الخميس 11-2-2016
الكاتب مرآة ، والقارئ تجلٍّ فيها، يجدد نتاجه ألوانا بأصداء قراءاته المثمرة.
كالنبع يتدفق ما لم تسد بوابته، ففي رحاب الالهام تتدفق ينابيع التعبير.
وما بين الظل والظل اختلاف…-وما بين المحطة والمحطة أشياء-بل ما بين روح وروح خفق وهمس ودفء يختلف…-ما بين الصوت والصوت نبرات والحان-ما بين الاديم والأديم تختلف الملامح-حتى التعابير عنها، لها تجل مختلف. وايحاءات لها انعكاسات تختلف. فلتتزين المرآة بإشراقات أرواح عامرة بأحلى ما فيها. خطوا وتثن، نبضا، وعزفا ودلالا وتغن… جميعا مداد يرسم الانعكاسات ألوانا وفوحا وانتعاشا.
سأنتظر وانا استعيد ما جادت به اعماق حذرة من طلائع مشاعر تجدل النبضات رسولا.
سأطير كعصفور يجتاز الفضاء، وأحط في رحاب ربيع، فيه اخضرار قلب، وخفق روح ونبضات تزين ايقاع الهمسات. فتحلو الجلسة ما بين اديم وانفاس وايقاع في سيمفونية تختصر الحياة لحظات ثمينة وجميلة وممتعة.
يا لجاذبية الأنثى إذا نفثت في الروح طيبها، فتكتمل بنكهة الأدب …وتصبح عالما من خيال لازوردي؟
لست أدري…
لكنني أرى ان الأنوثة عندما تعرف ذاتها، ومعناها، ومغزاها، فهي تشكل قصيدة شعر في لوحة رائعة، ونغم موسيقي يمثلون جميعا ربيعا ألقا.
……………………………………………………………………………………………………………………………………….
– السبت 19-20/2/2016
* تحولت الى حيث الهدوء.
يا للأقدار الغريبة كيف تقود المرء الى حيث لم يكن بباله او صبوته، ويغنيه برحاب تنام على بهجة النفس وأغنيات بلبل صداح. سالت عن غياب وجدته واجبا فكان السؤال بوابة دفق جرى في الحياة عذبا.
** لا بد من يستقبل الرواء، ويطرب لمقدمه، لقد شممت ورأيت، ففي العطر فوح، وفي الحدس شروق ينير المنازل الوثيرة، فلا تتيه، ولقد أحسنت، فلها مجريها ومرساها-لا يعود المرء لما كان، بل يسعى لما يكون ويزرع فيه ما يهوى.
الكلمات معان تدير مسارها موهبة وخبرة فتصبح في أرض الذهن منبتا لجمال مترجم في محسوس يومض مشاعر وشعورا. وما دامت النفس فرحة في رحاب يهدهدها؛ فكل شيء لديها يتوهج ويطرب في رحاب الجمال ابتهاجا بذائقة مختلفة، بل مختلفة جدا وحقا، فالأنوثة إذ تتجلى كاملة المعاني، وتعبير متجسد في أدب يزهر، ويعزف ألحانا لا تزال تبدع. أي خلوة امتع مما يثير الفكر والأدب والنفس والروح والقلب معا في لحظة معا؟! متعة تتمدد وتتجدد في عزف القلب على أوتار النبض الناغم.
يسوح المرء في حدائق تضم أفياء، وأغصانا وشجرا وسواقي تجري بماء زلال… يسمع غناء شحارير، وصداح بلابل وفوح ياسمين وجوري وفائحات عطر شتى-وعزف خفق أجنحة فراشات على وقع شروق شمس؛ تنشر الدفء والضياء. يتجلى مشهد تفتح البراعم. وزهر منثور يتمطى بألوانه المتنوعة… تتلألأ البسمات في أديم ملامح توحي للأعماق بغناء وألحان ومعان جميلة. يختلج الحديث، بشعور دافئ… يحمل ندى، ويلا مس مدى فيه لمس وهمس.
الوحدة موحشة …ومذ يضع المرء الرحال إلى عتبات رحاب نضرة؛ تغزو أحاسيسه وآماله الثكلى؛ حسراتٍ تستقرئ الماضي، تسترجع ملامحه المهدورة في سياق مقفر…!
