المرأة المتزوجة
في المنظور الاجتماعي
أسئلة
يمكن اختصارها في:
– كيف ينظر الناس للمرأة المتزوجة-اجتماعيا وواقعيا-
– ، وكيف يتعاملون معها سواء أكانت موظفة أم ربة بيت..؟
– وكيف تفسر ظروفها ومعاناتها مع زوجها وأهله
– وفي المحيط الوظيفي
– واقعها
– ورؤيتك لحالها خاصة في الجزيرة السورية.
• لا ادري لم تطرح قضية المرأة منفصلة عن الرجل..؟
هل لذلك سبب لا نعلمه؟!
أم أن ذلك يتساوق مع نظرة غربية بنت فلسفتها الاجتماعية على قطبية الفرد اجتماعيا، ومن ثم بناء كل المفاهيم المتعلقة بالإنسان وفقا لهذه الفلسفة..؟!
أم أن ذلك اختراع من بعض الرجال – في الغرب خاصة- لغايات منها؛ القدرة على استثمار المرأة، وتحت شعارات أغلبها تصب في مصلحة الرجل عموما..!
وللمصلحة وجوه متعددة؛ تبدأ من الحاجة النفسية والجسدية المباشرة، ولها أيضا تجليات مالية –اقتصادية..وسياسية..الخ.
ولكي نعزز ما ذهبنا إليه من التحليل؛لنلاحظ واقع المرأة في الغرب.. ولنبحث عن دراسات ميدانية جادة ؛فضلا عن استنتاج مما يعرض في الأدب الاجتماعي –بمعناه الأعم والشامل- عبر روايات، أو مسلسلات، أو سينما، أو واقع المرأة في العمل، خاصة نظام السكرتارية،و الذي يعتمد أن تكون الأنثى هي سكرتيرة الرجل في الأغلب.
ولنتناول الإحصائيات عن كل ما يتعلق بالمرأة، واهم من كل ذلك؛ ما يتعلق بقيمتها كشخص إنساني –وكجنس- لا كفرد فحسب..وهنا ملاحظة ينبغي التنبه إليها وهي –خلط المفاهيم ودلالاتها كثيرا،بقصد -وهو الأكثر- وبغير قصد أيضا.
و هذا-طبعا- ليس متاحا في دراسة قصيرة.ولكننا ننوه الى أهميتها للمهتمين،أو عندما يمكن القيام ببحث جديد متكامل. لكن هذا لا يمنعنا من محاولات لفهم الأمر:
– أولى العلاقات في الغرب –ومنذ الطفولة- تبنى على اعتبار العلاقة الجنسية جزء حيوي من الحياة مثلها مثل الطعام والشراب –كما عبرت عن ذلك إحدى الألمانيات تحمل شهادة دكتوراه عندما سألها عن ذلك، وعن التعامل المعلن للعلاقات الجنسية أو بعض مظاهرها- ولذا فالمتعة هنا تماما كما هي في مظاهر الحياة الأخرى..كما حدثني أخي أن فتاة وصديقها ناما معا في إحدى الغرف معا ،ولما سئل والد الفتاة عن سبب تأخره عن الاستيقاظ قال:لئلا أفسد المتعة بين ابنتي وصديقها..!
– بل إن الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون،وزوج وزيرة الخارجية الحالية..صرح في برنامج “أوبرا” التلفزيوني المشهور؛ إنه لم يكن يستسيغ وجود صديق ابنته الوحيدة “كارولينا” إن لم اكن مخطئا..لكنه كان مضطرا للقبول بوجوده من اجل ابنته.
لذا فقد استبعد الجنس من سلم القيم الاجتماعية ليكون مباحا،أو شبه مباح. وان اشترطوا –قانونيا- أن تكون الرغبة مشتركة ،لا تعسفا من قبل احد الطرفين وهنا، الرجل هو الراغب الأكثر- وقليل من البعد القانوني يطبق واقعيا- ولا بأس من طرفة قرأتها عن واقع العلاقات بين الرجل والمرأة في الغرب..فقد دق البوليس الباب؛ باب دار مسلم متزوج من اثنتين، وقالوا: أنت متهم بالزواج من اثنتين. وهذا مخالف للقانون!
فرد بهدوء:أخطأ من أبلغكم، فانا متزوج من واحدة، والأخرى هي عشيقتي..فانسحب البوليس خجلان..!!!!!!
