حول المنتديات
على الرغم من عدم رضاي بجدية المناقشة بشكل عام في المنتديات-والأسباب عديدة منها طبيعة الأشخاص،ومنها جو المنتدى العام ممثلا بإداراتها بالدرجة الأولى،ومنها الخشية من التعبير عن حقيقة القناعات لأسباب ذات طبيعة امنية،ومنها تكوين الأشخاص في ثقافته ومنها الحالة النفسية..الخ. لكنها-مع ذلك- تبقى المساحة الأكثر إتاحة لتبادل الأفكار حول قضايا مختلفة..
وقد تكوّن لدي انطباع-ولا أقول وقعت على نتائج- بان المسار في المنتديات يبدو –أحيانا –غير واضح..لجهة العلاقات وتبادل الأفكار في صيغها المختلفة ومنها النقدية..
ويمكنني أن أصنف-بنوع من العجالة؛ العلاقات في المنتديات- وفق انطباعي عنها- كما يلي بشكل عام.
1- علاقات سابقة على الانتساب الى المنتديات بين بعض الأعضاء..ربما شخصية ربما انتماء قبلي واحد، ربما انتماء فكري واحد، ربما انتماء عرقي واحد..مذهبي واحد..الخ. وهذه العلاقات تبقى مؤثرة في التفاعل ضمن المنتدى فيحصل ما يشبه التعاطف -أو التكتل أيضا، أحيانا-
وتبقى هذه العلاقة هي المهيمنة في أسلوب التفاعل مع موضوعات وأطروحات المنتديات …
لذا إذا تتبعنا فعاليات هؤلاء سنجدها –غالبا- في تلك ألأطروحات التي يطرحها أعضاء هذا التجمع، أو العلاقة-أو سمها ماشئت..- ربما انسياقا مع العاطفة..ربما بدافع الشعور بالدعم والتميّز وتبادل الدعم..الخ.
2- علاقات ذات طابع نفسي..مختلف المستوى والمدى والجدية والاستمرار…يكون طرفا العلاقة فيها –في الأغلب- جنسان مختلفان-أنثى وذكر-..وربما في بعض حالاتها ترقى الى مشاعر تستمر خارج المنتديات..وفي مستويات مختلفة أيضا.. ربما حبا، ربما استلطافا، ربما إعجابا..ربما..الخ.
3- علاقات تتكون داخل المنتديات بين أناس لهم مشتركات.. ربما فكرية، ربما سياسية، ربما تبادل الفائدة مباشرة أو غير مباشر-مهما كانت-..وتشمل هذه العلاقة –من بين من تشمل؛ الناس من الجنسين أيضا..وان كان هناك –دوما- نوع من التحفظ بين الجنسين لناحية اتساع المساحة(العلاقة ألأفقية)
4- وهناك ربما علاقات ثانوية تنشا هنا أو هناك..وتختلف في طبيعتها بحسب تكوين أطرافها..وطبيعة الحرية المتاحة في المنتديات ذاتها..فبعضها شديد التحفظ كالمنتديات الإسلامية ،أو ذات اطر تحدد حركة الفكر والتعبير لدى الأعضاء بشكل ما.كالمنتديات الأيديولوجية عموما..وبعضها ذات مساحة طيبة من حرية الحوار والطرح وتبادل الأفكار كما في منتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية..مثلا..
أما المستوى الأول من العلاقات –السابقة على الانتساب الى المنتديات- فإنه غالبا ما-، يزداد تماسكا حتى يبلغ درجة تكتل مؤثر على طبيعة مسار المنتديات.. لجهة طرح أفكار بعينها ،وأسلوب متقارب في التفاعل، متأثر بالشعور بهذا التكتل، وقد يدفع ذلك-في بعض الحالات –الى مواقف ذات طبيعة سياسية ..بمعنى ما، سواء في تبني مواقف تجاه حدث ما..أو في العلاقة مع المختلفين بطريقة أو أخرى..
