشائرهم في الأقاليم المختلفة..
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#5
01-07-2010, 09:49 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
وهذه حلقة اخرى..والمشوار طويل ..لعلي لن أملِّل.
إننا لا نريد الغرق في أبحاث تاريخية وإنما فقط أشرنا إليها لأن البعض- وعلى الرغم من سويَّتهم الثقافية- غافلون، أو قاصرون عن معرفة ما يتعلق بالكرد وإن اختلفت الأسباب. إذ لا عذر- كما اعتقد – لمن يعبر عن نفسه باحثا في موضوع ما ولا يملك معرفة عنه{ وهذا الأمر ذاته – وللأسف – أي (عدم الإطلاع المقصود في الغالب استصغارا للموضوع، أو تعمية عليه) هو تعبير عن نزعة عصبية ((عروبية)) ساهمت في منع كل ما يتعلق بالكرد من مصادر وكتابات وممارسات ثقافية…الخ، إلى درجة أن بعض المكتبات الجامعية- وهي مراكز ثقافية عالية المستوى ويفترض أن تكون حرة أيضا – شددت في حجب الكتب التي تتناول الكرد، عن طالبيها، بل وكانت توحي بنظرة أمنية لمن يطلبها في البلدان التي يتواجد فيها الكرد أحيانا (سوريا مثلا)}.
لذا فإننا سننطلق من واقع وجود الكرد راهنا.
فالكرد( أو الكورد) شعب(أوأمة)مقسم بين عدد من الدول بموجب تقسيمات قام بها دول الغرب الاستعمارية في مراحل مختلفة، آخرها ((بيكو)).
ولمن شاء الإطلاع عن كثب- بالإضافة إلى المصادر النظرية- فليقم بسياحة تشمل شرق تركيا، وشمال العراق، وغرب إيران، وشمال سورية، وجنوب روسيا، ليجد شعباً يعرف بـ (الكرد). ويقدر عددهم بأكثر من (أربعين ) مليونا، (6) يتحدثون بلغة متميزة- اللغة الكردية- وإن تعددت لهجاتها، ويمارسون أنشطة حياتية متقاربة المظهر، خاصة الزراعة وتربية الحيوانات في الريف، ومختلف الأعمال والتجارة والمهن…في المدن- وقد سهلت الفضائيات أمر متابعة مثل هذه الأمور – ولدى الجميع؛ الشعور بالانتماء إلى أصل قومي واحد، ودون المبالغة في التعصب العنصري – لدى المثقفين على الأقل – ولديهم طموح في العيش المشترك ضمن منظومة اجتماعية على أساس قومي وطني إنساني، ولكن ولتقدير الظروف- أمر الواقع المجبول بحالة تاريخية، وتمنّع سياسي من حكامهم من غير الكرد، وطبيعة المصالح الدولية – فإنهم يقبلون العيش ضمن ظروف الواقع (أمر الواقع) والذي جعلهم يعيشون مع شعوب ( تركية وفارسية وعربية وروسية …الخ) وفق صيغ حياتية تتيح لهم ممارسة حياتهم؛ بعناصرها المختلفة، وكما خلقهم الله عليها، والعيش برضا مع هذه الشعوب؛ شريطة الاعتراف بهم، وإعطائهم الحقوق التي يستحقونها وفق ما قررته الشرائع ومنهاج الأمم المتحدة … وغيرها.
والمعروف عنهم؛ أنهم دخلوا الإسلام، (7)وساهموا فيه بقوة وصدق؛ إلى درجة أصبحوا فيها حالة مستغلَّة لصالح قوميات إسلامية لا تزال حتى هذه اللحظة تغمطهم حقوقهم؛ حتى في مستوياتها الأدنى. مثل : إعلانهم عن شعورهم القومي ، ممارستهم للغتهم وثقافتهم. ناهيكم عن الاضطهاد البغيض، والمتجلي في إبقاء مناطقهم متخلفة، على الرغم من الادعاء من الحكومات بأنها جزء من الوطن ، ومنع ممارسة كل ما يبرز خصوصيتهم القومية، إلى درجة سحب الجنسية منهم، أو بناء مستوطنات لأبناء الشعوب الحاكمة لتحقيق تغيير ديمغرافي….وغيرها، (8) والأمثلة أصبحت مكشوفة وصارخة بعد سقوط نظام صدام وما ظهر من خفايا ممارساته؛ والتي هي الممارسات نفسها في الدول الأخرى – ربما مع فارق في الدرجة و المدى أو الضجيج الإعلامي…-.
هذا الشعب(الكردي) له سياق تاريخي لا يمكن إنكاره؛ وان كان قد تعرض لأنواع من تجاهل مقصود” بدوافع تعصبية، أو مصلحيه” أو غير مقصود” نتيجة لاعتبارهم مسلمين” والكتابة عنهم بصفتهم الإسلامية، والتي كانوا، ولا يزالون يشعرون بصلتهم الوثيقة بها، واعتزازهم أيضا بها…تشهد بذلك مساجدهم الكثيرة، وعلماؤهم، ومظاهرهم الإسلامية، والتزامهم بأخلاقيات الإسلام، وحرصهم على ديمومته بخصائصه النقية– ربما – أكثر من الذين يتهمونهم بمناسبة وبدون مناسبة-إذا استثنينا بعض ردات الفعل حديثة العهد بسبب المواقف الغريبة من العروبيين ومنها موقفهم من (حلبجة والأنفال) وغيرهما من الأحوال الفظيعة التي تعرض الكرد لها!!.
حقائق تنطق بها مراجع تاريخية مختلفة ذكر السيد/ محمد زكي بك / مائتين وخمسين من هذه المراجع، ويمكن لمن يريد العودة إليها، إضافة إلى مراجع بدأت بالظهور بعد انحسار نسبي لموجة التجاهل التي مارستها الأنظمة الحاكمة لها، بسبب المستجدات في المنطقة. وإذا حصل اختلاف في هذه المراجع حول بدايات أصولهم فليس ذلك بدعة خاصة بهم وحدهم، وإنما هي حال جميع الشعوب في المنطقة، بسبب ما تعاقب عليها من الجماعات والشعوب والحضارات والحروب والتي يعرف الكثير منها؛ كل من له متابعة لهذه القضايا، نذكر منها فقط حروب الاسكندر المقدوني (9)، والذي مات في هذه المنطقة. وذكر المؤرخ اليوناني (اكزينيفون) بعضا من تفاصيلها، ومنها إشارته إلى الكرد باسم ((الكاردوخ)) والذي يعتبره بعض المؤرخين من أصول التسمية الكردية (10) وبالمقارنة بينهم وبين شعوب أخرى عاشت في هذه المنطقة، لعلهم الأكثر قدرة على الحفاظ على خصوصيتهم الكردية بمختلف مكوناتها ( لغة، شعور قومي يتجه للعيش معا، نضال من أجل البقاء…..) على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشوها، ولا يزالون يعيشونها ضمن الحاكميات التي ذكرت سابقا.
ولقد وصفهم كثيرون بالشجعان ومنهم:الصحافي الأمريكي: دانا آدمز سميث صاحب كتاب (رحلة إلى رجال شجعان في كردستان) بل ويرجح البعض بأن تسميتهم بالكرد تعود إلى (معنى الشجاعة) الذي تدل هذه اللفظة(كرد) عليها.
يقول المؤرخ الكردي الدكتور جمال رشيد – في لقاء معه نشرته مجلة (كولان العربي عدد/28/ أيلول 1998م بعد تعريف بالمؤرخ وما يجب أن يكون عليه…:(( إذا بحثنا باختصار عن من هم الكورد! إنهم نتاج مأساة تاريخ بلاد الكورد ،فهناك مآسي كثيرة لها ارتباط بتاريخ كوردستان)).
((في التاريخ الحديث عندما قدم السلاف إلى أوروبا واستوطنوها كانت هناك عشائر ألمانية لا يفهم السلاف لغتهم، لذا كانوا يطلقون عليهم اسم (نيمس) أي الأخرس،و(نيمس) الآن هي النمسا، وهي دولة يتحدث شعبها الألمانية)).
(( وقديما وجدت هذه الحالة في كوردستان. فبعض الناس يقولون إن لفظة الكورد جاءت من (كوتي،جي وجي-أي قال، وهذا وذاك) وأنا أجزم بأن لا علاقة لهذه اللفظة بتلك الألفاظ. فربما هناك تشابه بينهما من ناحية الإخراج الصوتي،فعندما كانت لفظة (كوتي) موجودة فإن الكورد أيضا موجودين فلماذا لا تكون هذه اللفظة (كورد) هي نفسها وليست مأخوذة من (كوتي)؟
(( إن مناطق فيشخابور وعامودا، قامشلي في سوريا حتى تصل إلى زاخو كانت تسمى بلاد الكورد، لكن لفظة كورد في تلك الفترة كانت لها دلالة توبومية وليست إثنية، فكما أن (بارسو) في منطقة كرمنشاه تعد (و) تنوينا لها وتبقى في الأصل (بارس) إن اسم (ماك كورداك) الذي دون في العصر الأكدي باللغة المسمارية والذي عثر عليه الباحثون البلجيكيون ، دليل جيد جمعته. وقد ورد ذكر (كوردا) في 22 موضع كدلالة على منطقة.
وفي تلك الكتابات مكتوب ملك كوردا، منطقة كوردا، مدينة كوردا ، أي أن كل تلك المسميات مرتبطة باسم الكورد في وقت أن الشعب الكوردي سكن المنطقة بعد هجرة الهندو آريين الذين كانوا يسمون بالميتانيين، بعدها ظهرت الدولة الميتانية، وكانت عاصمتها في منطقة بلاد الكورد. أي أنه علاوة على التسمية القومية فإن اللغة الكوردية أيضا والتي هي لغة هندو أوروبية تظهر في نفس المنطقة . وتصبح بذلك المركز الذي ظهر فيه الكورد. فعلى هذا الأساس نجد مينورسكي وباسل نيكيتين قد ذكرا في كتبهما ((إن الشعب الكوردي ظهر في وسط كوردستان)).
((إن ظهور الشعب الكوردي في هذه المنطقة كان نتاج كارثة تاريخية قبله فالشعب الكوردي من ناحية اللغة والعرق ليس هندو أوروبيا ولا ساميا بل له عالمه الخاص)) انتهى قول الدكتور جمال رشيد.
وأما مشاعرهم تجاه العرب فقد كانت مغموسة بالروح الإسلامية الفياضة؛ والتي تعتبر العرب حملة الإسلام الأولين، وأصحاب الفضل في نشره، إلى درجة أن عقيدة الشعور بالاحترام للعرب بلغت درجة مبالغا فيها، فانصهر كثير منهم في الإسلام بثوبه العربي-إذا جاز التعبير-. ومن المؤسف أن العروبيين فسروا هذا الشعور بطريقتهم الخاصة، فدمجوا بين العروبة والإسلام بحيث اعتبروا أن كل ما هو عربي إسلامي، وكل ما هو إسلامي عربي، بطريقة انتقائية بعيدة عن القياس المنطقي الصحيح،ولصالح نمط فكري عروبي قوموي عنصري؛ أشار إليه كثير من المنصفين من العرب أنفسهم (11) .
فالعروبة – فعلا- هي الآن قومية، ولها -كمفهوم ثقافي- تقدير لدى المسلمين بشرط أن لا يحوّلها العروبيون إلى ميزة قومية، يتعالون بها على الآخرين كما يفعل التيار العروبي المتطرف(البعثيون بشكل خاص)،و كانت قبل الإسلام مجرد مشاعر قبلية متعصبة ولزمن طويل( عصرالجاهلية) إلى أن جاء الإسلام ليلملم هذه المشاعر، ويصهرها في بوتقة عقيدة كونية؛ كما فعل مع شعوب أخرى تحت شعار كوني هو:
((إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)).
ولكن الفهلوة التي تميز بها العروبيون؛ والذين انفصلوا في تفكيرهم عن الواقع – كما يبدو- أصبحوا ينسجون ما يشاؤون من النظريات والمنظومات الفكرية (الأيديولوجية) ليجعلوا الإشارة إلى الدين الكوني؛ هي إشارة إلى القومية العربية فاعتبروا((الأمة)) هنا؛ هي (الأمة العربية) بدلاً من(الأمة الإسلامية) . وفسروا الآية الكريمة:
(( كنتم خير أمة أخرجت للناس))
على أن المقصود بها هو((الأمة العربية )). والبعض منهم يعكس قول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب(رضي الله عنه): (( لقد اعتز العرب بالإسلام)) إلى القول: لقد اعتز الإسلام بالعرب.
وبدلاً من سريان المعنى الإسلامي الأممي (أو الكوني ) الذي يتجاوز الحواجز القومية والعرقية والقبلية – ودون تجاهل لها، باعتبارها خاصة اجتماعية واقعيا -. فقد أفْرغ هذا المعنى من قبل (( العروبيين)) من مضمونه لصالح مفهوم العروبية المتعصبة، والذي تبناه هؤلاء – وربما بمباركة أو إيحاء من قوى غربية أو(غريبة) – مستفيدة من تكريس هذا الاتجاه في تفسير العلاقة بين الإسلام والعروبة منذ سقوط الدولة الرومانية والفارسية، ومروراً بالمراحل المختلفة للصراع بين الدولة الإسلامية وأعدائها، والذين تجسدوا في الغرب المتعصب دينياً، والذي حاول استباحة الشرق المسلم بحجة حماية (القدس) والمراكز المسيحية المقدسة فيها ،بزعمها،. فيما بات يعرف بـ (( الحروب الصليبية)). وهي تسمية أطلقها الغرب نفسه عليها؛ لاستنهاض المشاعر الدينية المسيحية لدى أبناء قومياته المختلفة. وهي حروب معروفة تاريخيا،ً والمراجع الباحثة فيها كثيرة . ولكن الذي يهمنا – ونحن في سياق الحديث عن الكرد- هو معركة ((حطين)الفاصلة، والتي قادها البطل الإسلامي الكردي ((السلطان صلاح الدين الأيوبي)). والذي يشير إليه العروبيون – كما يشيرون إلى غيره من ذوي الشهرة العسكرية والعلمية من أصول كردية وغير كردية أيضا- على كونهم (عرباً) في أدبياتهم المختلفة، ولهم في ذلك فلسفتهم الخاصة، والتي تتجاهل وقائع التاريخ وحقائق الواقع؛ ودون حرج من هذا النهج المغرق في الذاتية، لخدمة هدف خاص وبإيحاء من غرباء – كما أسلفنا- ولعل الغرب من أهمهم!.
ففي هذه المعركة الحاسمة- حطين- كان التلاحم واقعاً معاشاً بين قوميات عديدة (كردية وعربية وتركية وشركسية وفارسية …..الخ) وعلى رأسه قائد كردي…. ولكن الجميع كانوا يقاتلون تحت راية واحدة هي راية الإسلام. وقبل ذلك كانت القيادة لـ(رجل-ربما- تركي) وتحت الراية نفسها؛ وهو القائد الزاهد ( نور الدين زنكي ). وقبل ذلك كانت القيادة لـ (عرب باسم الخلافة العباسية والأموية و الراشدة . وفيما بعد؛ الدولة الأيوبية، حكم المماليك- وهم غير عرب- واشتهر منهم ( الظاهر بيبرس) الذي قاد معركة عين جالوت وانتصر فيها على المغول. وهكذا فقد كانت الظروف ومكوناتها الواقعية تلعب دورها في قيادة هذا أو ذاك، لكن الجميع كانوا يسعون إلى رفع راية واحدة هي راية الإسلام وتحت عنوان واضح هو :
(( إنما المؤمنون إخوة))
ويزيد الأمر تفصيلا:
(( ولقد جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)).
وفيما عدا ذلك؛ فلا تفاضل بين الشعوب. يقول الرسول(ص):
(( كلكم لآدم وآدم خلق من تراب )).
وظلت هذه التقاليد الإسلامية هي المكونة للثقافة الإسلامية السائدة حتى عصرنا هذا، خارج الممارسة العروبية، فمثلاً ( يتزوج أحد العلماء الأجلاء في دمشق- وهو كردي- من امرأة تركية ، ويتزوج ابنه – وهو عالم جليل أيضا -من امرأة تركية، ثم امرأة عربية ، ويتزوج حفيده امرأة كردية …وهكذا…) فالنسب هنا للإسلام لا للقومية، ، ودون نكران لاستحقاق معنى التمايز القومي في نطاق معنى ((التعارف)) لا معنى ((التفاضل العرقي)).
وإذا شئنا التحقق في تتبع أثر الدين في تجاوز التمايزات هذه – ما عدا تلك التمايزات الطبيعية التي هي في نطاق ما خلقها الله لها- نلاحظ أن الأديان الأخرى (أو الشرائع الأخرى بمعنى أدق) لها النظرة نفسها. كما أن الأفكار الإنسانية عموماً ونخص منها: ( الأممية الماركسية ) في شعار (( يا عمال العالم اتحدوا)) وبغض النظر عن موقفنا من أساليبها في التعامل مع السياسة والاقتصاد والعقائد …الخ فإنها تجاوزت التمايز القومي – نظريا على الأقل – إلى الأفق الإنساني الأممي، ولا ننسى طبعاً أن نذكِّر بأسبقية الإسلام للفهم الماركسي هذا للدعوة إلى الأممية بقرون عديدة ، ولكن بمعنى ونهج مختلف؛ نراها أكثر واقعية إذا صفيت من الشوائب التي أساءت إليه –بغض النظر عن المتسبب فيها.والعروبيون على رأس القائمة في الإساءة إليه – بسبب ما ذكر فيما سلف عن أساليبهم في استثمار الدين لمصلحة الاتجاه القوموي – ويمكن القول مصادرة الدين لمصلحة هذا الاتجاه………………………..يتبع
هوامش
_____
(1) العروبية.مفهوم قصدنا به التعصب القومي العربي..ومثاله ما يندرج في أيديولوجيا حزب البعث وأحزاب قومية أخرى..يستشف منه تعال على الجنس البشري عبر الخلط بين الإسلام والعروبة بطرق أيديولوجية. منها اعتبار كل المسلمين الذين يتكلمون اللغة العربية عربا..او الاعتزاز بتاريخ “العرب” و”الموالي” في العصر الأموي.