– أما لماذا اعتبرنا الرجل هو الراغب الأكثر فلذلك مبرراته ..يمكن معرفتها بالعودة الى التكوين البيولوجي والسيكولوجي لدى كليهما ،وكون الأعضاء التناسلية في الرجل ظاهرة، وطاقة الإنجاب لديه غير محدودة بعمر، بخلاف المرأة التي أعضاؤها مخفية وطاقة الإنجاب عندها تنتهي في نهاية الأربعينات.طبيعيا..
والى موقع الرجل –واقعيا –في الحياة؛ لجهة الهيمنة على الاقتصاد…والمراكز الوظيفية –بما فيها السياسية- فنسبة النساء في المراكز العليا عدديا لا يقارن بالرجل في حال من الأحوال..-ولكي نقف على الواقع دعونا نستقرئ عدد النساء في كل المؤسسات السياسية العليا –رئاسات –وزارات-إدارات عامة-وظيفة محافظ-عمدة- الخ.لا يكلفنا ذلك سوى تصفح النت في بحث لا يستغرق دقائق،أو نتابع الأخبار في الفضائيات ..أثناء تشكيل الحكومات، أو نشرات عن تفاصيل بعض المؤسسات وهي متاحة دوما.
– نسب الطلاق مبالغ فيها… ” ”
– نظام الصداقة مكرس كعلاقة بين الرجل والمرأة،-ومنذ مراحل الطفولة المبكرة- تكون نتائجها أكثر غبنا بالنسبة للمرأة على صعيد:
• التأثير في الرغبة بالزواج ..
• نتائج العلاقة عندما تنتهي الصداقة،وما أسهلها عندما يجد الرجل خاصة-والمرأة كذلك- علاقة مغرية أكثر –مهما كانت هذه المغريات..!
– التنازع على حضانة ورعاية وتربية الأطفال..عند المطلقين-المطلقات خاصة- أو الأصدقاء الذين ارتهنت مدة صداقتهم المرهونة غالبا بالرغبة الجنسية وأنتجت أطفالا..وربما بعض اعتبارات مصلحيه أخرى لا تمت –بحال من الأحوال –الى فكرة الزواج إلا ما ندر.
– ….
وهنا لابد من التفريق بين شقين:
• الشق النظري -التنظيري والبحثي والتصوّري..- عن العلاقة المفترضة؛ وهي تشمل: مساحة القيم والمبادئ والقوانين المتعلقة بالأمر.
• الشق العملي-أو التطبيقي– والذي يتناول تحويل الشق النظري-الأفكار والتصورات.. – الى حالات معاشة واقعيا..
في الشق الأول، قد يكون ممكنا؛ إمكانية التوافق حول أساسيات في هذه العلاقة.. ولكن التجربة تؤكد لنا أن التطبيقات تكون متخلفة عن النظرية كثيرا..
وهذا ينطبق على كل الأحوال ،وفي كل الظروف، والأمكنة، طبعا وفق مديات تختلف هنا وهناك، بحسب الوعي-نسبة انتشار الثقافة أفقيا وعموديا،إذا جاز التعبير- وبحسب نوع القيم السائدة واقعيا ضمن المجتمع،والتي تشكل ضوابط للحركة الاجتماعية والعلاقات فيها..
في المجتمعات الشرقية، الأمور تختلف قليلا -وربما كثيرا أحيانا –من الناحية النظرية على الأقل..
فالشرقي يغلب في ثقافته قيم روحية أكثر، قياسا للغربي الذي يغلب في ثقافته، القيم المادية أكثر. وهذه من العلامات الفارقة في ثقافة النوعين من المجتمعات.-الشرقية والغربية-.
وباستقراء التاريخ ،نجد أن المرأة تعمل الى جانب الرجل ومنذ القديم، في الشرق وفي الغرب. وبطريقة فيها تعاون اسري غالبا؛ قبل أن يتحول العمل في الغرب –خاصة بعد الدخول في عصر التكنولوجيا والمصانع الكبيرة- الى صيغة تأجير العمال رجالا ونساء، ولكن المرأة باجرة أقل على اعتبارها اقل قوة عضلية من الرجل-ولا تزال هذه القضية تطرح في أجزاء من الغرب .و في أجزاء من الشرق أيضا –تلك التي تسمح بعمل المرأة.” ”
ومع سيطرة القيم الصناعية ؛ كانت القيم المادية تكرَّس واقعا في الغرب، وأصبحت العلاقة الأسرية تتآكل من الداخل لتصل الى ما وصلت إليه اليوم.ولا نحتاج الى أمثلة فهي قضية للنقاش علنا ..