وعادة يغلب في هذه العلاقات لغة مودة مشاعرية ذات خصوصية بين أعضائها، وربما سرت نبرتها – في بعض منه – الى لغة الكتابة مع الغير .لكن غالبا ما يكون هناك ما ينسجم مع اتجاه هذه الكتلة-إذا جازت التسمية- وبحسب طبيعة ومستوى ثقافة هؤلاء؛ تكون طبيعة اللغة السائدة في التعليقات والحوارات والأطروحات..الخ.
وأما المستوى الثاني من العلاقات – يكثر فيها حضور فاعلية الجنسين- وتكون ذات أرضية-أو خلفية – نفسية قد تكون بدائية، وقد تتطور بتدرج حتى بلوغ المشاعر بعمق،ومن ثم قد تمتد الى خارج المنتديات..
يبدو لي أن هذا المستوى يغلب فيه الميل الى الأدب.والمرور عبره الى التنفيس عن بعض المكبوتات، وبناء جسور بمعنى ما لعلاقات قد تنشأ على أساس الميول والمشاعر والرغبات..وتسود لغة التعبير هنا –غالبا- نبرة عاطفية في مستوى ما..قد تكون مباشرة أحيانا أو مواربة أحيانا أخرى.. أو لهجة رقيقة على الأقل.
وفي كل الأحوال تحاول إخفاء الشخصنة ..سواء أنجحت أم تنجح..!
ربما كان المستوى الثالث هو الأكثر قربا من الصيغة الأصح والأسلم والتي تحقق أهدافا أفضل لجهة السعي الى غزارة المعلومات المعروضة، وإتباع نهج مدروس في الأطروحات،والتأثر بروح التنافس الإيجابي، ..الخ.
برأيي كلما زادت مساحة المستوى الثالث هذا فسيكون من العوامل المفيدة في حيوية وجدية وفائدة المنتديات..لأنها المساحة الأكثر شعورا بالمسؤولية تربويا ..والأكثر توجها لغاية واضحة في الذهن..وأهمها تكوين ثقافة بالتشارك مع الغير تؤدي الى بيئة صحيحة للتفكير ما أمكن..ومن ثم الخلوص الى فهم، وقدرة على صياغة مواقف بناء على معطيات مفهومة..
والمستوى الرابع هو تعبير عن حالات خاصة قليلة ..وليست بذات بال –عمليا إلا في حالة تميز وإبداع استثنائي..
لا ادري إذا كنت وفقت الى تشخيص ملائم أم لا ..لكني أعتقد أن هذا الجهد يطرح موضوعا يمكن التفاعل معه وإغناءه..بالتشارك-وهي مهمة أساسية للمنتديات –كما أفهم.
بقي أن أشير الى فكرة هي التي اوحت لي بكتابة هذا المقال..وهي:لغة التعليقات والردود..!
أحيانا أشعر بأن البعد الشخصي أكثر حضورا في بعض التعليقات والردود من البعد الموضوعي-العام- و المفترض..فمثلا..عندما أتناول موضوعا –ولأختر أكثرها حساسية- نص شعري –نثرا أم نظما- يتصل بمضمون غزلي-والغزل حالة مشتركة بين أنثى وذكر-..
في حالات كثيرة أقرأ عبارات تدل وكأن الشاعر -أو الشاعرة – يقصد شخصا معينا ،ويتم إسقاط ما،على بعض الشخصيات في المنتدى ذاته.. أو يأتي الخطاب في التعليق أو الرد على النص وكأنه يخاطب الشاعر في هذا الإطار..مع علم الجميع ان الكلمات قد لا تعني أي أحد بذاته-بذاتها- فطبيعة الإبداع هي كذلك.تجمع بين الخص والعام..
صحيح،إن الشاعر والأديب عموما –بل وكل الفعاليات الأخرى..يستلهم فكرة النص من أمر ما ..فكرة..حالة..حركة..معنى..إحساس..تفاعل نفسي في مستوى ما مع الجنس المختلف عبر الشكل أو الصوت أو التعبيرات المختلفة…لكن دور هذا الاستلهام يتوقف أو يندمج مع مسار وفاعلية الحركة الابداعية،عندما يبدأ الكاتب –الشاعر..الأديب- بصياغة النص..إذ تتداخل الأفكار واستدعاء الذكريات..ونتائج فاعلية التخيل والذهن في اللحظة ..الخ.وكلها تصب في اتجاه إنتاج أدبي..جميل ومبدع..