(2) الأساس النفسي للمواقف العروبية- صياغة فهم خاص للعلاقة بين الإسلام والعروبة واعتبار كل ما هو إسلامي فهو عربي والعكس كذلك.ما ينتج عنه أن الإسلام والقرآن خصائص عربية ومزايا تجعلهم مختلفين عن القوميات الأخرى الداخلة في الإسلام..ويمثل بداية لهذا النهج تقسيم الناس الى سادة وموالي منذ العهد الأموي..وفكرة التكافؤ بين الموالي والعرب في المقامات ومنها الزواج.
(3)الشاعر المهجري إيليا أبي ماضي..
(4) نظرية النازية(العرقية) التي كانت سببا للحربين العالميتين.بزعم تفوق العرق النازي، وفلسفة ذلك، تصدى لها العلماء. وفي كتاب تمهيد في علم الاجتماع-عبد الكريم أليافي مطبعة جامعة دمشق 1964م/ -1384 – ص 388 بحث مستفيض حول هذه النظرية،ومبررات رفضها علميا..منها قوله:
((إن العرق البشري لم يكن عند الباحثين العرقين إلا فكرة غامضة أو أسطورة خرافية استغلتها وتلاطمت حولها أمواج المصالح الرأسمالية الاستعمارية إن ظاهرا أو باطنا إن خفية وإن إعلانا)).ويرد في:
كتاب علم الاجتماع العربي(السياسة) طبعة1983/1984 وزارة التربية في سوريا.تأليف:
أحمد القادري –فوزي ألكيالي- سار عسكر.ص53:
((فالنظريات العرقية نظريات خاطئة لا يؤيدها العلم .لأنه ما من امة من الأمم القائمة اليوم تستطيع أن تدعي أنها من سلالة واحدة ، وأن دماءها نقية خالصة لم تختلط بدماء الشعوب الأخرى التي استوطنت معها الأرض نفسها أو التي جاورتها واتصلت معها بأسباب كثيرة كالحروب والتجارة وغيرها. من ناحية أخرى فإنه لم يقم أي دليل علمي حتى الآن يؤيد دعوى العرقيين بتفوق جنسهم على الأجناس الأخرى….
((إن النظرية العرقية شريرة وغير أخلاقية بما تنطوي عليه من نزعات عدوانية …وما التمييز العنصري في الولايات المتحدة وجنوبي إفريقية وروديسية إلا مظهر من مظاهر الأخذ بالنظرية العرقية، وهي في دور التطبيق الفعلي والواقع العملي))
(5) ابن خلدون- كتاب الفلسفة العربية، الثالث الثانوي الأدبي في سوريا.
(6) هناك اختلاف حول عدد الكرد في العالم،وهم يتمركزون في تركيا وإيران والعراق وسوريا ..وموزعون في روسيا ولبنان وأفغانستان والباكستان وأوروبا..ويقدر العدد الإجمالي بأكثر من أربعين مليونا. ولا توجد إحصائية دقيقة عنهم بسبب الموقف السلبي للأنظمة التي تحكمهم.
(7) يقول أحمد زكي بك،في كتابه خلاصة تاريخ الكرد وكردستان الذي مر ذكره:أن الكرد دخلوا الإسلام منذ القرن الثامن عشر الهجري على الأقل،ويذكر اسم صحابي اسمه(كابان) والد الصحابي الميمون المعروف بابي بصير.ويقول إن كابان هذا روى أحاديث عن الرسول..
(8) الظروف السيئة والتمييزية التي يعيشها الكرد في الدول التي تحكمهم لم تعد خافيا على احد مما دفعهم الى انتفاضات وحروب كما في تركيا،وفي إيران والعراق بالسلاح،وفي سوريا قامت انتفاضة في عام 1904 داعية الى تحسين اوضاع الكرد ومنها إعادة الجنسية الى اكثر من ثلاثمئة ألف من الكرد بعد تجريدهم من جنسيتهم بموجب إحصاء استثنائي عام 1962بناء على توصية من ضابط الاستخبارات محمد طلب هلال،صاحب كتاب دراسة الجزيرة من النواحي القومية واالاجتماعية..ذكرنا بعض توصياته ..وهي غيض من فيض..إضافة الى ممارسات مختلفة (تهجير- منع ممارسة الثقافة والفولكلور والفن…- سحب الجنسية –الحرمان من الأرض وتمليكها لمستوطنين مستقدمين من الرقة وحلب وغيرهما….
(9) الاسكندر المقدوني،الذي استولى على كل المنطقة منها فارس والعراق وسوريا..الخ. ولكنه مات شابا لم يتجاوز الثامنة والعشرين..وقيل انه نزوج امراة كردية..وأنجب منها لكن القائد الذي تولى الجيش بعده دبر له مكيدة فقتله ..
(10) رافق الاسكندر المقدوني كزينيفون وكتب عن مسيرته في كتاب اسماه مسيرة العشرة آلاف..مر فيه مر على ذكر قوم اسماهم (كاردوخ) كانوا من أسباب فشل الحملة ..ويعتقد الباحثون ان هؤلاء هم أسلاف الكرد.
(11) لم يتأخر عدد من الكتاب والساسة العرب في محاولة إنصاف الكرد ودورهم في التاريخ الإسلامي، فضلا عن حقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم،ومن هؤلاء العقيد معمر القذافي،وآخرون.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#6
01-10-2010, 01:29 AM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
وعدت أن أنقل بعض ما كتبه الغير عن الكورد في سياق موضوع “حوار يحاول ان يكون موضوعيا”
واليوم انقل الموضوع التالي دون تغيير منقولا من النت:
الأكراد ودورهم في حضارة الجزيرة 1/3
حمزة احمد*
أطلق اسم “الجزيرة” على المنطقة الممتدة بين نهري “دجلة والفرات” او بلاد مابين النهرين او “ميزوبوتاميا” ويعتبر بعض العلماء ان وادي الفرات – بما في ذلك الأراضي الممتدة على ضفته اليمنى في الغرب والجنوب- جزءا من “الجزيرة” ومن أهم المدن في “الجزيرة ” حسب البلاذري في كتابه (أخبار الفتوح) هي:
جسر منج- عين الوردة- – راس العين – قرقيسيا – – سنجار – الرقة – بالس – الرها – حران – سميساط – اسكيفا-آمد- ميافارقين – حصن كفر توثا- – نصبين- طور عابدين- حصن ماردين – دارا – قردي- بازبد – الزوزان – تل موزن- ارزن –بدليس – خلاط- -باجذى..
وقسم من هذه المدن يقع في تركيا ماعدا “سنجار” فانه يقع في العراق. فـ”الرها” اوديسا او اورفا الحالية، و”حران” و”سروج” تقع كلها الى الشمال من “الرقة” بالقرب من الحدود السورية – التركية اما “سميساط” فتقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات و”اسكيفا” تقع شمال “نصيبين” وعرفت فيما بعد بـ “حصن كيفا” – و”آمد ” على نهر دجلة؛ شمالي “رأس العين” و”ميافارقين” على الضفة اليسرى لنهر دجلة الاعلى، و”حصن كفر توثا” على احد فروع الخابور؛ بالقرب من الحدود السورية – التركية والى الشمال الشرقي من “رأس العين وطور عابدين شمالي نصيبين وماردين شمال قرية الدرباسية وهي الان بلدة كبيرة وليست قرية حاليا ودارا- على الحدود السورية 0التركية شمالي عامودا وتل موزن شمال غرب رأس العين” و”ارزن ” بالقرب من “آمد” على الدجلة اما “قردي” فهي “جزيرة بوطان” – على الحدود السورية – التركية – العراقية- عند نهر دجلة. وممن اهتم بـ”الجزيرة” من العلماء في القرن الثالث الهجري (ابن خردذابة )– و(قدامة بن جعفر) و(ابن الفقيه). اما في القرن الرابع الهجري –( المقدسي) – و(ابن حوقل) و(الاصطخري). ومما ذكر ان أكثر ميرة العراق من “الجزيرة”. أما مدن الخابور فهي “عربان- وهي القصبة – الحصين – الشمسينية – ميكسين – سكير العباس – تنانير – .
كانت “الجزيرة” غنية؛ ومنذ أقدم العصور التاريخية، فكان خراج “الجزيرة” في العهد الاسلامي (9715800) درهم. تسعة ملايين و715 ألف وثمانمائة درهم .
وحاول العديد من الخبراء الغربيين إنقاذ آثار “الجزيرة” بعد إنشاء “سد الطبقة” وتشكل بحيرة الأسد قبل ان يتم غمرها بالماء، ولا تقل عن 30 مركزا اثريا 0 وعلى ضفة البليخ الشرقية التلال التالية – تل اقشل – تل حمام – – تل المنبطح – تل سوان – تل زيدان – تل اسود. وعلى الضفة الغربية – تل ابيض- تل جذلة- تل سهلان – تل دامر – تل السمن – تل جردة – وعند المنابع تقع – عين العروس – تل عين عيسى – وان المدن هذه لا تحمل الأسماء القديمة ،وبقيت فقط ثلاثة مدن بأسمائها القديمة هي الرقة – رأس العين – جرابلس – ومن تلك المدن والمواقع قد غدت خرائب لكنها تحتفظ بأسمائها الأولى، كقلعة جعبر، وقلعة نجم، وزلبية، ونصيبين، ومدن أخرى انطوى ذكرها، وتغيرت أسماؤها، وهي الرحبة – صفين- قرقيسيا – الرافقة- بالس – عربان – وبحيرة المنخرق وال بني سيار. وهناك ما هي مجهولة؛ لايمكن التعرف عليها إلا بعد دراسة وتحقيق. وهي: الدالية- الرقة المحترقة- عربان – سكير العباس – ماكسين- – الشمسانية – التنانير – السكينية – الحصين – الجحشية- -طلبان – العبيدية – الحريش – باجروان – باجدي –تل محرم –حصن مسلمة –باجرمي – برقعيد – الخانوقة 1.
استوطن الإنسان ارض الجزيرة منذ أقدم العصور وهي تحتفظ في أعماقها بأسرار من سكنها، وعاش على سطحها من الشعوب والأمم. ولو استنطقت آثارها الدفينة لتكلمت الكثير عن تلك الجماعات البشرية، وعن أديانها، ومعتقداتها، وثقافتها، وفنونها، وأساطيرها، وأساليبها المعاشية، وأحوالها الاجتماعية.
لكن هذه الثروة ما تزال في جوف الأرض، ولم يكشف إلا عن القليل جدا. ولم تجر تنقيبات منظمة متتالية، بل جرى البحث في أمكنة قليلة، وضمن نطاق ضيق؛ بالرغم من ان “الجزيرة” تمتلك 1600 موقعا اثريا، او تلا 2 1(لحوليات الأثرية المجلد 19لعام 1965 ج1 0ج2 ص 49-72 عبد القادر ريحاوي). 2- (الجزيرة السورية اسكندر داوود ص136)0
سكان الجزيرة القدامى
1. السوبارتيون
من أهم الشعوب وأقدمها في المنطقة؛ الشعب السوباري، وسميت البلاد التي عاش فيها ( سوبارتو ) وهو شعب عامل ونشيط // 1//
ويقول الدكتور نعيم فرح – ان أقدم الذين سكنوا الشمال من بلاد ما بين النهرين؛ هم السوباريون أو الشوبارتيون. وسميت تلك المنطقة بلاد شوبارتو او سوبار.
ويعتقد بعض المؤرخين ان السوباريين ينتمون الى نفس الأصل الذي ينتمي إليه السومريون، وينتمون إليه بالقرابة -او على الاقل- كان السومريون يعيشون في الشمال مع السوباريين قبل ارتحالهم الى الجنوب واستقرارهم هناك //2//
وقد اختلطت القبائل الآشورية مع السوباريين وغيرهم من القبائل المتواجدة هناك؛ مع الشعوب الأسيوية والآرية، وتشكل الشعب الآشوري الذي يتكلم الآشورية التي استوعبت كلمات من مختلف اللغات الأخرى؛ السوبارية والسومرية والأكادية وغيرها //3//
ويقول (حازم هاجاني) لا يمكن وضع حدود دقيقة لمنطقة سوبارتو، نظرا لتغيرها الدائم، تبعا لتغير الظروف السياسية والعسكرية، ولكنها في كل الأحوال، كانت محصورة بين جبال زاغروس من جهة الشرق، ونهر الخابور من جهة الغرب، ولذلك كانت سوبارتو تطلق على المنطقة الأشورية، والأشوريين هم الذين استوطنوا هذه المنطقة في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد؛ عندما قصدت قبائل سامية من الجنوب الغربي الى الشمال، وتوغلت في منطقة ما بين النهرين، واستقرت هذه المجموعة في جنوب كردستان؛ في البقعة الممتدة على طول ضفة نهر الدجلة اليمني؛ بين “الموصل” و”شرقاط” وكانت هذه المنطقة تعرف باسم سوبارتو. وأسست هذه الجماعات -فيما بعد- مدينة آشور .وهذا يعني ان بلاد سوبارتو كانت تمتد جنوبا الى “شرقاط” حدود بابل الشمالية //4//
ومن هذا نستنتج ان السوباريين هم أقدم وجودا في المنطقة. ومما يؤكد السيد( طاهر الباقر) عندما قال: وجد اسم آخر لموطن الآشوريين؛ يرجح ان يكون الاسم الأقدم من بلاد الاشور، هو: “سوبارتو”..” شوبارتو” او “سوبر” نسبة الى القوم الذين كانوا يسكنون هذه المنطقة منذ ابعد العصور التاريخية؛ قبل مجيء الآشوريين الساميين إليه. والمرجح ان الآشوريين قضوا على جماعات من اولئك السوباريين، وأزاحوا جماعات أخرى منهم الى سفوح الجبال، والمناطق الجبلية المجاورة، واندمج من بقي منهم مع الآشوريين، وكان موطن السوباريين يشمل كذاك ،الاجزاء الشرقية ،والشمالية، من دجلة.
لاشك فيه ان الآشوريين تأثروا بهؤلاء السوباريين في النواحي اللغوية والدينية. حتى ان بعض الآلهة السوبارية بقيت تعبد لدى الآشوريين. ومن المؤكد ان الآشوريين لم يتمكنوا من اجتثاث السوباريين من موطنهم الأصلي، وتجلى ذلك في رفدهم للأصول الكردية، حيث أنهم كانوا من القبائل الرئيسية التي تكون منها الأمة الكوردية، ويذكر أنور المائي بان أقدم عشيرة كردية بادينانية هي: عشيرة الزيبار التي هي أعقاب السوباريين الزوباريين 5. وقد وردت منطقة سوبارتو في النصوص المسمارية المختلفة بصيغ عديدة – سوبارتو –سوبا ر – سوبير – زوبار –شوبارتو- شوبور- الخ وتشمل المناطق الجبلية العالية التي ظهر اسمها في أقدم صيغة جغرافية سومرية، بشكل سوبير وجاء اسم بلاد سوبارتو بصيغة شوبارتيم في نص يرجع الى زمن نارام سن الذي حكم مابين 2291- 2255ق0م. وظل المصطلح يستعمل في العصر الأكادي بمعناه الواسع، وشمل جميع المناطق التي تقع شمال بلاد مابين النهرين، منها: مناطق اللولو والكوتيين. واتسعت سوبار -كما ظهرت في النصوص المسمارية- على شكل سوبارتو، لان تو كانت تضاف من قبل السومريين كنهاية الى كلمات الجهات الجغرافية، وقد وردت في النصوص القديمة subari-zuba-ri بأنه القسم الشمالي لسوريا؛ المحاذي لميتان 6 . ومن الآثار التي ذكرت اسم سوبارتو، لوحات جغرافية قديمة جدا، وجدت في مكتبة الملك الاشوري: (اشور بانيبال). وترجع في الاصل الى العهد البابلي، ويستدل منها على ان العالم كان يقسم الى أربعة انقسام :
1- شومر واكاد في الجنوب الشرقي . 2- عيلام في الشمال الشرقي. 3- عمورو اوبلاد العموريين في الجنوب الغربي. 4- سوبارتو اوبلاد السوباريين في الشمال الغربي.
وعلى هذاالتقسيم تكون “الجزيرة” جزءا من بلاد السوباريين 7 . وعند الحديث عن البلاد التي افتتحها (سرجون الأكادي) الكبير؛ يشير نص مسماري الى حدود الأقطار، وفيه ان أقاليم سوبارتو كانت تمتد من عيلام -أي غرب بلاد ايران الحالية- حتى جبال الأرز، وهي اليوم جبال الأمانوس. وفي بعض النصوص الأكادية، ان سوبارتو كانت تضم القسم الغربي من إيران والجزيرة الوسطى والعليا، وسوريا؛ حتى حدود فلسطين. وكان يدخل في حدودها جانب من أرمينيا، والأناضول.
ويؤكد علماء التاريخ والأجناس البشرية، ان بلاد سوبارتو هذه، سكنها – منذ أقدم الأزمنة التاريخية- عنصر أسيوي له من وحدة العرق واللغة والديانة والفن، ما يميزه عن باقي الجماعات. وقد أزالت الحروب الطويلة هذه المعالم، واختلطت العناصر البشرية مع بعضها، وتقلبت الأحوال السياسية، وان لفظة سوبارتو كان الأكاديون، أول من وضعها، وتداولها.
ولما جاء القرن الثاني قبل الميلاد، تغلب اسم الحورييين على سكان القسم الغربي من تلك البلاد، وسميت لغتهم اللغة الحورية 8 .
وبقول محمد أمين زكي: ان اسم سوباري فيما مضى -أي في عهد الاكادبيين – كان تعبيرا جغرافيا، تدل على بلاد واسعة جدا، تمتد من الشمال الغربي في بلاد عيلام الى جبال الامانوس.
ثم أصبح الاسم علما لعشائر كبيرة في كردستان، وكان قسم من السوباريين يقطنون بلاد مابين النهرين وسوريا والاناضول ايضا. ولا يستبعد المستشرقون: ان الميتالنيين، هم: فرع من السوباريين، والفرع الموجود مابين النهرين، الهوريين، كانوا معروفين أنهم سوباريين.
ويقول سدني سميث ان أعالي القسم الغربي لدجلة من السوباريين، كانوا معروفين باسم “الهوريين” “الحوريين ” 9
العلاقة بين السوباريين والحوريين
يقول بعض المؤرخين ان الشعب الميتاني هو فرع من السوباريين، ويظهر أن فرع مابين النهرين “الهوريين” كانوا معروفين باسم “سوباروا” وأهالي القسم الغربي لنهر دجلة من السوباريين كانوا معروفين باسم ” الهوريين ” “الحوريين” 10.
