مضى عام وعام يبدا المسيرة
شهر كانون الأول عادة يشكل في نهايته حدثا كبيرا يلامس نشاط البشرية جميعا، فعلى الرغم من ان الحدث يخص المسيحيين فقط -باعتباره حدثا دينيا – ولكن الوجه الاجتماعي والفولكلوري وربما التضامني –في حالات معينة-مع توفر التقنية يجعله حدثا عالميا.
وربما لذلك خلفية ثقافة سياسية أيضا.
فالرغبة في هيمنة ثقافة مجتمع ما على الغير رغبة تدغدغ نفوس كثيرين لدوافع مختلفة، نفسية ودينية وثقافية وسياسية…الخ.
عندما يؤذن اليوم الأخير من هذا الشهر وهو اليوم الواحد والثلاثين منه بالرحيل مع ركوب عقارب الدقائق لعقارب الساعات، فيصبحا واحدا تبدأ الأجراس بالقرع، ويشتد صخب المنتظرين لهذه اللحظة التي لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة. وتتزين السماء بالألعاب النارية مختلفة الأشكال والأصوات.
ولقد خطف ما يجري في الواقع هالة ما يكتب –عادة-عن الحدث وغيره من الأحداث، لكن الشعور بالحاجة الى التعبير عن ما يتفاعل مع النفس في لحظات ما يدفع المرء أن يكتب بغض النظر عن ما إذا كان سيُقرأ أم لا؛ وان كان الأمل بقراءته هو الذي يعمر النفس عادة.
وهذا ما يحصل معي هذه اللحظة.
فأنا اجلس الى طاولة الكمبيوتر. اطل من شباك داري الصغير، فأرى الجو يميل الى نوع من عتمة يشكلها –عادة-تكاثف غيوم الشتاء المسودة أو الرمادية وأحيانا تميل الى بياض يشتم منه ا احتمال هطول الثلوج؛ قريبا. واليوم تشير الساعة الى الثامنة والربع صباحا. الجو رمادي. يغطي كل ما تشاهده عيناي. ومشبع بالندى الذي يسقط حبات مطر خفيفة أحيانا في غير استرسال. لكن الجو يزداد بالتدريج عتمة كأنه ينذر بقادم ربما كان مطرا غزيرا، ربما كان خفيفا…وأحيانا يرتد فاتحا خلال ثوان، في تلوّن الجو هذا بعض غرابة. فالمسافة الزمنية لا تطول بانتقاله من حال الى حال. لا أدرى أيها التي ستقيم-ستخيّم-طويلا.
أتابع التلفاز في برامج مختلفة غالبا ما أبقي الشاشة على مسلسل أو فيلم لأن ذلك لا يشغل تفكيري كثيرا ولا يحتاج الى تركيز فيما تفرض البرامج الثقافية والسياسية والعلمية…تركيزا يصرفني عن القيام بالكتابة. كما أنني أسمع صوت بائع الخضار والفواكه يعلن عن حضوره بسيارته عبر ميكروفون يغني بصوت مسموع وربما عال. مؤذنا عن وصوله.
أحيانا أشعر بالحاجة الى دفء الموقد-المدفأة-وأحيانا أشعر بان الجو لا يحتاج الى رائحة المازوت المتسربة من بعض ثنايا المدفأة فأطفئها. ولكني غالبا أبقي على فرشي في حال استعداد ألجأ إليه عندما أشعر بالحاجة. إليه.
في الغرف الأخرى الأولاد ينامون أو يقرؤون. فأمامهم امتحانات بعضها قريبة وبعضها لا زال الوقت للدخول إليه طويل. لكن القراءة تبقى ضرورية لتثبت في الذاكرة معلومات لا بد منها في الامتحان. قالت هيفي : أريد بعض المال لشراء الخضار والفواكه –كعادتها-منذ الساعة السابعة تناولت فطوري. بيضة مسلوقة مفرومة مع زيت الزيتون وبعض اللبن. إضافة الى حبتي مكدوس الباذنجان ولقمتين أو ثلاث من مربى المشمش ولم آكل “السِّيرِك” – – بالرغم من شهيتي القوية نحوها. وكنت قد قمّرت الخبز، وبعد الفطور ارتشفت رشفتين أو ثلاثة من الشاي بلا سكر كعادتي غالبا.
………………………………………………………………………………………………………………………
-Hevi اسم زوجي ومعنى الكلمة “أمل”
– sirik كلمة كردية تشير الى مغلي اللبن وتصفية ما يطفو على الماء ثم خلطه بالجبن المفروم، وبعض الاخضر قد يكون ثوما أو اعشابا عيرها منها ما يسمى “قُنجر” quncir
………………………………………………………………………………………………………………………
ومضات في فكري
ولدت، لا أدرى لماذا…؟!
لا أعي ما يدور حولي…!
سلوك بدائي أسموه غريزة، فطرة…
لست أدري…!
لا أدرك كنه ذاتي
لا أميّز بيئة تحيط بي
ما تلقطه يدي، يزحف إلى فمي
أسموها “مرحلة الفم”
طريقة أولى للحس
لتلمّس المحسوسات …
لست أدرى…!
تضمّني أمي إلى حضنها
بقوة شوق، ودفء حنان بالغ
ترضعني حليبا أبيضا
منتوج معمل تدور آلاته في جسمها
مشيئة الخلاّق
تلفني بقماط، هو اليوم بودرة
كان في عهدي ترابا أحمرا
وكبرت..
حبوت على أربع(Çelebka )
مشيت متعثرا على اثنتين..
واستقام أمري
واستقر على قدمين
كنت طفلا أحبه الجميع.
داعبه الجميع
غنى له الجميع.
وهدهدتني في المهد أنغام نشيد تغنيها أمي الحنون.
فأغمض عيني على (نهورتها)
تهز المهد الخشبي العتيق.
تسرد معاناتها وسط دموع تنهمر
لا لأنها تعيش ظروفا في البيت.
لا لأنها تعاني من الزوج
انهاتجتر آلامها ومعاناتها في ظل ظلم وظلام
من نظام حرمها الملح
منعها العبادة بلغة القرآن.
جرّدها من حرية الشعور بالوجود.
جنود قساة.
يرون فيهم مجرد رعايا
يتحكّمون في كل مفاصل حياتهم
زرعوا في نفوسهم الخوف
سلبوهم الشعور بإنسانيته
هكا سيرة حياتها، حياة اهلها وبني قومها.
وتذرف الدموه
وتسرد الحكاية
تهز مهد طفولتي الخشبي بصبر وحنان
وتتكرر المأساة
فكل من شعر بسلطة يطرد رحمة في كينونيته.
ويمارس الطغيان.
……………………………………………………..
شعوبنا
تعيش على تمنيات وأماني
تدور حول نفسها، تغازل المعاني
كأنها تائهة
فلا جدوى للمعاني
ما لم يجسدها الواقع في المكان
رائعة هي إذا انتظمت وتجسدت
ونحتت أفكارا في الواقع كالبنيان
كالجسور كالجيوش
كنظام يدير شؤون الانسان
يعدل فيه
ينبت ثمرا في ضوء القمر
أشعة الشمس تظل تدور
لتلقيَ النور
تحيا كائنات تتمطى في نشور
جميلة هي المعاني
في كلماتها تنطق بالأماني
تترجمها حياة فيها كل اركان الزمان.
…………………………………………..ز
ملاحظة :
هذه المادة وغيرها ، المنقولة الى الموقع تحتاج اعادة نظر للعلم.