فهل يعتبر الأسلوب المباشر في التعليقات والردود صحيحا؟
وهل ينبغي أن يؤخذ بجد ما يرد فيها من العبارات المجاملة والموحية..أم أنها ليست سوى حركات تفتح العلاقة بروح المودة بين المتفاعلين..فيها.؟
ولا ننسى الأثر السلبي أيضا..حيث تلعب المخيلة لدى البعض بطريقة غير صحيحة فتنسج أفكارا وتصورات ليس لها من الواقعية حظ.
اعتقد أنه موضوع خصب للتفاعل معه..وآمل أن تغلب الجدية ..ولا بأس بالأسلوب المرح مادام يحمل مضمونا جادا..هنا.
………………………………………………………………………………………………………………………………………
………………………………………………………………………………………………………………………………………
مقابلات
في لقاءات مع مثقفين يسعى الإعلاميون –المتحزبون- ولا أقول السياسيون- فللسياسة مفهوم يعني الإدارة المبدعة لقضايا الأمة عموما، وتتجلى المقدرة الإبداعية هذه في :
1- نضج الشخصية والروح القيادية فيها،ويتجلى هذا في سلوكيات تبدأ منذ الطفولة تنمو وتكبر …ويفترض ان الذي يتجه نحو ممارسة النشاط السياسي-لاسيما في ظروف النضال- يستمر في بناء ذاته السياسية.
2- الإيمان بالقضية التي يتبناها، ويتجلى ذلك في التوافق بين الأطروحات والشعارات والممارسات…
3- التلاحم مع الجماهير -الشعب على الأصح- لأن الجماهير صيغت ككلمة توظف أيديولوجيا،وعلى الرغم من ان الشعب كمفهوم يوظف بنفس الطريقة لكن مفهوم الشعب له دلالة اكثر وضوحا في أذهان الناس… والأهم هنا هو ان يكون هذا التلاحم مبنيا على تفاعل حر وديمقراطي…وهو ما لا يتوفر في الممارسة التي تتبعها غالبية-ان لم نقل كل الأحزاب –الكوردية في سوريا وربما في غيرها أيضا.
4- مصداقية الموقع والقيادة والممارسة عموما….
بطبيعة الحال هذه هو التصور لما ينبغي ان يكون عليه السياسي ،خاصة الذي يتولى قيادة النضال من اجل حقوق مغتصبة كما هو حال الكورد، ويختلف هذا عن ممارسة السياسة كرؤية في إدارة مجتمع متحرر ويعيش ضمن دولة.وان كانت المواصفات المذكورة تبقى لازمة للسياسي في كلتا الحالتين ولاسيما في الحالة النضالية.
ما يجري في الواقع يخالف الكثير منها وتتحول الممارسة السياسية لدى الكثيرين الى مجرد طريق للوصول مواقع مصلحية بتصورات خاصة تصب في المصلحة الأنانية.لأن المصلحة المترافقة بنسبتها المفترضة مع المصلحة العامة هي مصلحة مشروعة ولا نرى فيها سلبا.
دعاني لهذه الكتابة ملاحظتي ان المذيعين في تلفزيونات مختلفة ومنها الكوردية والكوردية الأيديولوجية خاصة… يمارسون لعبة الديمقراطية بطريقة أيديولوجية –وأحيانا لا أخلاقية- لدفع الذين يجرون معهم مقابلات من مثقفين وأدباء وشعراء ..الخ.