ويقول محمد أمين زكي : الميتانيون تفرعوا من الكاسيين ومن منظومة السوباريين 12.
العلاقة بين السوباريين والحثيين.
أقام السوبارتيون حضارة مزدهرة لعدة قرون . وان الآثار المكتشفة في تل حلف وفي جبلة البيضا؛ دليل على تلك الحضارة ذات الخصائص المستقلة في شمال بلاد مابين النهرين 13.
وفي عهدهم ازدهرت الزراعة، ونشطت التجارة، واشتهرت مدنهم. وفي هذا الوقت انحدرت قبائل جديدة من الشمال الغربي- ولم تكن لها صلة بتلك البلاد- فاستقرت مع الأيام؛ فوق هضبة آسيا الصغرى، في “خاطي” وعرفت الدولة بالدولة الحثية، وشكلوا جيشا قويا ساعدهم في الاستيلاء على مناطق واسعة، ومنها: حلب ومنطقتها.
وفي عام 1870 ق0م ساروا نحو الجنوب ووصلوا الى بابل لكنهم لم يستطيعوا البقاء هناك لفترة طويلة، ولم تخل حروبهم من قتلى وتدمير وحرق13
العلاقة بين السوباريين والاكاديين
تعرضت بلاد سوبارتو لهجمات الأكاديين في زمن سرجون الاكادي؛ الذي حكم حوالي عام 2371-2316ق0م وتمكن هذا الملك من أن يؤسس دولة مترامية الأطراف، ويعتبر المؤسس الحقيقي للدولة الأكادية في سومر، وبلاد بابل، وتوسع في معظم مناطق الشرق الأدنى القديم، ونسبت إليه إمبراطورية كبيرة واسعة ، بحيث شملت آسيا الصغرى أيضا، وتمكن من العبور في بلاد سوبارتو، وبهذا يقول سدني سميث : ” بان السومريين الذين كانوا حكام المدن الكبرى في الجنوب، وجنوب بلاد مابين النهرين، قاموا باحتلال جزء -أو جميع – بلاد سوبارتو عدة مرات. وتؤكد بعض النصوص عن نارام سن الأكادي 2291-2255ق0م، أنه تغلغل في الشمال الشرقي، واستطاع -ولو لفترة قصيرة- أن يخضع القبائل الجبلية الساكنة في الجبال الكردية واقام منحوتة كبيرة نحت على الصخر في أعالي الجبال ما تزال موجودة قي سلسلة قرداغ في كردستان العراق، على الرغم من التلف الذي اصب المنحوتة، وعثر له على مسلة في منطقة دياربكر، وكانت سياسة نارام سن التي اتبعها ،السبب الأول في سقوط الاكاديين. وكانت نهاية هذه السلالة على يد سكان بلاد سوبارتو والكوتيين حوالي 2250-2120 ق-م 14.
العلاقة بين الاشوريين وسوبارتو
عبر الملك الآشوري توكولتي – نينورتا الأول، منطقة السوبارتو الممتدة جنوب بلاد الميتانيين على ضفاف الفرات اليسرى، وتمركز على الفرات وأحس الملك الحثي بالخطر، فأرسل قواته لنجدة الحوريين في اعوام12600- 1240ق0م. أراد هذا الملك ان يتخلص من هذه القوة ليعاود محاربة المصريين والحثيين، فحارب الكوتيين، ثم توجه لمحاربة السوبار شمال شرقي بلاده 15 . وتمكن الملك الأشوري تيجلات بيلاسر الاول في عام 1110 –1100 ق0م، من محاصرة مدينة فريش، المدينة السوبارتية الشهيرة، وقد دافع عنها السوبارتيون دفاعا مشرفا، وساعدهم في حروبهم الموشكيون، والكارتيون،.وفي عهد الحكومات الآشورية، اخذ يتلاشى اسم السوباريين شيئا فشيئا، وحل محله اسم “نايري” الذي، اقلقوا بال الآشوريين واضعفوا قواهم فيما بعد 16.
سوبارتو والكرد
يقول سدني سميث “: ” ان ما حصلنا عليه من معلومات عن كردستان حتى الآن، تدلنا -مما لاشك فيه- انه كان في العهود القديمة منطقة تحدها من الشمال بحيرة “وان ” وغربها وادي الخابور، وشرقها كركوك، وجنوبها بلاد بابل، وكان يحتل هذه المنطقة قوم يسمى ” شوباري” ويرى (درايفر) في بحث له بعنوان: (الاسم وارتباطاته) انه من المرجح ان أقدم ذكر للشعب الكوردي قد عثر عليه في الألواح الطينية السومرية المكتشفة التي يرجع تاريخها الى الألف الثلث قبل الميلاد، والتي وردت فيها عبارة “ارض كاردا ” او كاردا ” ارض كاردا كانت تحاذى ارض شعب سو” الذي كان يقيم الى الجنوب من بحيرة “وان” والذي كان له صلات على مايبدو بالكورتيين الذين كانوا يقطنون الجبال الممتدة الى الغرب من نفس البحيرة، والذين حاربوا تيغلات بلاسر الاول 1115-1077ق0م. ويؤكد مينورسكي -مستندا الى الأسماء الجغرافية- ان القبائل الكردية والكرتية قد توسعت من بحيرة أورمية حتى بوهتان “بوتان” وأسست – في القرن الرابع قبل الميلاد- إمارة هي: إمارة “مهكرت”. ويذكر البدليسي قلعة باسم “قلعة سو” ويذكر نص مسماري خلفه الملك شوسين فيه ” ايرننا حاكم سكان منطقة سو وأراضي كردا، وتذكر الكتب الإسلامية في الطبري وابن الأثير، جزيرة بوتان باسم كردا 0 قردا – بقردا –ولها العديد من القرى منها “هشتيان”. وان منطقة “وان” و”بوهتان” من مناطق الأكراد 17. لما رست سفينة سيدنا نوح عليه السلام نزل منها ثمانون إنسان، وبنوا قرية سميت بالثمانين، وبالكردية هشتيان
الحضارة السوبارتية :
يقول فون اوبنهايم ” اذا كان لا يستطاع الجزم فيما إذا كانت بلاد سوبارتو المتسعة الأرجاء، تؤلف وحدة سياسية تامة، فمن الثابت أنها كانت مهدا لمدنية ذات طابع خاص، وكان لها – آنذاك – من الأهمية والخطر ما كان للحضارات القديمة التي نشأت في بابل ومصر، وان الآثار المكتشفة في “تل حلف” وفي “جبلة البيضا” دليل واضح على تلك الحضارة ذات الخصائص المستقلة في شمال مابين النهرين. وكانت هناك علاقة وثيقة بين شمال مابين النهرين وجنوبها، جعلت كل منهما متأثرة بالأخرى. كما ان هناك تبادل اقتصادي، ثم تبادل ثقافي أيضا، ومما يؤكد ان الأقاليم التي أطلقت عليها النصوص البابلية اسم سوبارتو، قامت فيها حضارة ” سوبارتية ” خالصة؛ استمدت خصائصها ومميزاتها من عبقريتها الذاتية 18 .
وظل السوبارتيون قرونا يعملون، ويبنون، فازدهرت في عهدهم الزراعة، واتسعت تجارتهم، وازدهرت مدنهم، وكانت تجارتهم نشطة بين سوبارتو والاقطار المجاورة، فكانوا يتاجرون مع أرمينية ، آسيا الصغرى، سوريا، وهناك ما يثبت ان التجارة كانت تقوم على نظام محكم، فوجدت لوحات لها صفة المراسلات التجارية، وتشبه ما هو موجود في وقتنا، وكان يتبادلها تجار مقيمون في بلاد آشور وعملاء لهم في أقطار أخرى. وما كانت حوالات صادرة من بعض المصارف على مؤسسات تجارية، وكان من السلع المصدرة من الشمال الى الجنوب – النحاس – القصدير – وأنواع من الأقمشة والثياب والجلود والزيوت. وكانت قوافل الدواب أو العربات تجتاز جبال طوروس، فتصل الى سروج – تل حلف – وجنوبي سنجار، ثم تتجه شرقا الى بلاد آشور. وكانوا يستخدمون النقل النهري، وكانت الأموال المرسلة من الشمال تحمل على مراكب عبر مياه نهر دجلة والفرات، ومنها ما كان يشحن من “تل حلف” بالذات فقد اكتشف فون اوبنهايم هناك فرضة، أي مرفأ نهري، ومنه كانت المراكب تنحدر في الخابور، ثم الفرات ،وتبلغ أخيرا بلاد بابل 19 .
اللغة السوبارتية
كان سكان زاغروس وكردستان منذ القديم، تلك الشعوب التي كانت تسمى الشعوب الجبلية، مثل الكوتيين – الكاسيين 0 الكردوخين – السوباريين – اللولو يين – وغيرهم. وعلى الغالب يكون هؤلاء أصل الشهب الكردي، وهناك تشابهات كثيرة بين لغات هؤلاء الأقوام. ويقول سدني سميث : ” ولم تكن هناك أي علاقة بين لغة هؤلاء الأقوام، والسامية أي انه لم تكن هناك علاقة بين لغة سوبارتو واللغة السامية، ويظن العلماء الألمان، ان لغة السوبارتيين هذه من صنف مجموعة اللغات القوقاسية، ويؤيدها المستشرق السوفيتي “مار ” إذ يقول: ان الكرد هم شعب أصيل لا ينتمي الى الشعوب الهندو أوربي المهاجر الى المنطقة. وهم أقرباء الكردوخ وإنهم استعاضوا عن لغتهم الأصلية بلغة جديدة إذ احلوا العنصر الأوربي محل العنصر الحالي “القوقاسي” 20 .
الديانة السوبارتية
كان السوبارتيون يعتقدون بوجود حياة أخرى بعد الموت، وبذلك الاعتقاد كرم القدماء الموتى بوضع أشياء الميت معه في القبر، من سلاح ومؤون، وكل ما يمكن ان يحتاج إليه. وتذكر الموسوعة بان رالف سوليكي عالم الآثار الأمريكي عندما اكتشف قبرا في كهف شانيدار عام 1951 في كردستان العراق؛ كان بقرب احد الموتى، قد وضعت أشياء كان يحتاجها الميت في حياته، أسلحة من صوان منحوتة، وغير منحوتة، بعض المؤون، وكذلك وجد في القبر لقاح إزهار متحجرة، فأجرى عليها فحوصات مخبرية، أوضحت سرها. كانت دليلا على ممارسة دينية قديمة ترجع الى حوالي 45 ألف عام ق م. ما اكتشفه سوليكي كان من الآثار القديمة المتواجدة على ارض كردستان، وكان هذا الجزء يسمى سوبارو، وهذه الفترة قبل مجيء إبراهيم الخليل عليه السلام، وديانته التوحيدية، وتاريخ النبي إبراهيم حسب بعض المؤرخين هو عام 1900 /1850 ق م. وهي فترة من أور الى حران الى فلسطين. وكان إنسان هذا العصر يركز على عبادة الشمس، وكانت عبادة الشمس من العادات السائدة لشعوب شرق الاوسط /مصر / وظلت هذه العبادة حية في نفوس بعض الطوائف، وكذلك عبد الإنسان النار، ويعتبرها ظاهرة خارقة، وكذلك عبادة الآلهة المتعددة او المشتركة، مثل اجتماع اله اكادى مع اله سوباري ( تيشاك – تيشوب ) وهو بورباش الكاشي وحدد الاشورى وكان اله شاوسكا السوباري قد عادل عشتار السومري/ 21/
المدن السوبارتية
كانت مدينة شريش من المدن السوبارية الشهيرة، وقد دافع عنها السوبارتيون دفاعا مستميتا عندما حاصرها الملك تيجلات بلاسر الاول الملك الاشورى، وكفري، وخورماتو، من الاسماء السوبارية والقديمة التي بقيت الى الآن. ويقول هوتسفليد ان أصل كلمة كرخي هي السوبارتية، ويقول المؤرخ الكردي عبد الرقيب يوسف، بان مدينة آمد دياربكر كانت موجودة في عهد السوباري 22
الـــــــــتـعــلــيــم
كشف المنقبون عن الآثار في زيبار على أنقاض مدرسة لتعليم الأطفال، وتعود الى أربعة الالف سنة، ووجد فيه قرميدات عليه دروس للأطفال والأحداث في الحساب والهجاء وجداول الضرب ومعجمات ونحوه..ا كما اكتشفوا الكتب الكثيرة، وكانت الرسائل عبارة عن صكوك وقيود ومسائل رياضية، وأرصاد فلكية ونحوها.. ونصوص تاريخية.
وعثر العلماء على بعض الأدعية الدينية، وتظهر تلك الوثائق ان للمرأة مكانة محترمة لدى المجتمع السوباري. وكانت حرة ومستقلة، آو على الأقل، كان لها الحرية واستقلال في قضايا كثيرة. كما دلت بعض الآثار على ان النسوة أو بعضها يعملن في الأعمال الكتابية في الدواوين 23 /
المراجع:
1- الجزيرة السوريةبين الماضي والحاضر اسكندر داود ص 119
2- معالم حضارات العالم القديم الدكتور نعيم فرح دارالفكر ص 198
3- === = = = = = = = = = = تفس المصدر السابق
4- مقال للسيد حازم هاجاني في مجلة متين عدد 67 ص 103
5- = = = = = = = = = = = = = = نفس المصدر السابق
6- = = = = = = = = = = = = = = نفس المصدر السابق
7- الجزيرة السورية بين الماضي والحاضر اسكندر داود 120
8- = = = = = = = = = = = = = = نفس المصدر الساليق
9- خلاصة تاريخ الكرد وكردستان محمد امين زكي ص 100
10- = = = = = = = = = = = = = = نفس المصدر السابق
11- تاريخ الدول والامارات الكردية في العهد الاسلامي محمد امين زكي ص 12
12- الجزيرة السورية اسكندر داود ص 122
13- = = = = = = = = = = = ==== ==نفس المصدر السابق
14- مقال للسيد حازم متين عد 67 ص 103
15- الخطوط الكبرى في تاريخ سوريا اسد الاشقر ص 186
16- محمد امين زكي خلاصة تاريخ ص100
17- مقال السيد حازم متين ع 67 ص 103
18- الجزيرة السورية اسكندر ص 122
19- = = = = = = = = = ==نفس المصدر السابق
20- مقال للسيد حازم متين 67 ص
21- = = = = = نفس المصدر السابق
22- = = = = = = نفس المصدر السابق
23- العرب قبل الاسلام جرجي زيدان ص 67
1- الميانيون – الحوريون
2. انتشرالحوريون – ميتانيون من منطقة بحيرة “وان ” بعد ان ازدادت اعدادهم الى بلاد الرافدين وكان السوبارتيون سكان تلك المنطقة ويعتقد بعض العلماء انهم فرع من الكاسيين وقسم اخر يقول بانهم فرع من شعب سوبارو – سوبارتو حتى ان المنطقة سميت باسم سوبارتو وذلك منذ الالف الثالثة قبل الميلاد واستقروا في منطقة مابين جبال زاغروس ومنابع الفرات أي شمال بلاد مابين النهرين وشمال سوريا وسميت هذه الاقوام بالحوريين 1 واستقروا في الفخيرية قرب رأس العين وكانوا احدى اكبر القوى في ذلك الوقت كالمصرين – الكاسيين –الحثيين – الحوريين – الميانيين من الاقوام الاسيوية وظهروا في المنطقة التي كانت تسمى في السابق ” سوبارتو ” ” سوبارو” ويعود ذلك الى الالف الثالث قبل الميلاد وتوزع الحوريون ومنذ منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في جميع انحاء سوريا وشمال مابين النهرين وجبال زاعروس وسمى المصريون منذ الاسرة الثامنة عشرة تلك البقاع باسم بلاد الحوريين كما اعتبروا الهكسوس من الحوريين 2 ويمكن القول ان المنطقة قد خضعت للشعوب الجبلية والتي لم يحدد لها تاريخ ثابت انما نزحت الى بلاد مابين النهرين والقسم الاعظم من بلاد الشام – الهلال الخصيب وكان من اشهر هذه الشعوب “الكاشيون” في اواسط البلاد مابين النهرين والحوريون – الميتانيون في شمال غرب بلاد مابين النهرين وغيرهم كالحثيين والهكسوس 3 أي من ارمينيا حتى فلسطين ومن غرب ايران حتى المتوسط في الالف الثاني قبل الميلاد 4 قوة الحوريين : بلغ الحوريون –الميتانيون- اوج قوتهم في القرن السادس عشر قبل الميلاد وبالرغم
من ذلك انقسمت دولتهم الى مملكتين : 1- مملكة الحوريين : تقع عاصمتها في مكان مدينة “اورفا”الرها” الحالية وامتدت سلطتها من جبال زاغروس وشمال بلاد مابين النهرين حتى نهر الخابور تقريبا ومن اشهر مدن هذه المملكة “نوزى” كركوك” الحالية وكانت عاصمة لها وتعتبر “رزينا” رأس العين حاليا من مدنها المشهورة وكذاك الموصل وجرابلس وقد وجد في كركوك رقم كثيرة مكتوبة بالاسفينية وتعتبر ذات اهمية كبيرة جدا لانها تعطي فكرة واضحة عن تاريخ الحوريين وحضارتهم 0 2- مملكة ميتاني: هي تسمية للعائلة المالكة وامتد نفوذ هذه المملكة من الخابور والفرات ثم توسعت مملكتهم نحو الشرق ونحو الغرب وسميت عاصمة المملكة ” واشوكاني ” بالقرب من رأس العين وتسرب الحوريون الى الساحل السوري وسيطروا زمنا على اوغاريت ووصلوا الى سوريا الوسطى مسيطروا على ثطنة تل المشرفة قرب حمص كما وصلوا الى فلسطين حيث عثر العلماء على رقم خاصة فيها اسماء حورية وميتانية كثيرة واشتركوا مع الهكسوس في الهجوم على مصر كما مدوا نفوذه سلميا 0 والميتانيون هم الحوريون الغربيون وشكل الميتانيون – الحوريون في ذلك الوقت قوة كبيرة وكانوااحدى الحكومات الاربع ” حثيون- مصريون – كاردونياش – ميتانيون حوريون وازداد الوجود الحوري – الميتاني في المناطق الزراعية وظهر التأثير الحوري – الميتاني جليا في حضارة ماري كما ظهر الوجود الحوري – الميتاني في شمال الرافدين وبلاد اشور في بداية القرن السابع عشر ودفعوا بالكاشيين نحو بابل كما كانوا سببا في دفع الهكسوس الى مصر ولاقى الحوريون – الميتانيون مصاعب كثير اثناء مد نفوذهم اكثر من الكاسيين والحثيين ويعود الفضل في توسعهم الى حكامهم الذين كانوا يسمون ” بالمارياش ” وكان مقاتليهم يركبون العربات بالاضافة الى الفرسان وراكبي الخيول كما اهتم الحوريون – الميتانيون بتربية الخيول وكتب شخص حوري اسمه كيكولي حول تربية الخيوال وتأقلمها وجميع اسماء الملوك الحوريين – الميتانيين – هندية الاصل كما استخدموا تعابير فنية تحوي الفاظا هندية ودلت الوثائق المكتشفة على وجود بلدان ودويلات حورية – ميتانية متهددة وتوجد صعوبة في التمييز بين مفهوم الملك الحوري ومفهوم الملك الميتاني “5” 0 فكلمة الميتانيين كانت تطلق في القرن الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد على دولة واسعة الاطراف تمتدمن جبال زاغروس الى المتوسط ومن بحيرة وان حتى اشور وارشا وكذلك شباط انليل العاصمة ورفعت الدولة الميتانية الشعب الحوري واللغة والديانة الى القمة 6ولم يخضع الميتانيون0 الحوريون لسيطرة المصريين وكان الحوريون – الميتانيون يؤلفون جزءا كبيرا من مجموعة الشعوب المسماة الهكسوس فقد كانوا اكثرية سكان البلاد غير ان امراء هم وارستقراطيتهم كانوا من الشعوب الهندو اوربية ويظهر هذا في اسمائهم واسماء الهتهم وازداد انتشار الحوريين -الميتانيين في البلاد وسماهم المصريون ” كنعان”خورو” او “حورو” ووردت اسماء الحوريين – الميتانيين في اسفار العهد القديم وهم ليسوا قبيلة لاشأن لها بل كانت لهم مكانة كبيرة وظل الميتانيون – الحوريون- محافظين على استقلالهم في عهود كل من احمس وحتى تحوتمس الثالث 7 عثر المنقبون على وثائق مكتوبة في كل من نوزي في مقاطعة ارابخا ” والالخ – التابعة لمقاطعة “موكيش” قد ذيلها الملك شاوشتار وبخااتمه الخاص وبخاتم سلفه شوتارنا الاول وتدل على ان المملكة الميتانية كانت مركزا لدولة الحوريين – الميتانيين في شمال بلاد مابين النهرين وضموا بقية الدويلات الى نفوذهم في الشرق والغرب وسيطروا على كل المنطقة التي كانت تحت نفوذ الاشوريين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وتم العثور على رقيم من عهد الملك شوشتار 1465- 1430 ق0م الى امير نوزي بالقرب من كركوك ولهجة الخطاب تدل ان الاوامر قد صدرت من الملك شوشتار الى الامير وتظهر ان الامير تابع لمرسل الكتاب 8
………….
