ماذا يريد العرب..؟
ابن الجزيرة
يبدو أن العرب(الذهنية العربية أو العروبية) لا يعجبهم العجب ولا حتى الصيام في رجب- كما يقال- فالحالة الأيديولوجية التي تسم طبيعة تكوين ذهنيتهم ، واللغة ذات الطابع الأدبي يسهلان عليهم أن يرفضوا ما يشاؤون، وأن يقبلوا ما يشاؤون دون مراعاة للواقع، وانسياقا مع ذهنيتهم المؤدلجة بمستويات مختلفة– وإن كان القبول لديهم أمر صعب المنال- والسبب بسيط وبسيط جدا وهو أنهم لا يعرفون ما ذا يريدون..!
عبر عن هذا المعنى أحد الأذكياء بالقول: حالة العرب أشبه بحالة تلك التي تضع الخزام في أنفها وعندما تأكل تضطر أن تزيح بيد.. هذا الخزام(تشغل يدها)، وباليد الأخرى تتناول الطعام..
بمعنى أن العرب يخلقون لأنفسهم ظروفا تتحول إلى متاعب في حياتهم باستمرار..لأنهم لا يعتمدون على تحليل واقعي للأمور،بل ينساقون مع أهوائهم..
ولعل رئيس الوزراء الماليزي السابق ( مهاتير محمد) وأحيانا يسميه البعض محاضر محمد- كان يعني العرب بقول- معناه- من الضروري أن لا ننساق مع الانفعالات، فإن ذلك يشوش القدرة لدينا على التفكير.. ومن ثم نتخذ قرارات نندم عليها فيما بعد..قال هذا ردا على سؤال طرحه عليه أحد المذيعين بناء على حديث معه يوم الثلاثاء 7/10/2006 مع قناة عين(art) الفضائية.
فمثلا بتكثيف أقوالهم (مفكريهم ومحلليهم سياسييهم ..الخ) عن محاكمة صدام لا نجد ما يخرج عن هذا المعنى:
المحكمة سياسية..
المحاكمة غير شرعية..
ليس الآن، الوقت المناسب للمحاكمة..
لماذا لم يتأجل شهرا أو أكثر..
ليس الآن توقيت مناسب للفدرالية..
ليس الآن توقيت مناسب لل…
لماذا على هذا الشكل وليس شكلا آخر وهكذا..
ولقد كان طرفة عندما سأل صدام : من عينك قاضيا فقال:أنت.
وحلل أحد الكتاب العراقيين في بيروت..هذا القاضي كان شرعيا في أحكامه في عهد صدام.. ولكن أحكامه أصبحت غير شرعية في غير عهده..!
ثم من من الحكومات العربية تحمل شرعية ديمقراطية ودستورية(الجمهورية منها والملكية..) إنها جميعا حكومات الأمر الواقع.. والانقلابات.. والثورات.. وغير ها من التسميات الأيديولوجية التي جدلها أصحابها ليتوافق مع مقاصدهم المصلحية المختلفة..
فلم تجاهل هذه الحقيقة.. لتصبح الأمور فقط في العراق مخالفا لكل شيء..؟
وهل العراق هو الدولة الوحيدة التي تجري انتخاباتها تحت الاحتلال..؟
إن تاريخ البلاد العربية كلها مملوء بهذه الحالة.. وحاضرا بعض البلدان موجود بهذا الوصف (فلسطين حاضرا وألمانيا ماضيا… الخ)
ثم هل الانتخابات التي تجري في ظل الحكومات الحالية هي انتخابات شرعية ونزيهة..؟!
يا لغرابة التفكير العاطفي الذي لا يحلل الأمور واقعيا بل يحكم بها نفسيا.وهذه – للأسف-حالة التفكير عند العرب بشهادة بعض مثقفي العرب أنفسهم.ولسنا بحاجة لإيراد أمثلة فالفضائيات مليئة بهذه الشهادات ..حتى من أولئك الذين ينساقون مع أنفسهم ، عندما يكونون في لحظة هدوء.. أو في لحظة يحتاجون فيها إلى مثل هذه المواقف…!.