قد يكون هذا السلوك مبررا في منظور سياسي وإعلامي للجهة التي تملك الوسيلة الإعلامية –وفي الحالة الكوردي كلها مملوكة لأحزاب- لكن السؤال:
كيف يرضى هؤلاء الذين تجري المقابلات معهم ان يصطادوا بهذه السهولة؟ ويستسلموا لهذا التأثير.؟
والسؤال الآخر: كيف يتقبل المجتمع والقوى الفاعلة فيه –الطبقات والشرائح والفئات الواعية….الخ. مثل هذا السلوك حتى ان كان بعضهم له صلة ما بهذه الجهة الحزبية او الإعلامية كتأييد او ما يشبه.
فالسلوك غير الديمقراطي عندما يصبح ثقافة اجتماعية يصبح خطرا على تحرر الشعوب ونموها الطبيعي المفترض.
بالطبع السياسيون يسعون دائما لما فيه مصلحتهم لكن السياسيين بالمفهوم الأكاديمي يعون العلاقة الوثيقة بين مصلحتهم وتحقيقها ومصلحة المجتمع وأهمية قبوله لخططهم وهذا ما لا يهتم به المتسيسون ومنهم السياسيون الكورد –المتحزبون.
المؤسف ان الجميع يرون في الشعب مجرد رعايا يقادون بلا تفكير او تردد.
……………………………………………………………………………………………………………..
في قناة اقرأ :
هناك برنامج يستعرض تمثيليات متسلسلة عن علماء تحت عنوان دعاة الحق وربما عناوين أخرى..
المهم أحيانا أتابع بعض هذه التمثيليات وهي تحاول ان تقدم صورة لبعض الدعاة –أو المناضلين –من اجل الحق ..وهم يمثلون الوجه الثقافي للأمة في كل مرحلة من مراحل تاريخ الإسلام الذي تناوب فيه الكثيرون على السلطة من قوميات شتى. غيره ..
والأمر الذي لفت انتباهي ان السلطان –أيا كان خليفة أو سلطانا أو أميرا …الخ. يجلس على عرش عال..فيما أعوانه من وزراء وزوار وندماء..يجلسون في موقع منخفض فيشعر السلطان بمهابته من خلال مهابة عرشه، وتتكون لديه سيكولوجية العلو والتعالي على الآخرين فهو مصدر القرار..ولأن العرش شديد الجاذبية لما يكمن في الجلوس عليه من ميّزات لا تنتهي قياسا الى أبناء الشعب..لذا فقد كان الشك دوما يرافق السلطان لأن عيونا ستتطلع إليه. فلا بد إذا من قوى تحيطه به ممن يحسنون الدسائس ويقتلون الناس بدم بارد، ويلفقون بكل يسر أية تهمة لأي شخص يحوم حوله شك حتى لو لم يكن موضع شك حقيقة أو انه لا يهتم أصلا بالعرش والسلطان خاصة العلماء والمثقفون الكبار.. اللهم إلا إذا جاء إليهم السلطان على قدميه يستجديهم وحتى في هذه الحالة قد لا يفعل البعض منهم.
لماذا هذه السيكولوجية المتحفزة الى السلطان دائما دون استحقاق أو أهلية ودون اعتبار لما يدعه السلطان من آثار قد تكون كارثية على طلابه وعلى شعوبهم كما حاصل في معظم المجتمعات المتخلفة وعلى رأسها المجتمعات العربية..
………………………………………………………………………………………………………
يوم السبت 22/12/2007
في قناة الحرية .زكان ثمة برنامج حوالي العاشرة صباحا..كان مذيعتان إحداهن كردية والأخرى عربية وربما مذيع ايضا..وكانت المذيعتان يستقبلن المكالمات ومنها ما كان باللغة الكردية ومنها ما كان باللغة العربية..
ولقد مر بخاطري فكرة ..أو تساؤل..
ترى لو كان شيئا من هذا موجودا في الإذاعة السورية مثلا ..ما هو وجه الأذى ..أو الإساءة فيها…؟!