* المرحوم الأستاذ حمزة أحمد مدرس التاريخ في مدارس ال” قامشلي” في الجزيرة السورية
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
الفيروز
الفيروز
بــاحثــة
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 3975
#7
01-10-2010, 03:36 AM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
صديقي العزيز اصبت واجدت العرض
شكرا لافادتك والمعلومات االتاريخية
اردت سيدي ان استسمحك في سؤال يؤخص شعوبي البوسنة والهرسك ومدى علاقتهم بالشعب الكردي ؟ لان كان لي اصدقاء بوسنيين يتكلمون والله اعلم اللغة الكردية
شكرا جزيلا لك
فخورة بك سيدي
احبك يا وطني
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#8
01-10-2010, 10:36 AM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
المشاركة الأصلية بواسطة الفيروز مشاهدة المشاركة
صديقي العزيز اصبت واجدت العرض
شكرا لافادتك والمعلومات االتاريخية
اردت سيدي ان استسمحك في سؤال يؤخص شعوبي البوسنة والهرسك ومدى علاقتهم بالشعب الكردي ؟ لان كان لي اصدقاء بوسنيين يتكلمون والله اعلم اللغة الكردية
شكرا جزيلا لك
فخورة بك سيدي
صديقتي، ولا اضيف توصيفا قد لا ينال مقامك العزيز هنا
في البدء دعيني ارحب بمقدم كنت أنتظره
أما بخصوص السؤال عن الصلة بين الكورد وسكان ا لبوسنة والهرسك فلست مجانبة الصواب..
فالبوسنة والهرسك من نتاج الدولة العثمانية المعروفة بكونها -الخلافة الإسلامية -حينها
وكان الكورد والترك والعرب وغيرهم من الشعوب الاسلامية متفاعلة مع هذه الخلافة ولكن الكورد والترك في هذه البقعة كانوا الأكثر عددا وتداخلا قبل ان تاتي الطورانية التركية فتفرق بين الشعوب على أساس العرقية ..ولذا لا تستغربي اذا وجد فيها من الكورد عدد -وان كنت لم اطلع على حقيقة التكوين الاثني هناك..ومن اجلك سأفعل ان شاء الله. وليطلع غيرك ايضا…
شكرا جزيلا على تفاعل ينم عن روح الفضول المعرفي والبحث عن الحقائق بجد ومصداقية.
مودة تغمر المكان وما فيه.
اشكر مشاعر طيبة دغدغت روحا انسانية لدي كنت انت منبعها
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#9
01-19-2010, 12:19 AM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
وهذه حلقة اخرى من موضوع”حوار يحاول ان يكون موضوعيا”
وأما مشاعرهم تجاه العرب فقد كانت مغموسة بالروح الإسلامية الفياضة؛ والتي تعتبر العرب حملة الإسلام الأولين، وأصحاب الفضل في نشره، إلى درجة أن عقيدة الشعور بالاحترام للعرب بلغت درجة مبالغا فيها، فانصهر كثير منهم في الإسلام بثوبه العربي-إذا جاز التعبير-. ومن المؤسف أن العروبيين فسروا هذا الشعور بطريقتهم الخاصة، فدمجوا بين العروبة والإسلام بحيث اعتبروا أن كل ما هو عربي إسلامي، وكل ما هو إسلامي عربي، بطريقة انتقائية بعيدة عن القياس المنطقي الصحيح،ولصالح نمط فكري عروبي قوموي عنصري؛ أشار إليه كثير من المنصفين من العرب أنفسهم (11) .
فالعروبة – فعلا- هي الآن قومية، ولها -كمفهوم ثقافي- تقدير لدى المسلمين بشرط أن لا يحوّلها العروبيون إلى ميزة قومية، يتعالون بها على الآخرين كما يفعل التيار العروبي المتطرف(البعثيون بشكل خاص)،و كانت قبل الإسلام مجرد مشاعر قبلية متعصبة ولزمن طويل( عصرالجاهلية) إلى أن جاء الإسلام ليلملم هذه المشاعر، ويصهرها في بوتقة عقيدة كونية؛ كما فعل مع شعوب أخرى تحت شعار كوني هو:
((إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)).
ولكن الفهلوة التي تميز بها العروبيون؛ والذين انفصلوا في تفكيرهم عن الواقع – كما يبدو- أصبحوا ينسجون ما يشاؤون من النظريات والمنظومات الفكرية (الأيديولوجية) ليجعلوا الإشارة إلى الدين الكوني؛ هي إشارة إلى القومية العربية فاعتبروا((الأمة)) هنا؛ هي (الأمة العربية) بدلاً من(الأمة الإسلامية) . وفسروا الآية الكريمة:
(( كنتم خير أمة أخرجت للناس))
على أن المقصود بها هو((الأمة العربية )). والبعض منهم يعكس قول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب(رضي الله عنه): (( لقد اعتز العرب بالإسلام)) إلى القول: لقد اعتز الإسلام بالعرب.
وبدلاً من سريان المعنى الإسلامي الأممي (أو الكوني ) الذي يتجاوز الحواجز القومية والعرقية والقبلية – ودون تجاهل لها، باعتبارها خاصة اجتماعية واقعيا -. فقد أفْرغ هذا المعنى من قبل (( العروبيين)) من مضمونه لصالح مفهوم العروبية المتعصبة، والذي تبناه هؤلاء – وربما بمباركة أو إيحاء من قوى غربية أو(غريبة) – مستفيدة من تكريس هذا الاتجاه في تفسير العلاقة بين الإسلام والعروبة منذ سقوط الدولة الرومانية والفارسية، ومروراً بالمراحل المختلفة للصراع بين الدولة الإسلامية وأعدائها، والذين تجسدوا في الغرب المتعصب دينياً، والذي حاول استباحة الشرق المسلم بحجة حماية (القدس) والمراكز المسيحية المقدسة فيها ،بزعمها،. فيما بات يعرف بـ (( الحروب الصليبية)). وهي تسمية أطلقها الغرب نفسه عليها؛ لاستنهاض المشاعر الدينية المسيحية لدى أبناء قومياته المختلفة. وهي حروب معروفة تاريخيا،ً والمراجع الباحثة فيها كثيرة . ولكن الذي يهمنا – ونحن في سياق الحديث عن الكرد- هو معركة ((حطين)الفاصلة، والتي قادها البطل الإسلامي الكردي ((السلطان صلاح الدين الأيوبي)). والذي يشير إليه العروبيون – كما يشيرون إلى غيره من ذوي الشهرة العسكرية والعلمية من أصول كردية وغير كردية أيضا- على كونهم (عرباً) في أدبياتهم المختلفة، ولهم في ذلك فلسفتهم الخاصة، والتي تتجاهل وقائع التاريخ وحقائق الواقع؛ ودون حرج من هذا النهج المغرق في الذاتية، لخدمة هدف خاص وبإيحاء من غرباء – كما أسلفنا- ولعل الغرب من أهمهم!.
ففي هذه المعركة الحاسمة- حطين- كان التلاحم واقعاً معاشاً بين قوميات عديدة (كردية وعربية وتركية وشركسية وفارسية …..الخ) وعلى رأسه قائد كردي…. ولكن الجميع كانوا يقاتلون تحت راية واحدة هي راية الإسلام. وقبل ذلك كانت القيادة لـ(رجل-ربما- تركي) وتحت الراية نفسها؛ وهو القائد الزاهد ( نور الدين زنكي ). وقبل ذلك كانت القيادة لـ (عرب باسم الخلافة العباسية والأموية و الراشدة . وفيما بعد؛ الدولة الأيوبية، حكم المماليك- وهم غير عرب- واشتهر منهم ( الظاهر بيبرس) الذي قاد معركة عين جالوت وانتصر فيها على المغول. وهكذا فقد كانت الظروف ومكوناتها الواقعية تلعب دورها في قيادة هذا أو ذاك، لكن الجميع كانوا يسعون إلى رفع راية واحدة هي راية الإسلام وتحت عنوان واضح هو :
(( إنما المؤمنون إخوة))
ويزيد الأمر تفصيلا:
(( ولقد جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)).
وفيما عدا ذلك؛ فلا تفاضل بين الشعوب. يقول الرسول(ص):
(( كلكم لآدم وآدم خلق من تراب )).
وظلت هذه التقاليد الإسلامية هي المكونة للثقافة الإسلامية السائدة حتى عصرنا هذا، خارج الممارسة العروبية، فمثلاً ( يتزوج أحد العلماء الأجلاء في دمشق- وهو كردي- من امرأة تركية ، ويتزوج ابنه – وهو عالم جليل أيضا -من امرأة تركية، ثم امرأة عربية ، ويتزوج حفيده امرأة كردية …وهكذا…) فالنسب هنا للإسلام لا للقومية، ، ودون نكران لاستحقاق معنى التمايز القومي في نطاق معنى ((التعارف)) لا معنى ((التفاضل العرقي)).
وإذا شئنا التحقق في تتبع أثر الدين في تجاوز التمايزات هذه – ما عدا تلك التمايزات الطبيعية التي هي في نطاق ما خلقها الله لها- نلاحظ أن الأديان الأخرى (أو الشرائع الأخرى بمعنى أدق) لها النظرة نفسها. كما أن الأفكار الإنسانية عموماً ونخص منها: ( الأممية الماركسية ) في شعار (( يا عمال العالم اتحدوا)) وبغض النظر عن موقفنا من أساليبها في التعامل مع السياسة والاقتصاد والعقائد …الخ فإنها تجاوزت التمايز القومي – نظريا على الأقل – إلى الأفق الإنساني الأممي، ولا ننسى طبعاً أن نذكِّر بأسبقية الإسلام للفهم الماركسي هذا للدعوة إلى الأممية بقرون عديدة ، ولكن بمعنى ونهج مختلف؛ نراها أكثر واقعية إذا صفيت من الشوائب التي أساءت إليه –بغض النظر عن المتسبب فيها.والعروبيون على رأس القائمة في الإساءة إليه – بسبب ما ذكر فيما سلف عن أساليبهم في استثمار الدين لمصلحة الاتجاه القوموي – ويمكن القول مصادرة الدين لمصلحة هذا الاتجاه.
……………………….يتبع
(11) لم يتأخر عدد من الكتاب والساسة العرب في محاولة إنصاف الكرد ودرهم في التاريخ الإسلامي،فضلا عن حقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم،ومن هؤلاء العقيد معمر القذافي،وآخرون.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#10
01-19-2010, 10:39 AM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
واستكمالا لماسبق هذه حلقة أخرى جديدة.
والسؤال الذي يلح علينا في هذا المقام:لماذا نلاحظ اليوم هذه النزعة القومية والتي بذرها الغرب أصلا، وكذلك بعض المنتفعين في الأوساط الاجتماعية المختلفة، وأينعت هذه البذور في ظل رعاية غربية استعمارية عندما توجهت الإرادة الاستعمارية إلى: (12)
1- تفتيت القوى الإسلامية الموحدة عبر تفتيت شخصية الخلافة العثمانية- وبغض النظر عن حالة عدم التوازن بين القوميات المختلفة بسبب طغيان العنصر التركي، وخاصة في الفترة الأخيرة – وذلك بقصد تسهيل التغلغل والسيطرة، مستغلة أمرين أساسيين:
أ- ترهل النظام السياسي في الخلافة العثمانية، ومنعكسا ته على مختلف أداءاته؛ ربما لطول فترة الحكم الذي امتد إلى أربعة قرون، ولم يستطع تجديد ذاته بطاقاتها الطبيعية وفق مستجدات العصر، مما جعل – إضافة إلى الترهل- العنصر التركي يرى تماهيا بين الإسلام كدين وبين التركية كقومية، تماما كما يفعل العروبيون اليوم. ومنهم بعض التيارات التي جعلت من نفسها وصية على البشر باسم الإسلام(وهذا التماهي بين الإسلام وبين القومية الحاكمة في الشرق الأوسط ( العرب والترك والفرس وغيرهم) يدفع باتجاه الاستعلاء من الناحية السيكولوجية والممارسة الحياتية خاصة في المستوى السياسي؛ وهو مخالف تماما لروح الإسلام – كل الناس سواسية كأسنان المشط- حديث شريف).
ب- تناغم هذا المسعى الغربي مع هوى بعض القوميين من غير المسلمين – من العروبيين خاصة- وقد هيأ هذا الواقع الفرصة لأصحاب هذه الأهواء ليصوغوا الموازين لصالحهم على أساس جديد.
2- وكنتيجة للصراعات المستمرة عبر تاريخ طويل لأنظمة الخلافة في الإسلام ، وإثارة النزعة العروبية من قبل بعض المنكفئين على أنفسهم –إضافة إلى غير المسلمين، عروبيون ومدعوا عروبية – والذين لم يستطيعوا إثبات موجود يتهم عبر أداءات متقدمة وعلى مختلف الصعد- ومهما كان السبب- فقد لجؤوا إلى ابتكار مفهوم يتناغم مع السيكولوجية القوموية وهو((الشعوبية)) للدلالة على من لم يقبل الانصهار مع العروبية، والتي حاولوا تغليبها(أي العروبية) على الإسلام بوسائل شتى.(كأن نكهة نظرية معاداة السامية تتبلور هنا).
وبالعودة إلى أحداث التاريخ؛ نجد الدعم الغربي الاستعماري واضحا لهذه الدعوات القومية المفتتة للإسلام، وكذلك الدعوات الدينية لطوائف مختلفة تصب في هذا الاتجاه،والهدف واحد هو:تفتيت الخلافة العثمانية الإسلامية( باعتبارها تمثل الوحدة والقوة الدينية الإسلامية حينذاك). وبطبيعة الحال كانت هذه المساعي تخدم- بشكل مباشر أو غير مباشر-مصالح سياسية واقتصادية معينة إضافة إلى النزعة التبشيرية ذات الهدف المزدوج:
(تسهيل العمل للقيام بالاستعمار من جهة، واستخدام الواقع الاستعماري لدعم النزعة التبشيرية المتكاملة معها من جهة أخرى).
أما الشأن الأخطر، والذي قد يغيب عن انتباه البعض، فهو تغلغل المفاهيم الغربية والتي أنتجها الواقع الموصوف سابقا ضمن المنظومة الفكرية والأخلاقية لسكان الشرق الإسلامي؛ وخاصة الجزء العربي منه؛وبسهولة تدعو إلى الريبة بشأنها، ربما للأسباب التالية:
❶ سيطرة النزعة السكونية في التفكير لدى العروبيين سبب تحميل الإسلام تفسيرا خاطئا – قصدا أو بدون قصد- وانعكس ذلك؛ تعزيزا لهذه النزعة السكونية؛ كان من أسوء آثارها: إيجاد شرخ عميق بين( معنى الإسلام كدين كوني يوحد بين البشر في القيمة البشرية ويجعل معيار الحساب عند الله هو التقوى؛ وبين فهم العروبيين القومي العروبي؛ لدور الإسلام في حياتهم بجعل الإسلام أداة للتمايز والتعالي على البشر) وهذا ما وجه ضربة قاصمة لروح الإسلام السمحة و مضمونه العالمي.