فالتبديل في الحكم سهل عند الذين لا ينضبطون بحكم الواقع.
الأفضل إذن البحث بموضوعية عن الطرق والوسائل التي تسهل التخلص من القوات في العراق، بدلا من هذا الفوران الانفعالي والذي لا يسمن ولا يغني من جوع…!
من الخير إعادة النظر في أسلوب التفكير، وقواعده، والأسس التي يجري على وفقها التفكير (لنقل الأيدولوجيا تجاوزا).
من الخير أن يفهم الإنسان طبيعة الحياة استنادا إلى العقل ومكوناته الواقعية…لا استنادا إلى فهمه الذاتي الذي قد لا يكون كافيا لسبب ما، كالنقص في مستوى الوعي، وفي غلبة البعد العاطفي(النفسي)..المبني على الحلم والتخيل والتمني والرغبة..الخ.
في يوم الخميس 28/12/2006 استضافت قناة المستقلة – التي حاولت ان تكون مستقلة ويبدو أنها تتراجع يوما بعد يوم تحت تأثير هذه الذهنية أيضا..- استضافت الكاتب هارون محمد (العراقي المقيم بلندن) والذي روح الحنين إلى مخالفة الجديد متأصلة فيه –على ما يبدو- فهو يزعم انه ضد صدام ولكنه أيضا ضد النظام الجديد وربما هو من المنتمين إلى ما يسمى المقاومة ..مجموعة خصائص غير منسجمة في تكوين نفسيته او تركيبة ذاته النفسية، فهو لذا لم يناقش – لمرة واحدة بصوت هادئ- بل هو دوما متوتر نفسيا.أثناء حوارياته- إذا جاز تسميتها بذلك- وهو يمثل نموذجا حيا للذهنية العربية(او العروبية ) التي لا تعرف ما ذا تريد فقط هي تعرف كيف تشتم وكيف تشكك بمصداقية الآخرين أفرادا جماعات أمما وأحزابا..الخ. نزعة التشكيك – على المستوى النفسي-هي الغالبة في حياة هؤلاء عادة. فبقدر ما هم تائهين عن ما يريدون فهم مقتدرين على الإساءة إلى الآخرين شتما وتصنيفا منحرفا وتشكيكا …الخ. لو سألنا أي مختص بعلم النفس حول هذه الظاهرة يكون جوابه سريعا إنها حالة إسقاط – ما يعيشونه داخليا – على الآخرين، وهي ظاهرة نفسية تسمى بالآليات النفسية الدفاعية اللازمة لإيجاد حالة توازن نفسي وإن كان ذلك باللجوء إلى هذه الآلية غير الناضجة.
……………………………………………………………………………………………………………………………..
……………………………………………………………………………………………………………………………..
لعبة المصالح
ومناخ تنميتها
محمد قاسم
على الرغم من أن انبثاق الأفكار القومية أو الوطنية هو استجابة للروح التي تعتلج في ذوات الناس طبيعيا، ويمكن أن تتبلور طبيعيا أيضا بتأثيرات مختلفة، محرضة ومحفزة. إلا أن هذا الشعور نفسه يمكن أن يكون وسيلة يحاول بعضهم الوصول عبرها إلى غايات خاصة به (مصلحة).
وقد يكون هؤلاء البعض من الداخل ذاته، من داخل القومية والوطنية.
وقد يكونون من الخارج، من خارج القومية والوطنية.
هذه هي لعبة المصالح، والتي هي أصيلة في النفس البشرية. وهي قد تكون مشروعة أحيانا، وقد لا تكون كذلك أحيانا أخرى.
هنا تبرز المعايير كقيم مرجّحة للمفاهيم والقناعات.
ويفترض أن تكون هذه المعايير مشتركة في أساسياتها – على الأقل-بين الغالبية.
هذا الاشتراك قد يكون ناتج حدس، وقد يكون حصيلة بحث، بأدوات -هي قاسم مشترك بين الغالبية – قناعة وقبولا بها. وبالتأكيد، استنادا إلى ضوابط موضوعية –منطقية-لأن العقل مشترك بين الجميع في الحالة السوية لنمو الشخصية. لذا يقول أحد الفلاسفة:
“على صعيد العقل يلتقي البشر”. ولكن هل العقل واحد لدى الجميع في كل الحالات…؟
بالطبع، لا.