في الشرق –وعلى الرغم من إتباع خطى الغرب- فانه لا يزال متخلفا في ميدان الصناعة، لذا كان التآكل أقل زمنا ومدى.. ولكن الثقافة التي أنتجها تعميم الدراسة بأدوات غير كافية ولا كفوءة، واستثمرت في الإعلام بطريقة مؤثرة سلبا؛ نتيجة لغياب البعد التربوي في بناء المسلسلات والأفلام ،فضلا عن البرامج المختلفة في التلفزيون والإذاعة ولا حقا النت.. وغيرها. فقد سادت ثقافة مفتوحة، ووفرت لكل منتج ومخرج وكاتب وممثل –وغالبا يكون الذي يملك المال والقوة،هو الأكثر استفادة وتأثيرا..لدوره المالي المستأثر، فأقحمت لقطات كثيرة لا صلة لها بالفن في الأعمال الفنية، لإغراء المشاهدين كالعري والمناظر التي تظهر المرأة –والرجل- فيها في علاقات حميمية..تثير الغريزة لدى الجميع، ولكنها عند الشباب أكثر، كما تشكل صورة مشوهة لحقيقة ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الرجل-الأب-والأنثى –الأم-. ونحن نعلم جميعا، أية مكانة لمعنى الأبوة والأمومة في مخيلة الطفل ونمو هذا المعنى مع ازدياد نموه وتطوره الثقافي.بل وضرورته لبناء اجتماعي متماسك وحميم.
في هذه النقطة تبرز قيمة العلاقة الزوجية في نسيج العلاقات بين الرجل والمرأة..ونضطر لإلقاء نظرة على المعايير التي تبدو أنها هي التي تغلب في اختيار شريكة-شريك الحياة-.
مع الاعتبار –دائما- أن حق الرجل في الاختيار هو الذي يطغى بسب العوامل المختلفة والتي ذكرنا بعضها..
في لحظة القبول بالعيش المشترك معا كزوجين؛ تبدأ حياة مختلفة،أهم ما فيها، أنها تصبح حياة –بالضرورة-تراعي العلاقة المشتركة لجهة المشاعر؛ وما تولده من ميل كل طرف الى الآخر؛ بود يتنامى، أو يتناقص؛ وفقا لصدق هذه المشاعر، ووفقا لوعي وحسن ممارسة التعامل؛ بفهم لطبيعة العلاقة الخاصة بين الزوجين ؛ومقتضياتها النفسية والاجتماعية ..الخ.
فإذا كانت حياة موفقة- تتوافق فيها المشتركات بجهد واع واستعداد نفسي قائم- كانت، فعلا ، حياة سعيدة..لأن الحياة المُرضية بين زوجين فيها مساحة كبيرة من الشعور بالسعادة..
وإذا كانت حياة تنطوي على منغصات-مهما كان السبب- فالأمر يصبح على المحك..ربما يستطيع الزوجان تجاوز المشكلات، وربما كبا بهما المسير والله أعلم ماذا ستكون النتيجة..!
هل سيكون زواجا متعثرا طول العمر؟ أم زواجا ينتهي الى طلاق مخلفا آثارا وتبعات أهمها أولاد –بحسب العمر والعدد ..! وفي هذه الحالة يلعب الوعي والقيم دورها في المعالجة الممكنة بأقل خسائر للجميع، أبوين وأطفالا وعائلتيهما.
والمرأة عندما تكون عاملة فلها من متاعبها التي يفرزها كونها عاملة..
هي قد لا تحوز ثقة الزوج بوجودها في وسط الرجال-في الشرق خاصة-
وقد تكون فعلا، مطمع المحيطين بها إذا كانت جميلة أو ضعيفة الشخصية .. لاسيما بالنسبة للذين بيدهم الأمر في الإيذاء أو الإفادة؛ كالمدراء ومن يمثلونهم..فيغرون أو يهددون..ما لم تستجب لما يرغبون..
فهي إذا –خاصة في المجتمع الشرقي –تعيش معاناة في كثير من الحالات.. وبالمقابل فإن عملها –إذا كانت هي ذات شخصية لها نضجها واستقلاليتها – يعطيها القوة لحضورها ودورها الاجتماعي وربما السياسي أيضا.