❷ وجود بقايا ملوك وأمراء وعائلات حكمت سابقا…الخ. من الأقوام غير العربية –فرس،روم…- استمرت على أمل استرداد ماضي آبائها وأجدادها، بل وسعت إلى تحقيق أحلامها متجاوزة الأسس الإسلامية للعمل أحيانا . وإن كانت هذه أقل تأثيرا قياسا إلى الأثر السلبي الذي تركته النزعة العروبية في قولبة معنى الإسلام. ولا نستبعد احتمال شعور بالمعاناة -من نوع ما- بالنسبة لبعض العروبيين، كنتيجة لحالة التخلف الحضاري التي كانوا يعيشونها في مرحلة البداوة الصحراوية قبل الإسلام- مرحلة الجاهلية-، مما انكعس شعورا بالتعالي – لا شعوريا – ثم تبلور إلى حالة شعورية فيما بعد، بل وأيديولوجية أيضا . حدث هذا باعتبار أنهم كانوا الحاضن الأول للإسلام – اعتناقا ونشرا وإدارة لمدة ليست قصيرة…- وذلك كنوع من التعويض للشعور بالنقص حيال الحضارات التي كانت تجاورهم- لدى الفرس والرومان وغيرهم- فضلا عن كون هذا الشعور حاجة واضحة في أشعارهم وخطبهم ومختلف أحاديثهم – ربما لاستعادة التوازن النفسي- إذا جاز التعبير.(13) ولا يزال هذا الأسلوب غالبا في حياتهم(أشعار وخطب مثيرة للحماس في كل الظروف، شعارات تكاد تحل محل العمل والأداء ….)
❸ وجود عناصر غير مسلمة – عربية أو غير عربية- ومنها بعض اليهود والمسيحيين وغيرهم؛جعلت همها إضعاف الإسلام لما يخدم مصالحها المتظاهرة بلبوس ديني يشكل ما، وما يتصل بها في إطار البلدان التي يسكنون فيها كنوع من الصراع الداخلي على المصالح، وكانت رغبتهم هذه تتناغم مع مساعي الدعم الخارجي – وخاصة الروم والفرس- هذا الدعم الذي اتخذ حالة صراع دائم عبر التاريخ وبأشكال مختلفة، ولا تزال تأثيراته قائمة، وإن كنا نلاحظ أن توفير الحرية والوعي وممارسة الحقوق والواجبات الديمقراطية تمثل حاضنا عمليا لنمو جديد في كل الاتجاهات نلمس بعض الآثار واقعيا في السنوات الأخيرة!!
…….يتبع
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
قيس النزال
قيس النزال
العمدة**br**ناثر
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 31796
#11
01-23-2010, 11:35 AM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
ابن الجزيره….
لقد حاول البعض أن يجعلوا من القوميه عقيدة ومبدأ بفلسفة الفكر والتلاعب بالفكر…القوميه انتماء اثني ولم تكن يوما عقيده…الغرض من ذلك ضرب الأسلام من الداخل والتفرقه بين المسلمين….وأضعافهم…لاحظ أن غالبية مؤسسي الاحزاب القوميه هم من غير المسلمين…ومن كان منهم بهويته مسلما فهو أصلا ماسوني…
تحيتي
آمنت بالله ايمانا عرفت به ان الزمان على الباغين دوار
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#12
01-23-2010, 05:12 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
المشاركة الأصلية بواسطة قيس النزال مشاهدة المشاركة
ابن الجزيره….
لقد حاول البعض أن يجعلوا من القوميه عقيدة ومبدأ بفلسفة الفكر والتلاعب بالفكر…القوميه انتماء اثني ولم تكن يوما عقيده…الغرض من ذلك ضرب الأسلام من الداخل والتفرقه بين المسلمين….وأضعافهم…لاحظ أن غالبية مؤسسي الاحزاب القوميه هم من غير المسلمين…ومن كان منهم بهويته مسلما فهو أصلا ماسوني…
تحيتي
القومية-العشائرية ..انتماء طبيعي خلق الإنسان عليه،ولا يمكن الغاؤه ،لكنه انتماء يكون ضمن انتماء ارادي اكبر كالعقيدة الدينية او الوطنية او الإنسانية..فكلما زاد حظ الانتماءات الأوسع،تلاشت المؤثرات السلبية في الانتماء الأضيق-القومية -القبلية-الخ.
واعتماد مفهوم المؤامرة في كل شيء يشير الى امرين على الأقل:
– جهل بالحقائق يقينيا
– شعور بالضعف تجاه مصادر المؤامرة..
لذا -وبتقديري- فإن تنمية القيم الأعلى والأسمى -الأوسع- عمليا،لا شعاراتيا..ربما ستكون المناخ الأنسب لنمو أفضل للقيم الأعلى،وتحررا من القيم الأدنى..
والمصداقية في القول والعمل -اضافة الى تحقيق مستوى من التحصيل المعرفي وتمثّل النهج المنطقي-العلمي، في التفكير والسلوك.هي التي ستسهم في نجاح المشاريع الإيجابية.
ومن تجارب شعوب كثيرة يمكن استلهام العمل بالاضافة الى مراحل من التاريخ الإسلامي..شكرا لمرورك
وتحية
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#13
01-24-2010, 05:27 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
استكمالا لما سبق نورد ما يكملها :
❹ استمرار التقاليد الديمقراطية في الغرب والتي ترسخت منذ الثورة الفرنسية ، سهل عليهم:
أ- التعامل المنظم دائما مع الدولة الإسلامية عبر تاريخها الطويل(أساليب التجارة –الدبلوماسية-الحروب- التبشير- الرحلات…الخ-)
ب- الانضباط بقواعد الانتخابات الديمقراطية في اختيار ممثليهم في المؤسسات المختلفة ومنها مؤسسات الحكم- برلمان، مجالس الشيوخ،الرئاسة…الخ إضافة إلى الممارسة الحرة لمختلف الفعاليات الفكرية والعقدية والحياتية بشكل عام. وهو ما لم يتح للمجتمع الشرقي عامة، والعربي خاصة، في أي مرحلة. مما حدا بهم –الشرقيون والعروبيون – إلى اللجوء دوما إلى الانتحال والمبالغة في مدح الذات القومية. ولعل الميول الشعرية المتكئة على ما ذكر من ظروف الحياة القاسية المعاشة ومتعلقاتها النفسية؛ قد ساهمت في تعزيز هذا المنحى لديهم.
ت- هذه التقاليد أتاحت للعناصر المتنورة في الغرب – علماء،ساسة،مصلحون اجتماعيون ودينيون، رحالة، مستكشفون…الخ-أن يستثمروا ما حققته الدولة الإسلامية في بعض مراحل تاريخها-عندما وفرت، لسبب أو آخر، بعض الحرية في كيانها- من تقدم في العلوم والفكر والأدب وغيرها،وخاصة في عهد كل من الرشيد وابنه المأمون – لاحظ أن الحكام/ الوزراء والإداريون / في هذه المرحلة كانوا في الغالب ليسوا عربا-(14)
واستطاع هؤلاء الغربيون أن يضموا إلى ما كان لديهم- قل أو كثر – إرثا غنيا، أنتجه الإسلام بفضل عالمية نزوعه( حيث تفاعلت القوى العرقية المختلفة بثقافاتها الغنية والمتنوعة) لصياغة نمط جديد من الفكر والوعي والسلوك؛ هو مضمون الإسلام كما يرونه ،إرضاء للإله الواحد ((رب العالمين)).
غير أن الحالة العروبية النزاعة إلى الانتحال بسبب السيكولوجية التي أشرنا إليها سابقا؛ كانت تدفع هذه القوة نحو التآكل والتفتت ببطء، ( والبطء هنا، خاصة اجتماعية طبيعية للتغير) كما هو معلوم ما لم تتدخل عوامل مفاجئة،حتى نضجت الظروف، فتداعت الدولة الإسلامية على يد الأتراك –الذين حاولوا المساعدة على يد عدد كبير من خلفائهم الذين ارتضوا الإسلام نهجا- ولكن نمو الغرب في القرون التالية كان لهم بالمرصاد وبكل الوسائل؛ ومنها:.(15)
تشجيع محاولات(قرّ صو) والذي هو – بحسب وصف الدكتور محمد سعيد البوطي، في رسالته المسماة((حقائق عن نشأة القومية )) الصادرة في رجب 1382 عن قسم النشر في لجنة جامعة دمشق برقم(41): ))…الثري الماسوني الكبير …فقد قال له إذ ذاك بالحرف الواحد: (إنني قادم مندوبا عن الجمعية الماسونية لجاء جلالتكم بأن تقبلوا خمسة ملايين ليرة ذهبية هدية لخزينتكم الخاصة، ومئة مليون كقرض لخزينة الدولة بلا فائدة، على أن تسمحوا لنا ببعض الامتيازات في فلسطين) فما هو إلا أن اربد وجه السلطان، والتفت إلى مرافقه الذي دخل بواسطته قائلا:(أفما كنت تعلم ماذا يريد هذا الخنزير؟) ثم نظر إلى قرّصو وصاح في وجهه:اخرج من وجهي يا سافل!…
فخرج من عنده قاصدا إلى إيطاليا، ومن هناك أرسل إلى السلطان عبد الحميد البرقية التالية التي لاتزال صورها محفوظة بالزنكوغراف في كثير من كتب التاريخ التركية:
أنت رفضت عرضنا، ولكن هذا الرفض سيكلفك أنت شخصيا، ويكلف مملكتك كثيرا).
وفي هذه الأثناء قابله زعيم ماسوني آخر،هو((هرتزل،يرافقه الحاخام((موسى ليفي)) ولراح يرجوه في تزلف أن يبيع أراضي فلسطين بالثمن الذي يريد. فقال له السلطان عبد الحميد رحمه الله بالنص:
(إن هذه الأراضي قد امتلكها المسلمون بالدماءـ وهي لا تباع إلا بنفس الثمن)).انتهى
ومنذ دخول اليهود إلى فلسطين بدعم غربي(وعد بلفور) فإن العروبيون، – الحكام خاصة- يستغلون قضية فلسطين، خدمة لمصالحهم السلطوية ،على حساب حياة وكرامة وخبز شعوبهم!!!؟.(حياة شعاراتية خالية من المضمون التطبيقي فعليا).
انظر موقف الزعيم التركي المسلم وقارنه بمواقف كثير من العروبيين!!!
ولعل من المصائب والمحن التي ابتلي بها الفكر الشرقي، والعروبي خاصة، هو:
(سيطرة أفكار ومعتقدات وأساطير…الخ. كونت الأساس لحالة فكرية نفسية؛ لا تزال قائمة حتى هذه اللحظة، مما أفرز خطابا يتعامل – بشكل أكثر- مع المكونات النفسية الدنيا مثل الـ ( غرائز-عواطف- مصالح ضيقة- نزعات قبلية – ردود أفعال…الخ) موفرا بذلك، المناخ، أو الاستعداد لكل ما يرِدُها من الغرب؛ وعبر مكوَّنات غير إسلامية، أو إسلامية منبهرة بالغرب لسبب ما، يدفعها إلى ذلك – ربما-غياب تعامل ديمقراطي يوفر لها الأمن والطمأنينة والعيش الكريم …الخ، إضافة إلى الاتجاه الذي يستمدون تكوينه من خصائص ثقافتهم الخاصة.
ساهم في ذلك التشارك في المشاعر الدينية في بعض الحالات. والمصالح في بعضها الأخرى، والطموحات السياسية؛ والتي زرعها الغرب، وتقبلها الشرق بسهولة – وبسبب المناخ المذكور سابقاً –.
ذلك كله بقصد استقطاب هذه القوى وتعبئتها لمصالحها. وهذا ما حصل فعلاً عبر الإعلان عن الدفاع عن المسيحيين حيناً، و دعم دولة يهودية في فلسطين، وإذكاء النزعة القومية العنصرية لدى بعض التيارات العروبية ومنها(( الاستعلاء القومي)) والذي تبناه حزب البعث كفلسفة رسمية حاول عبرها تذويب كل ما هو غير عروبي، أوإزالته في حالة الإخفاق، انظر قول (ميشيل عفلق ) في:
نقطة البداية أحاديث بعد الخامس من حزيران:
(( إن أكثرية الكورد موجودة في بلدان غير عربية والقسم الموجود في العراق هم أقلية صغيرة نسبيا، وطوال قرون عديدة، الكورد هم مواطنون عرب مسلمون كغيرهم من العرب المسلمين.لا يوجد أي فرق بينهم. عندما كانت البلاد العربية تشكل دولة أو دولا عربية إسلامية في العصر الحديث كانت الدول الغربية الاستعمارية هي البادئة بإيجاد الفروق وعوامل التمييز بين العرب والكورد، سواء باضطلاعهما بمهمة التنقيب عن المميزات التاريخية واللغوية والمصرفية للكورد لتكون من ذلك منطلقا للانقسام في بلدان المنطقة)).
انظر إلى هذا القول الذي أفرز نتائج مغرقة في الشوفيينية- مع التوصيات ((الثمينة والتقدمية جدا)) للسيد المقبور محمد طلب هلال-(17) :
1- منع التكلم بغير العربية وتعريب أسماء القرى والمدن والمحلات …الخ؛غير العربية.
2- توطين قبائل عربية في مناطق كردية على حساب أصحاب هذه المناطق، بنزع يدهم من الأرض وتسليمها إلى هؤلاء ((المستجلبين)) من مناطق مختلفة وتحت أسماء مختلفة ((لعبة سياسية للتعريب))0
3- منع الكرد من التوظيف والتطوع في الجيش واستلام المراكز السياسية ماداموا مقرين بخصوصيتهم الكردية(18) 0
4- الأساس في استلام الدوائر والوظائف العليا هو الانتماء إلى الحزب ومباركة الدوائر الأمنية (المواطنون في التصنيف الرسمي درجتان ،مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية وربما ثالثة أيضا..) 0
ودراسة الناس وتقويماتهم تتم عبر هيئات حزبية ودوائر أمنية مختلفة، تشكل كلها ((عراقيل لأنشطة المواطنين، ووسيلة لإذلالهم لنزع روح الشعور بالمواطنة وما تستلزمه ، ومورد كسب غير مشروع لهذه الأجهزة، أيضا)) يمثل الموقف قول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
يدفع المواطن –بما يسن من القوانين لهذا الغرض- إلى العجز عن الانسجام معها ليحاسب على مخالفتها؛ (ممن لا يلتزم بها ولا بذهنه أن يلتزم بها، فهي خادمة له –وسيلة- لعضل الآخرين).
ولعل الأمر الأكثر غرابة وربما لا مثيل له في العالم كله ،إعطاء درجات في الامتحان إلى (طلاب) في منظمات تابعة للبعث. وقد تصل هذه الدرجات إلى/ 28/ درجة أو أكثر ،للقبول في الفروع الجامعية على حساب غيرهم من الطلاب- ودعمهم بالمنح على حساب الأكفأ..فلم نتساءل عن اخفاقاتنا بعد هذا كله؟
. ولسنا بصدد تعداد هذه الممارسات وإنما لإيراد أمثلة للقول: إن القوى الطورانية التركية وقعت في ممارسات كهذه مع القوى غير التركية ،والآن تفعل القوى ((العروبية)) ومهما كانت تسميتها- الممارسات نفسها، ومع ذلك تستنكر ردة الفعل من الآخرين بصيغة تدعو إلى العجب- ربما لأن تجاهل الواقع والذي أصبح جزءاً أساسياً في تفكير هؤلاء، قد جعل الزيف أو التزييف جزءاً طبيعياً في مسار هذا التفكير سواء كان ذلك مقصوداً أو غير مقصود، فهو من المفرزات الطبيعية لمثل هذا النمط- منطقياً-
……………..
41- البرامكة مثلا..وكانوا من المساهمين في نمو البعد الحضاري في ثقافة تلك المرحلة، لكن وسكونية التفكير والتعصب استطاع أن يجد وسيلة ادت الى نكبة كانت نكبة للحضارة أيضا ..فقد آلت الخلافة الى ضعف، وتقاسمتها القوى المتصارعة .. الى ان وصلت الى مرحلة لا قوة لها.
وحوفظ على الاسم-الخلافة- من قبل القادة المهيمنين؛تقديرا لجانب معنوي، ومراعاة لكسب مشاعر العامة .
15- كتاب تمهيد في علم الاجتماع-عبد الكريم أليافي مطبعة جامعة دمشق 1964م/ -1384 – ص 388:
((إن العرق البشري لم يكن عند الباحثين العرقين إلا فكرة غامضة أو أسطورة خرافية استغلتها وتلاطمت حولها أمواج المصالح الرأسمالية الاستعمارية إن ظاهرا أو باطنا إن خفية وإن إعلانا)).
ص353 :
(( الهجين في اللغة من أبوه عربي لا أمه و المقرف من أمه عربية لا أبوه، فالهجنة من قبل الأم و الإقراف من قبل الأب…)).
ص58 تحت عنوان: الفلاسفة يقول: ” لقد تأثر فلاسفة العرب بالفلسفة اليونانية تأثرا كبيرا..”
ص59 ” وقد استطاع المفكرون في الحضارة العربية أن يتمثلوا تلك العناصر الفكرية والفلسفية المختلفة (يعني عناصر الفلسفة اليونانية)
سطر 13 (يقصد الفارابي) بالقول: ” أيضا من أهم فلاسفة الإسلام..”
16- هذه الحالة واضحة في أسلوب طرح العروبيين ومواقفهم فهم يستهتنون بالآخرين ويرفضونهم من منطلق التعالي الذي لا يستند إلى معطيات واقعية فمثلا يظلون يستهينون بالغرب وهم تبع لإجراءاته بقصد أو بدون قصد ويستخدمون منتجات الغرب منذ الكهرباء إلى كل أدواته ومرورا بالسيارة بل والزى ونمط البناء ونوع الطعام وأسلوب إدارة والعمل..الخ.
17- لأن الحالة السيكولوجية التي تشرحها تجعل الشعور بالتمايز حالة سكونية تستند إلى الانتماء..وقد سرى هذا الشعور من الانتماء الطبيعي:القبيلة إلى الشعور بالتمايز بالانتماء إلى حزب كما في حالة البعث مثلا أو الحالة القوموية العروبية بشكل عام.
18- قول مشهور وقد جعلت إحدى القنوات الفضائية العربية عنوانا لبعض برامجها وهي قناة الديمقراطية التوأم ل المستقلة.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#14
01-25-2010, 01:35 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
هذا الخبر قديم ولكن ما فيه لا يزال واقعا كما كان منذ تطبيقات احصاء عام 1962 والذي أقر رئيس الجمهورية بخطئه ووعد بتصحيحه دون تنفيذ طبعا.