فالعقل بحسب علي بن أبي طالب، وبحسب استنتاجات فلاسفة آخرين نوعان:
عقل مطبوع وعقل مسموع، وكلاهما متكاملان طبعا.
فالعقل المطبوع هو: العقل الذي يكون منذ الولادة بين الجميع
والعقل المسموع هو: الإضافة التي استطاع العقل المطبوع أن يحققها عبر اكتساب الخبرة، والتجربة، والتخزين النظري للمعارف والعلوم…وفي تكامل من نوع ما.
من هذا الاعتبار ننطلق، في اعتبار المتعلمين أكثر وعيا من الأميين، والمثقفين أكثر وعيا من غيرهم… وكلمة الوعي –هنا-تعني الفهم ألأفضل للتصرف وفق مستوى هذا الوعي –ومواهب أخرى-في مختلف المواقف.
إذا –وكما سبق القول-الأغراض –نسميها مصالح عادة-في مختلف فعاليات البشر، مختلفة. منها المادية، ومنها المعنوية.
وقد تكون مشروعة، أو غير مشروعة-بحسب معايير المجتمع وقيمه. وقد تكون كبيرة، أو صغيرة…الخ.
والمصالح –بشكل عام –تلهم أصحابها بفعالية أنشطة مختلفة يقومون بها عادة. لأن دافعا قويا يحركهم دوما.
وما لم تضبط ضوابط أخلاقية –تربوية، أو ضوابط قانونية حركتهم، وتذكرهم بالنتائج المحتملة (وهي العقوبة –بحسب المخالفة.) فإنهم يشكلون الخطورة على الحالة الاجتماعية عامة –في مستواها الاجتماعي العادي-وفي مستواها الاجتماعي سياسيا وهي إدارة شؤون الناس –كيفما كانت..ومهما اتسع نطاقها..وتعقّد.مع ما يختزنون من محفزات قد تكون مفيدة للفعالية الاجتماعية في بعض حالاتها.
لذا فإننا لا ينبغي ان نتقبل الأفكار دون تمحيص –أيا كانت –دينية أم قومية أم وطنية أم حزبية أم غير ذلك…
لأننا عندما نقبل بفكرة ما، نصبح متأثرين بها مشاعريا-انفعاليا- وفي هذه المساحة-مساحة انفعالنا –يكمن الخطر في تسلل الفكرة إلى أعماقنا، ومن ثم إدارتها من الداخل باستهواء؛ حققته هذه المشاعرية تجاه الفكرة.
وهذا ما يفعله-بالضبط-السياسيون –حكاما أو مسؤولي أحزاب أو غير ذلك..
من داخل البلاد أو من خارجها.ومن هذه الأفكار المؤثرة، أفكار القومية والوطنية..
فإن أغلب المتنفذين في الأحزاب، والعاملين في السياسة عموما- إنما يستثمرون الأثر النفسي –الرمزي- في النفوس،لمفاهيم كالقومية والوطنية وغيرها.فيقومون بالتلاعب
بمشاعر الناس، وتجنيدهم في مشروعاتهم التي ربما لا تكون في مصلحة الجميع –قوميا ووطنيا..دائما،وبالضرورة..
ومن المؤسف أن هذه النزعة مهيمنة في ثقافة الشرقيين عموما –وفي ثقافة العرب خصوصا..وطبعا في ثقافة المكوّنات التي تعيش بينها –بغض النظر عن الدخول في تفصيلات ذلك. مما يشعّب اتجاه البحث وقد يضلل أيضا بعدم القدرة على تمييزها عن بعضها في مفاصلها.الأساسية في مقالة قصيرة وسريعة..
إلا من رحم ربك.
m.qibnjezire@hotmail.com
……………………………………..
ملاحظة :
هذه المادة وغيرها ، المنقولة الى الموقع تحتاج اعادة نظر في كل ما له صلة .يرجى أخذ العلم.