…………………………………………………………………………………………………………………
قناة المنار
لم أحسن سماع كل الكلام
ولكني سمعت العبارة التالية ((…وليد جنبلاط من أصل كردي لذا فهو عنيد..)) هذا ما قاله مذيع قناة المنار اللبنانية .. وتكرر الحديث مساء هذا اليوم في برنامج عن الصحافة في القناة نفسها(الأربعاء 29/11/2006) عبر إحدى الصحف ولم ألتقط اسمها- للأسف- بل وقد ربط بين اسمه وبين اسم السيد جلال طالباني(رئيس العراق الحالي) وهذا يدل على اصرار من هذه القناة ومديريها على التقصد بالإساءة للكرد عبر هذا التوصيف(في إطار تهكمي ربما او حتى بشكل مباشر).
وبطبيعة الحال، ليس لي- ولا لغيري – علاقة بما هو داخلي فيما بينهم كلبنانيين..وإن كان لي- ولغيري- الحق في إبداء رأي بالأحداث- وفق منطق يفترض أن يكون منطقيا ما أمكن- وإبداء الرأي في بعض مجريات العمل السياسي والعسكري أيضا..ولكني احتفظ بذلك لنفسي في هذه المرحلة – على الأقل-
ما أعتقد أن لي به علاقة هو، إقحام الكرد بهذه الطريقة في هذا المقام..هذه الطريقة المستفزة للمشاعر، وغير الضرورية في هذا المقام..
السيد وليد جنبلاط هو كردي الأصل- بلا شك- مثلما هو حال كثير من الشخصيات التي خدمت ولا تزال تخدم الإسلام، والثقافة العربية من خلالها باعتبار أن عناصر عربية تتقاطع- بل وهي حاملة أحيانا- مع مفاهيم الإسلام- ما دامت قناة المنار تتخذ مظهرا إسلاميا- وما علينا إلا أن نذكرها بأن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه: (ولا تنابزوا بالألقاب باسم الاسم الفسوق بعد الإيمان).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم،( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء.)
وقال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه لا يحقره ….
وقال: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وأرضه..الخ
في هذه الآيات والأحاديث وغيرها جميعا إشارات إلى الالتزام بأسلوب الأدب الإسلامي في الإشارة إلى الناس جميعا، وإلى المسلمين من باب أولى.. أم أن قناة المنار أعطت لنفسها الحق أن تتجاوز ما قاله الله وما قاله الرسول..؟! بل وتزعم أنها تمثل الله والرسول فتنثر ما تشاء من الأوصاف والألقاب على الآخرين ..!
ألم تفعل ذلك قبلا على لسان ممثلها الأعلى السيد حسن نصر الله في نعته الأكراد بما نعت ..؟
نريد لهؤلاء ولغيرهم أن لا يغرقوا في الانزلاق إلى استخدام غطاء إسلامي لمصالح سياسية أو أهواء شخصية..!- وهي عادة عروبية منذ زمن بعيد على كل حال- فمنذ قميص عثمان تتفاعل الفكرة في الذهنية العروبية مما جعلهم في موقع لا يحسدون عليه دائما ،ولعل أهم نتائجه الإساءة إلى فهم حقيقة الدين الإسلامي ، والتي جعلوها تابعة لفكر (قوموي) وأباحوا لأنفسهم تفسيرات كما تشاء أيديولوجيتهم (القوموية) والتي يكمن الجانب الأخطر فيها باستغلال الدين لمصلحتها – وللأسف-
كنا نتمنى على الجميع وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله – الذي يحال تجسيد الإسلام بثيابه وعمامته وأحاديثه ولاسيما قوله” النصر الإلهي ” ونحن فخورون – كمسلمين- بنصره هذا، وإن كنا لا نرى فيه مقدار ما يرى هو ، وله الحق على كل حال فيما يرى .
لست سياسيا فأخاطب بلغة سياسية ، إنما أرى نفسي مهتما بقضايا الثقافة وأعالج المر من هذه الزاوية، وليس للسياسة فيها إلا القدر الطبيعي منها باعتبار السياسة جزءا من الثقافة – في حصيلة الأمر- وباعتبارها صيغة عليا من نشاط المجتمع..