الدوافع سياسية أيديولوجية هنا، لا تقر لا بالقانون ولا بالحقوق -وطبعا لا بالأخلاق المفترضة … ..
سوريا: الملف الكردي مازال ساخناً
بهية مارديني – إيلاف
مازال الملف الكردي ساخنا في سورية في ظل وعود السلطة بمنح الجنسية السورية الى الأكراد المجردين منها ، ولقاءات بعض الأكراد مع مسؤولين سوريين لطرح المطالب الكردية ومناقشتها. واعتبرت مصادر حقوقية “ان ملف المجردين الأكراد من الجنسية من الملفات الطويلة التي حافظ عليها النظام السوري على مر سنوات طويلة منذ بدء هذه المعضلة أي منذ ما يقارب 44 سنة “، ورأى محي الدين عيسو عضو لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن “النظام غير صادق في وعوده بخصوص هذا الموضوع ، وهو يحاول التلاعب بهذا الملف عبر تهدئة الشارع الكردي الذي ملّ هذه الوعود “، واشار عيسو الى ” لقاء وفد العشائر الكردية المكون من 43 شخصية الذين مثلوا الجانب الاجتماعي في محافظة الحسكة ، وأعضاء من القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم والذين وعدوا بحل هذا الامر إضافة إلى لقاء بين بعض المثقفين الكرد ونجاح العطار نائب الرئيس السوري بتاريخ 6 / 7 / 2006 ، والتي وعدت بدورها بإعادة الجنسية للمجردين منها حيث كان هذا جزءا من ضمن مطالب الوفد”.
وعبّر عيسو عن اعتقاده أن عام 2006 كان كغيره من الأعوام التي مرت فقد تم تجريد 120 ألف مواطن كردي من جنسيته السورية بين ليلة وضحاها في عام 1962 لكن السلطة السورية حافظت على هذا الارث الذي يعتبر من أكثر الانتهاكات بحق الإنسانية، وهي ترفض إعادة هذا الحق خلال / 44 / سنة، رغم المعاناة الكبيرة لهؤلاء المجردين “، وقال “عندما تلتقي مع أي مسؤول سوري ….فالجميع يقولون (الموضوع قيد الدراسة، الموضوع قيد الحل، وان هناك أولويات أهم )، وكأن هناك أهم من إعادة الاعتبار لمواطن جرد من الجنسية ، حيث لا يحق له امتلاك العقارات التجارية والزراعية، واستكمال الدراسات الجامعية والتوظيف في الدوائر الحكومية، والنوم في الفنادق السورية والسفر خارج البلاد، وأداء الخدمة الإلزامية وغيرها من الإجراءات المطبقة بحق هذا الشعب الذي قدم الكثير لوطنه السوري، وكان في مقدمة المدافعين عنه …. ، وكان على الدوام في الخطوط الأمامي لأي خطر يهدد البلاد”.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#15
02-03-2010, 02:00 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
حلقة اخرى ..في سياق موضوع “حوار يحاول ان يكون موضوعيا”
مثل هذه الأحوال دفع القوى غير العربية (( أو العروبية)) إلى تبنى مواقف وسلوكيات يسهل على الغرب استثمارها مادامت المصالح تتناغم بينها وبينه. فمثلاً: أن يحاول الكرد في تركيا والعراق التفاعل مع الغرب لتأمين حقوقهم خير لهم من واقع يعيشون فبه وهم فاقدين لكل شيء0
وما الضير إذا كان الغرب يتفاعل مع جميع الدول((العالمثالثية)) ومنها الدول العربية و((التيارات العروبية)) فوجود كل الأنظمة في هذه الدول هو: حالة مقايضة مع الغرب بالمحافظة على مصالح الغرب لقاء دعمه لبقائها –وبغض النظر عن الواجهات الشعاراتية وتزييف الحقائق!.
ما الضير أن يفعل الكرد كما يفعل العرب ((و العروبيون)) أنفسهم مادامت الأنظمة التي تحكم في بلدن الشرق عموماً وتتفهم مصالح الغير وحقوقهم ضمن بلدانهم، ولديها تصنيفات على أساس قومي وديني؛ إلى مواطن من الدرجة الأولى أو من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة، ومادامت الأقوام التي تحت حكمها- من غير القومية الحاكمة- لا تشعر بأمنها ولا بكرامتها ولا بثوابت قانونية تتعامل على أساسها مع النظام الحاكم. وأحياناً- وبفعل الامتداد الحزبي- مع الشرائح الشعبية ايضاً0
وإذا كان القرن التاسع عشر هو قرن القوميات في أوروبا و القرن العشرين هو قرن القوميات في العالم الثالث فيبدو أن القرن الواحد والعشرين هو قرن الأقليات المختلفة (القومية والدينية…) والشعوب المغلوبة على أمرها كالشعب الكردي وغيره. ولكن مما يؤسف له فإن ذلك سيكون بصياغة غربية ترجح مصالحها..!.
عبر هذه السياقات (أو السياق العام) تتفاعل الأفكار والآراء والتطلعات والطموحات…
وتنمو آمال التمتع بمعنى الحياة المتكافئة مع الآخرين.
وما دامت عناصر الارتباط الأساسية بين شعوب يجمعها الإسلام قد تضعضعت، فلا مبرر لإنكار حقوق الآخرين . وإذا كان العرب – بتأثيرات مختلفة – هم المستفيدون الأكبر من واقع وجود نظام إسلامي وقد فرطوا فيه؛ وفي ما يستتبعه من فوائد، وإذا كانوا هم المستفيدون الأكبر من مساهمات شعوب إسلامية غير عربية في تعزيز واستمرار النظام الإسلامي بإدارة عربية أو تكاد..و قد أهملوا أو أنكروا هذه المساهمات –في بعض الحالات على الأقل، فضلا عن انتحالها- من أجل إقامة نظام قومي عروبي ؛فما المانع من أن يتبنى الآخرون مثل هذا التوجه الذي هو حق لهم، كما هو حق لغيرهم، ومنهم الكرد مثلا؟!.
وعلى الرغم من أن هذا الفكر القومي العروبي لم يحقق واحدا من أهدافه من جهة، كما كرس – كنتيجة للفكر الأيديولوجي والسكوني – سلوكيات مليئة بالتشوهات الفكرية والأخلاقية – ربما لن تستقيم لمدد طويلة- فلا زالت تتمسك بأيديولوجيتها القوموية!!
{ولأن هذه الأفكار والرؤى ليست خافية على أحد، فلم نجد الحاجة إلى أمثلة للتدليل على صحتها،خاصة وإنها تتردد على ألسنة المفكرين والمصلحين والمثقفين …العرب قبل غيرهم ،عبر الفضائيات والصحافة الإلكترونية(الانترنيت) والو رقية …الخ}.
مؤدى القول:أن الوعي الذي تكون بين العروبيين بتأثيرات قومية عروبية هو نوع من الوعي الزائف في أغلبه،وتحول إلى فلسفة حياتية قوامها غزارة في الحديث، وسبك العبارات والمصطلحات والخيال…الخ. ولكنه قليل الفعل والتأثير في الواقع؛ مما أفرز حالة من التشويش في الذهنية العروبية، حول العلاقة بين تعددية الانتماء الطبيعية عند الإنسان عموما، وخاصة تلك التي تتناول العروبة والإسلام.
بمعنى: إن فهم العلاقة بين حالات الانتماء المختلفة-الإسلام، العروبة، القبيلة، الحزب إلخ- وضرورة التكيف معها، عبر تنسيق بينها؛ اتخذ منحى تنازع بين حالات الانتماء هذه، ومن ثم اللجوء إلى منطلقات وصيغ تفتقر إلى أسس منطقية (نهج علمي موضوعي) .
ولقد استغل المستفيدون هذا الارتباك؛ لصالح ثقافة وتربية عروبيتين؛ ارتكزتا إلى فلسفة عرقية في أصلها،مستثمرة صلة الإسلام بالعروبة؛كبيئة حاضنة (الرسول، لغة القرآن العربية ، دور الصحابة في نشر الإسلام..الخ.)وهذا كله صحيح في الواقع،وفي الوجدان الإسلامي عموما. فلا يوجد مسلم واحد على وجه البسيطة راهنا وتاريخيا من لا يقر بهذا الدور للعرب. ولكن ما هو محل اختلاف؛ استثمار هذا الدور لمفهوم قومي عروبي لا يتوافق -في تشخيصه- مع مضمون رسالة الإسلام الكونية، وإن القبول به يعني إلغاء لمضمون آيات كثيرة مثل قوله تعالى )) الحمد لله رب العالمين)) أو قوله تعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( كلكم لآدم وآدم خلق من تراب)) …وغير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة.فضلا عن الحس السليم، وعن مواثيق حقوق الإنسان المتفق عليها من قبل شعوب الأرض قاطبة – على المستوى النظري على الأقل-. وإن إصرار العروبيين على كون الإسلام ميزة قومية عروبية يعني تزييفا لمعنى الدين وهدفه وحقيقته…ومن ثم تحويله إلى مجرد خاصة قومية عربية يحد من مضمونه الكوني، مما أدى إلى خلق الحواجز بين العرب وغير العرب من المسلمين، ومنهم الكرد الذي دخلوا إلى الإسلام منذ العام/18ھ- بدخول كابان ومن معه في الإسلام-
وقد لعب الكرد أدوارا هامة في التاريخ الإسلامي، ولكن العروبيون يصرون على أن يعتبروا كل من خدم الإسلام وفي أي جانب فإنهم عروبيون، ويفلسفون الأمر على أن العربية هي مضمون الإسلام بدلا من أن يعتبروا الإسلام هو الحاوي لجميع المنضوين تحت لوائه…!.
من كتاب علم الاجتماع العربي(السياسة)ط1983/ 1984 دمشق/سوريا: (( أما القومية العربية فهي بريئة من كل شائبة عنصرية ، إنها تقوم على أساس من التجانس الفكري لا التجانس العرقي أو الدموي…كما أنها لا تهدف إلى شيء من العدوان أو الطغيان و إنما تهدف على ردهما، وهي تؤمن في الوقت نفسه بأن لجميع القوميات الأخرى حقوقا مماثلة لحقوقها على أرضها وثرواتها كما تدعو إلى قيام علاقات دولية يسودها التعاون والتقدير المتبادل في ل السلام والإخاء بين جميع البشر))
مع ملاحظة أن هذا الكتاب نفسه يقول ما يتناقض مع هذا الطرح بطريقة لا لبس فيها سنوردها في حلقات لاحقة.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
………………………………………………………………………………………………………………………………………………
الصفحة الثانية من المنتدى
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#16
04-09-2010, 10:30 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
صدفة التقيت هذا الموقع والموضوع أدناه عن الأكراد في ثلاث حلقات..ووجدت فيه معلومات معروضة بأسلوب جدير بالقراءة. فأحببت ان أشركم فيه ..
و يوجد في البحث ما يحتاج الى تدقيق أو تأكيد، لكن ذلك لا يمنع أن الموضوع يحوي معلومات غزيرة-. أرجو ان ينال اهتمامكم. ولمن يرغب ان يطلع اكثر فليعد الى الموقع المذكور مجلة ديوان ديوان العرب..ليطلع على الجزئين الثاني والثالث وتعليقات مفيدة وبعضها المغنية والمصححة.
مع تحفظي على المعلومات في الجزء الأخير.وهي معلومات طالما رددها- ولا يزالون- الذين ورثوا حقدا أيديولوجيا واعتادوا أن يقيّموا الشعوب والناس وفقا لحالتهم النفسية دون التأكد من حقيقة ما يعرض من المعلومات، ووضعها في سياقها التاريخي،والمنطقي والواقعي….مع ذلك مادام الحوار هادئا فلا مشكلة.فلكل الحق في البحث، وابداء وجهات نظره، داعما اياها بوثائق لا خلاف عليها..وليست اشكالية…
أصل الأكراد – دراسة تاريخية > أصــــــــل الأكــــــــراد ـ الجزء الاول
أصــــــــل الأكــــــــراد ـ الجزء الاول
١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤بقلم حنان اخميس
*الجزء الأول:-
من خلال دراستنا هذه سنبين لكم دراسات وأبحاث من علماء ومؤرخين في موضع أصل الأكراد:-
*ماذا تعني كلمة كرد: –
* تقول الاتيمولوجيا: التي تبحث في أصل الكلمة إذا اعتبرناها نجد أن بعض الكلمات هي أقرب ما تكون إلى الخيال( فاستناداً للكلمة كرد) أي بطل أو شجاع بالفارسية فالأكراد يمكن أن يكونوا أبطالاً أو ذئاباً من الكلمة الفارسية أي ذئب ويقول العالم السوفييتي السيد مار أن كلمة كرد وكلمة كورت الأرمنية هي واحدة.
*من الناحية التاريخية: يقول المؤرخ الانتوغرافية (ب- ليرخ ) هم أحفاد أولئك الخالدين الإيرانيين المحاربين الأشداء الذين كانوا من سكان الجبال ويتمتعون بروح قتالية عالية، قد نزلوا منذ الألف الثالث قبل الميلاد إلى سهل دجلة والفرات واخضعوا لحكمهم هنا القبائل السامية الضعيفة في بابل بعد أن رفضوا هذه الدولة التي بلغت درجة معينة من الحضارة لقد ساعدت أجيال الخالدين الشماليين التي بسطت سلطتها سواء على باب ام آشور على تطور الدولة الآشورية.
*يقول المؤرخ التاريخي هيرودوتس في القرن الخامس عشر: أن المقاطعة الثالثة عشر من إمبراطورية الاخمينين الفارسية ضمنت إلى جانب الأرض منطقة باتيوكي التي تحاكي بوطان اليوم، وتقوم شرقي هذه المنطقة بلاد الكادروس أو الكاردوفوي.
*يقول المؤرخ اليوناني زنيفون واحد تلامذة سقراط عاش عام (355- 430 ) ق.م في فترة (400 – 41 ق.م ) عن الانسحاب المشهور لعشرة الآلاف يوناني عبروا كردستان الحالية إلى البحر الأسود لم يكونوا غير الأسلاف الحقيقيين للكرد أنهم كانوا جبليين أشداء ومن ذلك الحين أطلق اسم مشتق من ذلك الأصل الكرد على المنطقة الواقعة على يسار منطقة الدجلة بالقرب من جبل الجودي، باسم مقاطعة كوريين وقد دعاها الآراميون بيركاردو ومدينة حزينة (جازارتكا كاردو) بينما يطلق الأرمن على المنطقة نفسها اسم كوردوخ.
*يقول العالم هنري فيلد: أن الأكراد مجموعة من العروق المختلفة الأرمني و البلقاني وحوض البحر الأبيض المتوسط والأناضولي والألبي نسبة لجبال الألب ولا ينحدرون من أصل واحد صاف جميعاً.
*يقول البروفيسور( لهمان هوبت)، يمكن ان يكون الكاردوك هم أجداد الجورجيين.
*يقول العلامة مار ومدرسته بالجافتيك. حول أصل الكاردوخ (الكرد) مع الكارت الجورجيين وانفصالهم فيما بعد في عصر مغرق في القدم.
بعض الكتاب الروس يقول مثل مينودسكي نيكتين وفليشفكي تبعاً للدراسات واستناداً لبعض البحوث العملية الأخرى والتي تقول بأن أصل الأكراد جاء من عدة فروع وانصهر بعضها مع بعض بفعل مرور الزمن أو بتأثير العوامل التاريخية ونمط حياتهم الاجتماعية التي جعلت لهذا الشعب طابعاً مميزاً وواضحاً ومن جهة أخرى يقول مينورسكي أن الأمة الكردية قد تكونت من مزيج من قبيلتين متجانستين هما الماردوني والكيرتيوبي اللتين كانتا تتحدثان بلهجات حيوية متقاربة جداً ومن جهة أخرى أن لدى توجهها صوب الغرب انضمت إليها عناصر من سلالات أخرى.
يقول مارك سايكس في كتابه ارمينيا يمكننا القول أن الفرس الحاليين والكرد والأرمن و حتى بعض الأتراك هم الحفدة المتبقون لشعوب هذه الممالك القديمة. * في سياق البحث عن أصل الأكراد تعترض سبيلنا نظريتان:-
*النظرية الأولى: – نظرية السيد (ميورسكي) الذي يؤكد فارسيتهم أي الأصل الهندو- أوروبي، ويعتقد بأنهم تحركوا في القرن السابع عشر قبل الميلاد ( المسيح) من منطقة بحيرة اورومية نحو بوطان ويؤكد عن اللغة والبراهين التاريخية والتي بموجبها قرر أن يضيف الأكراد مع الشعب الإيراني فإنه يأخذ في حسابه أصول السلالات المعقدة التي لم يندمجوا بها.
*النظرية الثانية:- يقول الأكاديمي السوفييتي مار الذي يؤكد طبائع الرد الأصلية تأثرت بالأقوام الآسيوية الأخرى كالكلدانيين القفقاسيين والأرمن.
يقول مينورسكي: في بحثه عن الرد في دائرة المعارف الإسلامي: ويلاحظ أن بعض الرحالة الأرمن في القرن التاسع عشر ذكروا أن رؤساء بعض العشائر الكردية ذكروا لهم سراً أنهم يرجعون إلى أصول أرمينية وهذا لا يشمل الأرمن الذين يتحدثون باللغة الكردية وما زالوا يدينون للكنيسة الأرمني لأن هؤلاء لا يخفون أبداً انتمائهم الأرميني.
*هناك مؤلف من أصل كردي لا يذكر اسمه يقول أنه الكرد ينتمون للعرق نفسه الذي ينتمي إليه الترك.
*رأي الكرد أنفسهم حول أصلهم: –
يقول السيد محمد علي عوني أن إثبات الأصل الهندو-أوروبي لشعبه مستنداً إلى أدلة وبراهين لغوية ويقول نفس الكلام مؤرخ آخر كردي في كتابه اسمه (خونجة ) ي.ب.اي (براعم الربيع ).