باختصار.. البيئة التي تعيش المرأة فيها؛ هي التي تحدد ظروفها، سواء أكانت عاملة أم ربة منزل .. لكن معاناة العاملة قد تكون اكبر-في الشرق خاصة- ..باعتبار أن ربة المنزل غالبا ما تكون ملازمة للبيت، وهذا يشعر الرجل بنوع من الاطمئنان، إلا إذا كانت ذات تميّز قد يجعلها في حال التمرد أو المشاكسة أو أي حركة يمكن أن تؤثر على شعور الرجل نحوها؛ وحالة الثقة بها..
وهذه نقطة هامة كثيرا ما يهملها البعض سهوا أو قصدا. فالثقة المتبادلة هي التي تختصر الكثير من المشكلات؛ إذا تحققت.ولا تبنى الثقة بالأوامر والقوانين المفروضة ..بل هي قوة داخلية تتكئ على الحب، وقيم داعمة؛ تُكتسب خلال النمو التربوي ووفقا للقيم السائدة وهي في الشرق معروفة. وفي الغرب أيضا معروفة وان كانت مختلفة..
إن الجهد المرافق للعمل بالنسبة للعاملة،تزيد أعباءها..فهي تمارس مهمة الأمومة وما فيها من مقتضيات نفسية: كالحنان والعاطفة، ومادية: كالسهر والرعاية وتكاليف التربية.. وقد ينعكس ذلك على صحتها ومزاجها وأدائها-الصحة النفسية والبدنية- ما لم يكن هناك من يتفهم ظروفها، ويعينها؛ سواء عبر المساعدة المباشرة ، أم عبر توفير ظروف تخفف عنها العبء كالروضة والخدمات الصحية، وتوفير ظروف عمل تراعي وضعها في الحمل والولادة… وغيرها. وهي –عادة- غير كافية في الدول المتخلفة مهما ادعت بالوجه التقدمي لأنظمتها.
أما المرأة في الجزيرة فحالها أسوأ كثيرا في العموم.
لا يغرنا بعض مظاهر تتمتع بها نسوة في أوضاع خاصة ،تسعى الجهات التي تريد أن تضفي على ذاتها ألقا كاذبا،وانجازات موهومة.. بتسليط الضوء على حالات قليلة –مظهرية غالبا- لتعبر بها عن الحالات الأعم والأكثر ..والتي تمثل الوجه الحقيقي للمجتمع.وهذه عادة متبعة في المجتمعات المتخلفة..كنوع من طقس يرافق حياتها في المستويات الإدارية سياسيا خاصة.
وان كانت لا تخلو في المجتمعات التي تعتبر متقدمة –ولكن الوعي السياسي والاجتماعي وما رافقه من قوانين متقدمة لا يمكن تجاوزها بسهولة، هوّن من شانها هناك. بخلاف الدول المتخلفة والتي تخدم ممارساتها هذه المظهرية زيادة ارتباك الحياة الاجتماعية ،ونشر الفساد في المجتمع لإرباكه؛ خدمة لتوجهاته السياسية التي تتركز-أساسا- في طول البقاء في الحكم.
هل لذلك علاج؟
لا ريب: لكل داء دواء يستطب به-إلا عزم تجهيل الشعوب مقصدا
فالمجتمع متكامل في مختلف تكويناته الجنسية والاثنية والدينية والطائفية والمذهبية والسياسية .. والثقافية عموما..
فإذا توصلنا الى تفهم هذه الحقيقة، واقتنعنا بها عمقا؛ جهدنا لتلمس الوسيلة الى معالجة الوضع ، وقد اختزنت المجتمعات البشرية الكثير من التجارب التي يمكن توظيفها- إذا صدقت النية وتحقق العزم الأكيد بمصداقية-.في إيجاد المناخ الصحيح الذي يتيح حيوية حركية بسقف عال من الحرية،مع نمو في الثقافة الحقيقية لا يعجز عن توليد الحلول والذين يحسنون الحل.
………………………..
– قال لي أحد المهاجرين من المسيحيين الى السويد انه تزوج مرتين وطلق الاثنتين، فقلت وهل يسمح بالطلاق؟ قال عندما طلبت من المسؤول الديني عن الطلاق ،ان يجري معاملة الطلاق قال بالحرف:……أمامك ثمانمائة ينتظرون. وهؤلاء –ان لم كن مخطئا- ممن هاجروا وليسوا من السكان الأصليين ..
– قصدت بالعمل هنا ما يكون في المعامل والمصانع بعد ان تقلصت الأعمال الزراعة اليدوية ..