بهذا المعنى أقول ليتذكر أصحاب أو مديروا قناة المنار، بأن الله خلق الشعوب والكائنات عموما..وهو الذي أوجدهم في ظروف يتفاعلون فيها مع طبيعة عناصر هذه الظروف، ومن ثم يكتسبون المثير من الخصائص الاجتماعية والفردية والسيكولوجية عموما، فإن شاء هؤلاء ان يعيبوا على الله خلقه فقد أساؤوا، وإن كانوا يعيبون على الآخرين ثقافة تكونت في ظلال حكم هؤلاء العروبيين تحت مسميات مذهبية مختلفة، أو صيغ سياسية مختلفة.. فليعيبوا على أنفسهم سوء إدارتهم لشعوب آمنت بالله وبدينه
رجاء مصير مأمون في آخر ته، بل وليعيبوا على أنفسهم بأنهم حملوا الأمانة ولكنهم لم يحسنوا حميتها..
إن الإسلام بفضل هذه الإدارة المختلة يكاد يكون في قفص الاتهام،ولا يوجد محامون ذوي كفاءة منهم يدافعون عنه سوى بالمزيد من الاختلال في الأداء…يدفعهم إليه أسلوب قديم جديد هو الحماسة والانفعال-دوما- سواء في ظروف القوة او ظروف الضعف، وهو روح الثأر المستكن في نفوس لا تعرف ان تتغير وتساير الظروف وتتسامح كما هو أساس الإسلام..! ويحضرني في هذا المقام حكاية قرأتها ولكني للا أتذكد المصدر الآن- للأسف- وهي أن حيين من قريش تقاتلا،فجاء أحد حكمائها قائلا ألا تحتكموا إلى ما هو اكبر من الحق..؟ فبهت القوم وقالوا: وما هو الشيئ الذي هو اكبر من الحق..؟ فقال: العفو.
وإني لأعجب من ثقافة مميزة إسلامية أساسها العدل والتسامح((وأن تعفوا هو أقرب للتقوى)) ولكن الثقافة اليومية للعروبيين- ومهما تستروا بالدين- هي التعالي والمكابرة والإساءة للغير ثقافيا..؟ والله سبحانه وتعالى يغفر كل شيئ سوى الشرك به، ولذلك واضحة لأن الشرك كبر ولا يرضى الله الكبر من بشر حقير ينازعه فيه..!
صف خصمك بما تشاء سياسيا،فأنت المسؤول الول والخير عن سلوكك ومواقفك، ولكن لا تتجاوز حقك فتسيئ لأمة بكاملها، بدافع الحقد الشخصي على رجل هو كردي الأصل ولكنه انخرط في طائفة منذ عقود ربما تتجاوز القرن أو اكثر ولم يبق من كونه كرديا سوى مشاعر بسيطة هي مشاعر الانتماء وقد كادت شعوب العالم أن تتجاوزها لصالح الوطنية إلا العروبون- بل العرب – الذي يأبون إلا يضفوا صفة العروبة على البيوت والحيوانات والمبادئ ..حتى التحية(تحية عربية..) وإنني لآعجب من كرد مسلمين يصرون على تحية الاسلام(السلام عليكم) بينما العروبيون يستبدلونه بتحية عروبية..!
سيكولوجية لم تثمر سوى اخطاء فلم الاصرار على وجودها وإحيائها..؟
ألم يضع الصحابي ( ) رأسه تحت قدم العبد عندما قال له الرسول إنك امرؤ فيك جاهلية..بعد إذ عير هذا الصحابي بقوله :ياابنة السوداء..؟!
لا أريد أن أطيل فكما قال احد القساوسة لسارق أحضروه بين يديه منتظرين العقوبة التي يوقعها به:
أنت سارق..أنت سارق.. أنت سارق ثلاثا ثم أفرج عنه..! فقيل له : أفرجت عنه وهو سارق..؟ فقال: إذا استوعب فهذا كاف ليعود عن سلوكه المشين، وإن لم يستوعب فما جدوى عقوبة منتهية على كل حال في لحظة ما ..؟!
………………………………………………………………………………….
ملاحظة :
هذه المادة وغيرها ، المنقولة الى الموقع بحاجة الى اعادة النظر نرجو اخذ العلم.