و هناك أسطورة ارمينية تقول أن الكرد لم يظهروا إلا في القرن العاشر وبعد تزعزع سيطرة العرب في القرن العاشر وازدياد عدد الأمراء في مختلف البلدان هاجر السيتيون الذين كانوا يقطنون ن الجانب الآخر من بحر قزوين والذين كانوا يدعون بالأتراك هاجروا بصورة جماعة إلى فارس وميديا وانتشروا فيها و غيروا معتقداتهم وصاروا فرساً وميدييين ديناً و لغة، وقد تجمع العديد منهم حول أمراء ميديين و غزوا أرمينيا في المناطق المحاذية للكاردوخ و الملوك واستولوا عليها ثم استقروا فيها و امتزج بهم الكثير من المسيحيين بالتدريج واعتنقوا دينهم.
*وخلاصة القول أننا إزاء أصل الكرد أمام نظريتين.
1- النظرية الأولى:-
هم من أصول إيرانية هندو-أوروبية وقد ارتحلوا في القرن السابع ق.م منطقة بحيرة أوروبية صوب منطقة بوهتان.
2- النظرية الثانية:-
تقول إنهم شعب أصيل مع وجود صلة قرابة بينهم وبين الشعوب الآسيوية القديمة الأخرى كالكلدانيين والجورجيين والأرمن وكانوا يتكلمون سابقاً بلغتهم ثم استبدلوها بلغة إيرانية خاصة.
فقد ظهر الكرد على جوانب الروافد ليسري لنهر دجلة حوالي القرن السادس ق.م وبذلك فقد تجاوروا خلال حقبة طويلة من الزمن مع الكاردومينيين الذين استشهد باسمهم زنيفون سنة 401- 400 ق.م .
الدلائل المستقاة من علم السلالات البشرية الانتروبولوجيا حديثاً تقول:” تمييزاً بين الكرد الذين يسكنون شرقي كردستان والذين يسكنون غربي كردستان أن الكرد الشرقيون الذين صوروا من قبل (ستولز) يتميزون بسمرة بشرتهم وشكل جمجمتهم من نوع يشبهون في ذلك الفرس الذين يجاورونهم وهذا بخلاف الكرد الغربيين الذين درسهم بعناية ( فون لوسشان) من وجهة النظر الانتروبولوجية في مناطق كومازين (قرب قرة قوج) في نحرو دراع وفي زنجيرلي وقد بين أن بينهم نسبة كبيرة من هم شقر اللون والشعر وشكل جمجمتهم من نوع dalichocephales يتوصل إلى الاستنتاج التالي، كان الكرد في الأصل شعباً أشقر اللون أزرق العينين ونوع جمجمتهم من صنف brachycephales بتزاوجهم مع الترك والأرمن والفرس.
ويفترض فون لوستشان أن الكرد الأولين أي اللون الأشقر، نزحوا من شمال أوروبا دون أن يدعي بالضرورة كونهم من العناصر الجرمانية ويحتمل أن هذا الطراز من الإنسان الشمالي قد جاء إلى آسيا القديمة دون أن يتكلم اللغة الكردية وأن هذه اللغة فرضت عليه نتيجة اختلاطه بالعنصر الإيراني بعد إخضاعه له.
*وكما يتمسك العلماء من أمثال ميخائيلس وشلومتر حول الرأي الأصل الإيراني للخالدين.
*حياة الأكراد: –
عاش الأكراد في الجبال الواقعة بين ارمينيا وبلاد ما بين النهرين وعاشوا بصورة مستقلة منقسمين إلى قبائل لم تكن روح الوحدة الشعبية على جانب كبير من القوة و التماسك بينهم وانتشر الأكراد خلال قرون على جزء كبير من آسيا الغربية، ففي الشمال امتدت أراضيهم إلى أعالي الفرات وحتى أراكس، ويعيشون في الأراضي الروسية في إقليم يريفان وفي قرة باغ، وفي الغرب امتدت أراضيهم حتى انغورا إلى الشمال الشرقي من بحيرة الملح الكبيرة، ووصلت جحافلهم قبل سنوات عديدة إلى القسطنطينية وعددهم غير قليل في ميسويرتايا، بلاد ما بين النهرين وفي سوريا أكثر بالتحديد حول مدينة حلب، وفي الغرب انتشر الأكراد في الأراضي الممتدة من بحيرة ارمينيا وحتى الخليج وأخيراً فهم يعيشون في خراسان ويعيش الأكراد حياة الرحل سوى قلة فهم يصعدون في الأوقات الدافئة من السنة إلى المروج والمراعي الغنية الواقعة في قمم جبالهم وفي المرتفعات يعودون في الشتاء إلى بيوتهم وأحياناً يطردون المسيحيين من دورهم في ارمينيا دافعين لقاء ذلك إتاوة صغيرة لمختار القرية أو المسؤول المحلي، وسمي المكان الذي يقيم الأكراد فيه أيام الشتاء (كيشلياخ) في تركيا وفارس وروسيا أو سرحد أما الترحال فيسمى (بابلياغ) ويبسط الأكراد خيامهم ( قرة مادر) المنسوجة من شعر الماعز الأسود على شكل صفوف طويلة أما قرى الأكراد فهي عبارة عن بيوت بدائية فهي ببساطة مساكن صغيرة محفورة في الأرض تختفي تحت الثلوج وتبدو للناظر من بعيد على شكل تلال صغيرة وفي القرى الكردية، المآذن نادرة جداً شأنها في ذلك شأن المساجد في المدن التي يسكنها الأكراد وهم ماهرون في شق الاقنية لري الأراضي ويعشقون العمل إلا أن الزراعة عندهم تأتي في المرتبة الثانية فهم يقومون بزراعة القمح، الذرة، الشعير، الأرز وتمتاز بأشجار الكرمة ومزارع الزيتون وبساتين الفاكهة وكما ينتجون التبغ إلا أن ثروة الأكراد الرئيسية هي في قطعان الأغنام والماعز والجواميس والأبقار والخيول والجمال وهم يفضلون حليب الضأن على أي حليب ويستهلك الأكراد السمن والجبن بكميات كبيرة وتمد كردستان كلاً من القسطنطينية ودمشق و حلب وبيروت.
لا يمارس الأكراد الحرف بصورة استثنائية لكنهم في ساعات الفراغ يقومون بصناعة بعض الأدوات حيث يدفعون لقاء ذلك من مشتريات حاجياتهم مقابل ذلك من الصوف أو زيت الكزوان الذي يؤلف فرعاً صناعياً هاماً في كردستان ونذكر أن من بين أعمال الأكراد الفنية الأجواخ والسماد والأواني الفخارية رغم أن معظم الأكراد يعترفون ا بالسلطة العليا لدولة من الدول الكبرى الفارسية والتركية والروسية إلا أن هذه التبعية لا وجود لها عملياً لدى عدد كبير من العشائر الكردية القاطنة في الأراضي التركية والفارسية كما لوحظ من خلال الأبحاث والدراسات لم يكن الأكراد شعباً متحداً على مسرح التاريخ أسوة بشعوب آسيا الرحل مثل المغول.
*صفات الأكراد:-
يتصف الكردي بالقامة الطويلة ورشاقة القوام وله بنية جسدية قوية رأسه بيضوي يستند إلى عنق قصير والجبهة عريضة والشعر أسود والأنف طويل والعيون سوداء والبشرة سمراء فهم أقوياء البنيان وتتصف نساء عدد كبير من العشائر الكردية بالجمال، فإن المرأة تنقصها النعومة في ملامح الوجه، وأحياناً تقوم النساء من الأوساط الشعبية بتشويه وجوههن بوضع حلقات في خياشمهن بل ومن خلال شفاههن كتب يقول المؤرخ أبو فيان ( يمتازوا الرجال بالاستقامة والروح القتالية والإخلاص الذي لا حدود له لأمرائهم بالوفاء والوعد وحسن الضيافة والثأر بالدم والعداوات العشائرية حتى بين الأقارب والولع بالسلب والنهب و الاحترام الذي لا حد له للمرأة، ولا تعتبر أعمال السلب والقرصنة جرائم لدى الأكراد بل على العكس فإن ذلك حسب مفاهيم يليق تماماً بالرجل الشجاع الكردي صياد حاذق جداً بفطرته لأن الجبال ملأى بالوحوش والدببة والذئاب والخنازير البرية وعادة يتناول الأكراد شرب الخمر بإفراط في المناسبات الدينية التي ما تزال تنسب إلى الكرد اليزديين والكرد القزلباش في منطقة درسيم.
*مكانة المرأة الكردية:-
يعتبر الكرد من أكثر الشعوب الإسلامية تفتحاً في الموقف من المرأة والمرأة الكردية تتمتع بحرية أوسع مما هي لدى الشعوب الأخرى والمرأة الكردية تقوم بجميع الأشغال الشاقة المنزلية فهن يحملن الدواب وينزلن عنها الأحمال ويحملن الماء ويصعدن إلى مواقع رعي القطعان لحلبها، كما يقمن بجمع الحطب والمحروقات الأخرى وينقلنها إلى المنازل للتدفئة والطبخ ويعلقن أطفالهن على ظهورهن بواسطة أحزمة طويلة وبهذه الأعمال يكسبن قوة جسمانية كبيرة فإنهن يفقدون أنوثتهن ويذبلن بسرعة والمرأة الكردية تجيد الفروسية بل ويتحدين الرجال في امتطاء الخيل ولا يخشين تسلق الجبال الوعرة ويبدين مهارة فائقة وتعمل في الحقل وتقوم بتربية الأطفال وحياكة الثياب وصناعة السجاد والمرأة الكردية تحب العمل وعادة الرجال لا يتزوجون أكثر من واحدة ويعتبر الزواج عند الأكراد اتحاداً لا ينفصم عراه، والرجل يثق بالزوجة ثقة تامة، وبإخلاص المرأة، لا تضع النساء الكرديات الحجاب على وجوههن ويختلطن بالرجال عند عقد الاجتماعات ولهن الكلمة التي يستمع إليها رجالهن والمرأة الكردية تستطيع أن تستقبل الضيف في غياب زوجها، ويتم التعارف بين الفتيان والفتيات بصورة جيدة ويسبق الزواج عادة حب متبادل بين الفتى والفتاة ذلك أن المشاعر الرومانسية مسيطرة على قلوب الأكراد، ثمن الزواج ما يسمى بالكردية (شير بابي) أي (ثمن الحليب)و هو مقدار من النقود أو المواد العينية يقدمها الخاطب إلى ولي أمر الفتاة التي يخطبها لقاء موافقته تزويجها منه على أساس ان ولي أمر الفتاة أنفق على إعاشتها وتربيتها من ماله الخاص من زوجها المقبل، وها هو الزوج يرد له الدين الذي له بذمة الفتاة، وهو غير المهر الشرعي الذي يعقد النكاح عليه ويعتبر من وجهة نظر الدين الإسلامي ملكاً للزوجة، الطلاق سهل لدى الكرد فكثيراً ما يحصل أن يحتدم النقاش فيما بينهم فإذا بهم يقسمون بالطلاق.
*الدين لدى الأكراد: –
تعتنق غالبية الأكراد الدين الإسلامي و هم من أتباع المذهب الشافعي كما يوجد عدد من العشائر الكردي من أتباع المذهب الشيعي (وعموماً لا يتمسك الأكراد بتعاليم الدين كثيراً، ومنهم لا يؤمنون بحتمية القدر) ولا يتخذون الحيطة والحذر من وباء الطاعون كما لا يجدون إثماً في تعاطي المشروبات الروحية، ويعامل الأكراد النساء بحرية تامة ويقول الأتراك، أن الأكراد أشبه بالأوروبيين في نواحي كثيرة.
ينتمي قسم كبير من الأكراد المسيحيين إلى طائفة النساطرة، وهم أي النساطرة يعتبرون أنفسهم أحفاد بني إسرائيل ويؤكد بيركينس، على أن النساطرة الذين يعيشون في الجبال يشبهون جيرانهم الأكراد من حيث نمط الحياة وطباعهم الجموحة والقاسية وأن اللغة السيريانية الجديدة التي يتحدثون بها قد دخلت إليها كلمات كردية في منطقتي هكاري، وتياري تختلف اختلافاً شديداً عن اللغة السريانية القديمة التي دونت بها كتبهم المقدسية ويوجد بين اليعاقبة القاطنين في جبل الطور و حول بدليس عدد كبير من أصل كردي فهم يرتدون الزي الكردي ويتحدثون اللغة الكردية.
*اللغة الكردية:-
تنتمي اللغة الكردية إلى الأسرة الهندية الأوروبية ولها لهجتان رئيسيتان ويتحدث بالكرمانجية معظم أكراد تركيا والجزء الشمالي من كردستان العراق أما السودانية أو الموكريانية فيتحدث بها عدد أقل إلا أنها أكثر أهمية في الواقع لأنها المستعملة غالباً في الأدب ويتحدث بها أهالي السليمانية إلى كردستان الإيرانية ومهاباد المركزين الرئيسيين للنزعة القومية الكردية و هناك لهجة ثالثة (الزوزا) تستعمل مناطق محدودة جداً، ليس للكردية حروف خاصة بها خضعت اللغة الكردية لتغيرات أساسية وتحولت من أصلها الجافيتي القريب من اللغتين الجورجية والكالدية إلى حالتها الهندو – أوروبية التي تربط اللهجة الكردية باللغات الإيرانية ولغات ارمينيا وحتى بالعناصر الهندو-أوروبية للغات الحثيين ومنذ العهد الإقطاعي في كردستان تأثرت اللغة الكردية باللغة التركية وبذلك يمكننا القول أن اللغة الكردية لم يبرز خصائصها الهندو – أوروبية إلا بعد مراحل التطور.
بعض الكلمات في اللغة الكردية الحالية تعد من بقايا اللغة الكردية القديمة التي هي من مجموعة كارت من فروع الجافتيك فعلى سبيل المثال أن الكلمة الكردية (باف- اوبام) أي الأب مرادفة لكلمة (ماها – الكرتيه ) إن الكلمات كارد وكورد هي في الأصل نفسه مع كورت.
*يقول المبشر هورنيلة عن اللهجة الكردية:- وهي أن كل عشيرة تتحدث بلهجة خاصة بها، وهي أن لمعظم اللهجات الكردية أصل واحد وأن العشائر تفهم بعضها البعض وقد كونت الدراسات المقارنة المختلفة اعتقاداً لدينا حول أن جذور اللغة الكردية لها أصل فارسي ( لها أصول فارسية) ومتناسقة مع الفارسية و لذلك ينسجم النظام الداخلي للغة الكردية مع النظام الداخلي للغة كما أن قواعد الاشتقاق في اللغة الفارسية موجودة لها ودون استثناء تقريباً في اللغة الكردية وثمة لهجتان رئيسيتان في اللغة الكردية هما اللهجة الجنوبية واللهجة الشمالية وتنقسم كل واحدة منها إلى فروع وكل فرع إلى فروع جديدة أخرى، وتنتمي اللهجة الشمالية إلى فروع عشائر مكري وهكاري وشكاك ولهجة اليزيديين في جبل سنجار واللهجة الكردية الجنوبية في أرومة وتنتمي إليها الفروع التالية ليكي وكورمانجي كلهور، كوراني واللوري وتسكن العشائر التي تتحدث هذه اللهجة في أودية جبال زاغروس ويخضع قسم من هذه العشائر لحكم إيران أو تركيا ومن هنا يبدو أن اللهجتين مختلفتين اختلافاً شديداً.
*يقول العالم ريوديغير يتبين من الدراسات التي أجراها أن اللغة الكردية تنتمي إلى مجموعة اللغات الإيرانية وهذا ما يبدو على نظامها الصرفي ومن قسم كبير من الكلمات كما أن لها صلة قربى باللغة الفارسية المعاصرة فمن ناحية كان للغتين الفارسية والكردية مصير مشترك واحد ومع انتشار الإسلام في المناطق الكردية والفارسي دخلت كلمات عربية إلى اللغتين الفارسية والكردية والتي تستخدم كثيراً خاصة في الاتحاد مع الأفعال الطبيعية المساعدة مثل عمل، أعطى، فعل الكون.
*جغرافية كردستان:-
يقول المؤلف توماس بوا، عن جغرافية كردستان :- تمتد من جبال زاغروس جنوب غرب إيران وتمتد من فارس جنوباً وحتى كرمنشاه وهمدان شمالاً وجبال طوروس جنوب تركيا تمتد من قيصرية ونهري سيمان وجيحان شرقاً وحتى انطاليا غرباً وبين زاغروس وطوروس غرباً تقع سلسلة جبال كردستان شمال غرب إيران وشمال العراق.
*المعنى الحرفي لكلمة كردستان (هو بلاد الأكراد): –
وقد استخدمت الكلمة لأول مرة (من قبل السلطان سنجار في القرن الثاني عشر عندما أسس مقاطعة كبيرة بهذا الاسم إلا أنها تمتد عبر خمسة أقطار: إيران تركيا، العراق، سوريا، الاتحاد السوفييتي، و كردستان مجمع من شعاب جبلية عالية ووعرة تتراوح من (6000 قدم في تركيا إلى 14000 قدم من إيران) و في كردستان العراق ترتفع الشعاب الجبلية الكلسية لجبال زاغروس إلى 10000 قدم وتمتد كردستان العراق عبر ثلاث محافظات هي راهوك و اربيل والسليمانية و أنشأ سنجار قلعة صيفة ( بهار) التي تقع شمال غربي همذان جبال زاغروس وولايات شهر زور وسنجار غربي هذه السلسلة وحتى القرن الثاني عشر لم تكن هذه المقاطعات تعرف إلا تحت عنوان ( جبل الجزيرة ) أو ديار بكر.
*تاريخ الكرد وكردستان:-
ألف السيد محمد أمين زكي الوزير العراقي السابق كتاب باللغة الكردية عام 1931 من جزئين وقام بنقله إلى اللغة العربية الأستاذ محمد علي عوني عام 1936 ويعتبر أول كتاب علمي حول تاريخ الأكراد يكتب باللغة الكردية.
* وقسم المؤلف الجزء الأول: –
حول موقع المنطقة الكردية والتي كانت عبارة عن خوزستان، الجبال، العراق، أرمينية، آران، أذربيجان، وان لفظ كردستان قد أطلق من قبل السلاجقة على المناطق الواقعة بين ايالتي أذربيجان ولورستان وكرفشاه أردلان وصاوجيلا والجنوب الشرقي من ولاية أذربيجان وكذلك توجد بعض القبائل الكردية المقيمة في طهران وخراسان وهمدان ومازندران و فارس والمنطقة الواقعة بين قزوين وجيلان.