كم ينتشي الخيال لتخيل وتصور مستقبل يستنبت الوهج، ويزين الآمال تشرئب في جريانها نحو مسار مأمول، وخاتمة حسنى ان سارت الأمور في مسارات مرادة.
نجوى قلوب حائرة لامست نبض اخضرار، وايحاءات عشق، تتلمس ضوءا وامضا يزرع بذرة أمل منتظر، وينتظر زرعا ينتش في النفس فرحا.
طرق أبواب التفاؤل وامسيات سهر ماتع… انما هي نبض يرفد حياة ذات معنى وصدى.
هي الحياة، إذ يحياها محبوها، فتصبح واحة تنتعش فيها لحظات حلوة في العمر، وتصبح ربيعا يجدد شعورا كاد الذبول ان يدفعه الى ظل النسيان والألم الدفين.
هو الأثير، موج تعتليه الكلمات، فتنقل حمولتها من المعاني المتوترة بأنفاس العشق والشوق إلى مدى متوالد في فضاءات الهوى. تغالب معاكسةَ مسارات الدروب الزاهرة في الحياة، تخلف في النفس ندوبا لا يسهل برؤها، وينقر كفا يدغدغها…
يبعث رسالة للقلب نشوانا
بين الخمائل…يعزف ألحانا
غردا في حدائق
تميس الورد فيها ألوانا
وهفوة روح
تناجي،
توشوش،
فالهمس أصبح عنوانا
………………………….
يبدو ان النفس البشرية ركبت بحيث لا تنفصل فيها اجزاؤها عن بعضها
والكلمة التي تنبثق من طبيعة هذا التكوين او التركيبة هي نفسها تتلون بلون المتلقي، او تتوهج بوهج الروح لديه، فقد تحسن قيادا سلسا دون ان اثارة انفعالات عاطفية او فكرية او حتى ذاتية ليقظة الرقيب دائما. أو ينفلت الزمام فيسير على حسب الهوى والأهواء، وهذا يختلف عن منبت طيب … يتلقى تلقيا ماهرا…أورد فعل موح ومنش. فيتحقق الاندماج، وتحسس ما فيه بذائقة بديعة.
فالتحكم في مساحة التفاعل يجعله في مسار تديره قوة انضباط في الاتجاهات المرادة عن معرفة ونور. لاسيما ما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين (الذكورة والأنوثة). إن لها مستويات قد يكون الإحساس أشدها مباشرة ووهجا، لكن فهم العلاقة وما فيها من تشظيات واحتمالات مختلفة منها الارتقاء بالإحساس والتسامي بالمشاعر يوفر فرصا لتفاعل فيه الجمال يسود ويتجلى متعة تتجاوز الإحساس الى شعور يتوهج في حب تغلي فيه المعاني والتداعيات الملأى تخيلات قد تنبجس شعرا أو نصوصا أو لوحات او أي أثر … تختزل في ابداع وتجل يحاور أنظار المتأملين وأفكارهم وعقولهم وأحاسيسهم ومشاعرهم… كل حالة بحسب ما هي فيه او عليه.
العلاقة الحسية المباشرة خارج المشروعية تضيّع كثيرا من معان تتلظى في روح العشق ولهفة الأشواق التي تتنامى وتصطلي كلما توهج العشق بمعانيه القصوى أو الأقصى. فالعيش الأجمل والأعمق معنى هو في حدود التعبير الذي يشعل العلاقة جمالا واحساسا عذبا دون الانزلاق الى ما يؤذي هذه العذوبة… التي قد تكون همسا وقد تكون لمسا رقيقا أو قد تكون نظرة متأملة لجمال خلق الله في الانسان بحب يسهل ارتشاف رحيق فيه او يولد المعاني في الأعماق او يصحيها من غفوة في الأعماق… لكن لا تكون انحدارا الى ما يورث ندما. فيبقى المر ء في عالم منفتح لا يتجاوزه-ويجمع الجمال في اطرافه والعذوبة في امتداداتها وتجلياتها، هانئا ومرتاحا ومريحا فيسود في العلاقات، أمان نفسي ومريح-فتكتمل المتعة فيها.