*الفصل الثاني: يتطرق إلى منشأ الكرد ويأخذ برأي المستشرق ولادمير مينورسكي، الذي يرى أن الشعب الكردي قد هاجر في الأصل من شرق إيران إلى كردستان الحالية واستوطن في هذه المنطقة منذ فجر التاريخ واختلط بالأقوام القاطنة في هذه الأراضي وصاروا أمة واحدة على مدى الأيام.
الرأي الثاني: يقول المستشرق (سيدني سميث) أن كردستان كانت تسكنه في فجر التاريخ، شعوب جبال زاغروس بينما يقيم الشعب العيلامي في أقصى الشرق الجنوبي منه وقد أبدت شعوب زاغروس نشاطاً سياسياً كبيراً في عهد كل من السومريين والأكاديين وفي أوائل عهد الآشوريين ويبدو أن سيول مهاجرات العنصر الآري (هندو-اوروبي) إلى جبال زاغروس أولاً والى شرقيها وغربيها أخيراً قد أوقعت بقايا السكان الأصليين لمنطقة جبال زاغروس وبلاد كردستان تحت سلطان هؤلاء الوافدين فجعلتهم آريين وعلى هذا فإن ثمة علاقات وثيقة بين أصول الأكراد ومنشئها الأول وبين مجموعة شعوب زاغروس المكونة من شعوب لولو، جوتي، كاسي، خالدي، والسوبارو.
*أما الفصل الثالث: فيذكر الكاتب بداية نبذة حول الشعوب الكردية وأوضاعهم السياسية من الميديين حتى عصر الإسلام ويذكر أن الشعب الكردي قد اعتنق الديانة الزرادشقية عندما كان لها الذيوع في فارس وميديه قبل الميلاد بستة قرون ورغم نشاط الدعوة للدين المسيحي في ارمينيا منذ عام 33 م إلا أنه لم يلق نجاحاً كبيراً بين الأكراد ومع ظهور الإسلام واتصال الكرد بالمسلمين الأولين وجدوا أن مبادئ هذا الدين تتفق وسجاياهم فأقبلوا عليه عن طيب خاطر.
ويفصل المؤلف الحديث حول كيفية اتصال الشعب الكردي بالجيوش الإسلامية بداية عام 16 هـ وفتح مدينة تكريت (بقيادة سعد بن أبي وقاص) ومن بعدها نصبين و الرها ومادرين و ديار بكر، وارمينيا وشهرزور مشيراً إلى اشتراك الكرد مع الفرس في الدفاع عن الأهواز وبسا، دار ايجود ضد الجيوش الإسلامية والثورات القلاقل التي قام بها الكرد في الأهواز وفارس وكردستان وهمدان والموصل وأصفهان وفارس حتى تم تأسيس أول حكومة كردية عام (340هـ -951م ) في شمال أذربيجان والجنوب الغربي للقوقاز ودامت حتى عام م ) كما تم تشكيل الحكومة الكردية الثانية عام (1348 – 959 م ) في بلاد الجبال و دامت حتى عام 406هـ – 1015 م.
ويذكر عن الكرد في عهد الإغارات التركية وهزيمة جيوش الغزنويين المكون أكثر من الكرد أمام طلائع السلاجقة من الغز الذين أغاروا على البلاد الغربية عام( 430هـ- 1029 م) ، وتأسيس الحكومات الكردية في تبرير وفارس والمواجهات التي كانت بين جيوش الغزو والقبائل الكردية في نصيبن وديار بكر والموصل وخضوع جميع البلاد الأرمنية وكردستان تدريجياً إلى حكم ألب ارسلان السلجوقي.
منقول عن موقع : مجلة ديوان العرب
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article7465
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#17
04-09-2010, 11:18 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
من الملاحظ أن البعض من الكتاب العرب وربما غيرهم من الفرس والترك ؛اعتادوا على كتابات متحاملة عن الأكراد، فيختارون الروايات التي تكون ذات اتجاه عدواني نحو الكورد ،ويهملون الروايات ذات الاتجاه الايجابي عن الكورد. بل ويزيدون الروايات تشويها وتضليلا لغايات في نفوسهم.
ولئن كانت بعض الخصومات او العداوة لأسباب تاريخية ما قد تشكل رأيا عاما معاديا من الأطراف بعضها بعضا،فهذا غير موجود في ثقافة الكورد،
وما استجد منه وبدا يتسع في مساحته كان نتيجة رد الفعل، بسبب الظلم والحملات المحمومة -والغريبة – في درجة عدوانيتها، وانكارها للحقوق الكوردية…
إن هذا النهج الذي يمارس روح الكراهية ،ويشدد على السلبيات في حياة الناس ويهمل الايجابيات في حياتهم-أفرادا وشعوبا..لهو أشد نهج خطر على السلم العالمي عموما ..وكما بيّن بعض الفلاسفة -ربما كانط- فإن العنف والحقد ..يولد عنفا وحقدا مثله..ومن العقل ان يكون الذي يتصدى للحوار مع الآخرين سواء بالدفاع عن ما يعتقد صوابه،/او يعرض ما يعتقد انه صائب..؛أن يكون مؤهلا في القيام بذلك. وأهم عوامل التاهيل التحرر من الانحياز في البحث، يسعى للمصداقية فيما يعرض، هدفه حوار بين الثقافات لتتفاعل ايجابيا، وينعكس المردود على حياة الجميع سلما وخيرا..
فكما تقول أغنية: اللي يلعب بالنار بتحرق ايدو..
اللهم هدئ النفوس جميعا، ووجهها الى ما فيه بناء الحياة والكون عامة.
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#18
04-23-2010, 01:30 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
وهذه حلقة اخرى من موضوع “حوار يحاول ان يكون موضوعيا” لعلها تلقي ضوءا على مفاهيم يفترض ان يجري الحوار حولها للوصول الى المشتركات المفيدة للجميع دائما..
وهي تتبع مباشرة الحلقة ما قبل موضوع أصل الأكراد المنقول -كما هو موضح أعلاه.
………وكما تلاحظ فإن هذه النظرة مؤدلجة بطريقة ذاتية لبلوغ فكرة أن العربية والإسلام شيء واحد، وللتخلص من عدم التطابق بين الدين الأممي، والقومية الخاصة، ابتكروا فكرة أن العروبة مقصود بها حالة فكرية..والسؤال: من الذي يقرر حقيقة يشترك فيها معظم الشعوب المسلمة من غير العرب ..؟!
وفي كتاب التربية القومية الاشتراكية-مرحلة التعليم الأساسي ط2004/2005 مطبوع لأول مرة عام 2002/2003 ومعدل في 2003/2004، فيه (20) درسا.يتناول الدرس الأول والثاني النضال الوطني في سوريا ينهيهما بعبارة: وفد كان لنضال حزب البعث العربي الاشتراكي دورا كبيرا في توعية الجماهير والمطالبة بالاستقلال التام لسورية وإنهاء أي تواجد لفرنسا على أراضيها ،والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لمصلحة الجماهير)) {ولم يقل الكادحة هنا} وفي الدروس الثمانية عشر الأخرى حديث عن حزب البعث نشوءا ودورا في كل ما حدث في سوريا، متناولا بعض الأحداث فيها لتجييرها لمصحة ودور هذا الحزب في كل مفصل.
(أليس أمرا غريبا؟ هل كان يوسف العظمة بعثيا..؟ وهل كان السلطان باشا الأطرش بعثيا..؟ وهل كان أحمد مريود بعثيا..؟ وهل كان إبراهيم هنانو بعثيا..؟ وهل…وهل…؟!
إن اختصار فاعلية الأحزاب والقوى الاجتماعية، والمثقفين…وغيرهم في نتائج دور البعث”العروبي” لهو نوع من الاستخفاف بقيمة العقل البشري عموما، وبعقل الشعب السوري والعربي – بل العالم كله- …!
يفرق الدكتور علي خشيم – الليبي- بين العربية كمفهوم قومي والعروبة كمفهوم ثقافي، مبررا بهذه النظرة الرؤيوية استحقاق العرب تسمية الأمور كما يشاؤون ومن ثم استثمار ذلك قوميا باعتبار العرب هم أصحاب ثقافة الإسلام الممتدة 14 قرنا(ومنتحلا مساهمة المسلمين من غير العرب).
وهي نظرية تكاد تتوازى مع النظرية النازية أو الفاشية العرقيتان والتي رفض العلم نتائج ما ذهبتا إليه..!
.يقول الدكتور عبد الكريم اليافي في كتابه: تمهيد في علم الاجتماع
ومن الأسماء البارزة في التاريخ الإسلامي مثلا(( السلطان صلاح الدين الأيوبي)) الذي لا يزال عربيا في كتب التاريخ الرسمية لبعض البلاد العربية. ومنها أيضا أبو مسلم الخراساني الذي يهجوه الشاعر أبو دلامة بقوله:
أبا مجرم ما غير الله من نعمة على عبده حتى يغيرها العبد
أفي دولة المنصور حاولت غدره ألا إن أهل الغدر آباؤك الكرد
(ورد هذان البيتان في كتاب حياة الحيوان للدميري مطبعة مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية الكبرى بمصر، في مادة الأسد في آخر الصفحة 7 ..وفي الصفحة 8 يرد القول الآتي(سطر 12): “واختلف في نسبه فقيل من العرب، وقيل من العجم وقيل من الأكراد….وكان أبو مسلم مميت دولة بني أمية ومحيي دولة بني العباس..).وفي البيتين دلالة راجحة على أصله الكردي..وبغض النظر عن الحكم على موقفه السياسي. ألا تستخدم عبارات من النوع ذاته تجاه الكرد اليوم..؟ ما المانع أن تكون هذه التهمة مجدولة على هذا الأساس بالنسبة إليه أيضا..؟!
وفي القرنين الماضيين مثل: سليمان الحلبي،العائلة التيمورية المشهورة في مصر ومنها الكتاب، ومحمد كرد علي الذي أسس للمجمع العلمي العربي ، والشعراء الرصافي والزهاوي وأحمد شوقي والمقرئ عبد الباسط، إبراهيم هنانو، حسني الزعيم د.محمد سعيد البوطي ، أحمد كفتا رو مفتي سوريا السابق … وغيرهم وغيرهم… قديما أو حديثا. ولكن هؤلاء جميعا يُقدمون في الثقافة العروبية على أنهم عرب.
(لم نكتب الحواشي الدالة على نسبهم خشية الإطالة، ولأن الموضوع ليس إثبات أصولهم فضلا عن أن أغلب المثقفين المتابعين يعلمون هذه الحقائق..)
(انظر كتابات عروبية رسمية وغير رسمية بهذا الشأن).
………………………..يتبع
[frame=”10 90″]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
ابن الجزيرة
ابن الجزيرة
مســتشــار ثقافي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6820
#19
04-25-2010, 11:11 PM
رد: حوار يحاول أن يكون موضوعيا *
حوار يحاول أن يكون موضوعيا
محمد قاسم(ابن الجزيرة)
كلمة بداية:
فيما سبق، كان الحديث استمرارا للعلاقة بين الإسلام والعرب وكيف أن العروبيون استثمروا هذه العلاقة في نهج مغالط،انعكس سلبا على العلاقات بين الإسلام والشعوب الداخلة فيه؛ باعتباره دينا كونيا لا يفرق بين أمة وأمة،بل يرى أن الأمة هي الأمة الإسلامية بجميع تكويناتها المختلفة قوميا،ثم أشرنا إلى بعض علاقة بين الكورد والإسلام وكيف أن العروبيون تجاهلوا مساهمة غير الغرب والكورد منهم أو انتحلوا هذه المساهمات تحت عنوان العروبة التي فلسفوها بطريقة توفر لهم ادعاءاتهم العروبية هذه. ونستمر في القول:
تتمة البحث:
………إننا لا ننكر وجود بعض الحالات التي ربما انسجمت مع اللغة العربية بدوافع دينية، أو بدافع الإعجاب الشخصي باللغة العربية أو غير ذلك. فهذه حالات طبيعية تحصل بين كل الشعوب. ولكن الاتجاه المهيمن في الثقافة العروبية- وكما حصل لدى الفرس والترك تجاه الكرد- يحاول تزييف الحقائق بتحريفها، أو بإغفالها لتنحرف كما يحصل في المناسبات المختلفة عندما يجري تعريف بعض هؤلاء. ومن المؤسف أن هذا الاتجاه لا يزال مهيمنا، بل لقد استعرت على يد أحزاب قومية عروبية في النصف الثاني من القرن العشرين. وخاصة تلك الأحزاب ذات الإخراج الماركسي إذا جاز التعبير،كالبعثيين والناصريين والقوميين السوريين وبعض الشيوعيين …الخ فسيست الثقافة والتعليم منذ الصف الأول الابتدائي(الطلائع، الشبيبة ، فرض الانتماء إلى الحزبية بربط الدراسة والتوظيف والمناصب …بهذا الانتماء الحزبي… الخ.تصنيف المواطنين إلى درجة أولى ودرجة ثانية عبر تقييمات أساسها الانتماء العروبي، أو الولاء المطلق للنظام الحاكم..!
إضافة إلى النزعة الشوفينية في التعامل مع الكرد على وجه الخصوص-أشرنا إلى ملامح منها سابقا- ونتساءل هنا: إذا كانت النزعة القومية العروبية ترى لنفسها الحق في هذا الأسلوب من الاعتزاز والحقوق بادعاء كل ما هو إسلامي مرغوب لديهم على أنه عربي؛ فكيف تغفل أو تتجاهل استحقاق الآخرين بالشعور بذواتهم كنزوع قومي خلقهم الله عليه، ولا يد لهم في خلقه، ولا قدرة (ولا حق) لهم على إنكاره ؟!.
ولعل من غرائب الأمور أن النزعة العروبية هذه لا تقبل أية موازين في الحكم سوى ميزان واحد هو ((العروبة)) . ولقد شاهدت شاشة التلفزيون في بلد يحكمها نظام عروبي تستضيف مثقفين عربيين كلاهما بمرتبة(دكتوراه)، أحدهما مدرس في جامعة بلده، والأخر من ذات البلد ولكنه مهاجر إلى أوربا(ألمانيا) حيث يرأس اتحاد الكتاب في مقاطعة فيها ؛ دون أن يسأله أحد، لم ترأس اتحاد الكتاب في بلد هو مهاجر إليه، باعتباره أصبح مواطناً في ذلك البلد ؟!. ولكن محاوره يطلب منه أن يبقي ولاءه لعروبته!! وعندما يقول له: لمَ لا أوازن بين بلدي الأصلي الذي تركته منذ 20 عاما، وبين البلد الذي انتمي إلى مواطنيته؟ ! يرد عليه بقول يشكك في حقه في العروبة! .
كنت أتابع الحوار وأنا أتساءل : أهذه هي ذهنية المثقف العربي؟
(من سكن من غير العرب في بلد عربي فعليه أن يذوب في العروبة وثقافتها ومن هاجر من العرب إلى بلاد أخرى فيجب عليه أن يبقى عربياً في ولائه..بل من ضمت أرضه(موطنه) إلى بلد عربي عليه أن ينسى شعوره نحو هذه الأرض(الموطن)!!! ولا يسمح له بالقبول بالتعبير الدارج في الثقافة الغربية وهو :((أمريكي من أصل عربي )) أو (( فرنسي من أصل عربي )) ولا يسمح أيضاً بحرية رأي يخالف ما يراه العروبيون (أحزاباً وأفراداً وحكاماً)!!!!
نزعة استبدادية (غربية) تعيشها الثقافة العربية (والذهنية العروبية).
ومن حسن الحظ أن وعي هذه الحقيقة يزداد (أو يزداد التعبير عنها في الأصح ) في الأوساط الفكرية والثقافية، بفضل الأحداث الدراماتيكية التي حصلت في العالم، بدءاً من سقوط الاتحاد السوفييتي، ومروراً بتحركات أمريكا العسكرية واحتلال العراق، وقبلاً ضربه في حرب الخليج الثانية،وضرب يوغسلافيا وغيرها، ونتائج أحداث 11 سبتمبر (ضرب البرج التجاري الأمريكي)…..الخ
ولا ننس الدور الإيجابي للفضائيات العربية وخاصة ((الجزيرة )) والتي كان لها السبق في اقتحام مخادع المستبدين عبر برامجها ((الاتجاه المعاكس )) و ((بلا حدود)) و (( بين السطور )) وغيرها …وفيما بعد ((العربية)) وغيرهما..ولكن من المؤسف أن نوعا من الارتداد عروبيا حصل في الجزيرة –على الرغم من أننا لا نزال نحترم قدرتها المهنية ودورها النشط.._
ومن حسن الحظ أيضا، أن الكرد كان لهم نصيب من نتائج هذه التحولات؛ سواء في تركيا وشروط انتمائها إلى الوحدة الأوربية ، أو في إيران التي أصبحت هدفاً أمريكياً يتطلب تغييراً يجنبها المواجهة ، أو في العراق الذي عاش الكرد تحت حماية بدأت أمريكية أوربية ولكنها انتهت أمريكية، إلى أن عادوا إلى تبوء مقاعدهم في العراق كمواطنين متميزين- بعد سقوط الصنم – أو في سورية والتي اضطرت للإعلان عن انفتاح وإصلاح ، وإن لم تتوفر – بعد – معطيات تحقيقها؛ بسبب الذهنية السائدة، والتي اعترف الرئيس السوري نفسه بها في مقابلة صحفية. بتأثير من أحداث 12 آذار 2004(انتفاضة القامشلي)
[frame=”10 90”]ليس في حياة الأفراد ولا في حياة الشعوب خطأ لا يمكن اصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحو جميع الأخطاء
…………………
المهاتما غاندي[/frame]
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
منقول عن منتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
http://www.airssforum.net/forum/%D9%88%D8%A7%D8%AD%D9%80%D9%80%D9%80%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D9%80%D9%80%D9%80%D8%B1%D8%A7%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D9%80%D8%A8%D9%80%D9%80%D9%80%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%80%D9%80%D9%80%D8%A9-aa/%D8%B5%D9%80%D9%81%D9%80%D8%AD%D9%80%D9%80%D9%80%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%80%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%80%D8%AA%D9%80%D9%80%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%80%D9%80%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%83%D9%80%D9%80%D8%B1%D8%AF%D9%8A/75155-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A7
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
ملاحظة: يحتاج الموضوع الى تنسيق ومعالجة اخطاء محتملة …سنحاول فعل ذلك لاحقا.